برزت مشكلة متلازمة تكيس المبايض كمشكلة صحية جديدة فرضها نمط الحياة في المجتمعات الحديثة. وشغلت هذه المشكلة حيزًا كبيرًا من اهتمام الفتيات في سن البلوغ والسيدات على حد سواء، فما هي هذه المتلازمة؟ تتعدد المشاكل الصحية النسائية وتتنوع في الأسباب والعلاج، وبالرغم من كون أغلبها مشاكل عابرة بسيطة الحل. إلا أنها تسبب قلقًا كبيرًا للمريضة كونها يمكن أن تمس الوظيفة الإنجابية والخصوبة. حيث تعير أغلب السيدات الاهتمام الأكبر لهذه الوظيفة باعتبارها تحمل الكثير من معاني الحياة والعطاء.

فهل متلازمة تكيس المبايض هي أحد المشاكل التي تهدد الوظيفة الإنجابية؟ سنتعرف في مقال اليوم على عدة معلومات وتفاصيل تخص هذه المتلازمة. ليتمكن السيدات والرجال على حد سواء من فهمها بالشكل الصحيح والتعامل معها بأريحية دون هلع أو توتر. لأن التعامل الصحيح مع أي مشكلة صحية يضمن عدم تفاقهما كما يمكن أن يكون حلًا لها في بعض الحالات.

ما المقصود بمتلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض التي تسمى طبيًا متلازمة المبيض متعدد الكيسات polycystic ovary syndrome (PCOS). وهي اضطراب يؤثر على الغدد الصماء مسببًا عددًا من الأعراض. تصيب هذه الحالة النساء في سن الإنجاب، وتتفاوت درجة تأثيرها على الخصوبة باختلاف شدة الحالة ووضع كل مريضة.

لا تزال أعراض وأسباب متلازمة تكيس المبايض قيد الدراسة كما يجرى حول ذلك العديد من الدراسات السريرية وقبل السريرية. ويمكن القول أن متلازمة المبيض متعدد الكيسات هي حالة متعددة العوامل والجينات، فهي جهازية التهابية ومناعية ذاتية. كما ترتبط بسلسلة من المشاكل والاضطرابات الصحية الأخرى كمقاومة الأنسولين والأمراض القلبية الوعائية وغيرها.

ولا تزال الدراسات تتقصى إلى يومنا هذا الآثار بعيدة المدى المرتبطة بالإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات. ترتبط هذه المتلازمة بظهور كيسات على المبيض. وهذه الكيسات وظيفية يمكنها أن تشفى تلقائيًا ولكنها يمكن أيضًا أن تنفجر مسببةً صدمة خطيرة للجسم.

و على اعتبار أن ظهور هذه المتلازمة يختلف من حيث الأعراض وشدتها بين المريضات، فإن العلاج يختلف أيضًا بحسب الحالة. ولكن يبقى التشخيص المبكر والمتابعة الطبية ركنًا أساسيًا في التعامل الصحيح مع هذه المتلازمة. كما ثبت دور التثقيف الصحي للمريضة في تحسن حالتها النفسية والجسدية ومكنها من التعامل مع وضعها بثقة وراحة.

أسباب متلازمة تكيس المبايض

ما زالت الأسباب المباشرة لحدوث متلازمة المبيض متعدد الكيسات مجهولة إلى الآن، ولكن يتهم عدد من العوامل بإحداثها وعلى رأس القائمة.

  • العوامل الجينية: التي تعتبر من العوامل غير القابلة للتعديل والتي تؤدي إلى نكس الحالة باستمرار.
  • نمط الحياة غير الصحي: سبب مؤكد في حدوث العديد من الاضطرابات والمشاكل الصحية ومنها متلازمة المبيض متعدد الكيسات. كما يؤدي اجتماع نمط الحياة غير الصحي مع العوامل الجينية إلى ارتفاع احتمال الإصابة بالمتلازمة. ويقصد بنمط الحياة غير الصحي الأسلوب المتبع في ممارسة النشاطات اليومية، والذي يمكن أن يكون مؤذيًا للصحة بما فيه من الأطعمة الدسمة الفقيرة بالمغذيات، بالإضافة إلى قلة النشاط الفيزيائي والأجواء المليئة بالتوتر.
  • التعرض المستمر للمواد الكيميائية: من خلال البيئة يلعب دورًا مهمًا في إمراضية متلازمة تكيس المبايض، فالدخان المنبعث من عوادم السيارات والمعامل مليء بالمواد السامة التي يمكن أن تسبب الشذوذات الوظيفية المختلفة. كما أن هذه المواد الكيميائية الضارة يمكن أن تتواجد بنسب جدية في مستحضرات العناية الشخصية كالعطورات والمكياج وغيرها.

أعراض متلازمة تكيس المبايض

يمكن ألا تظهر أي أعراض ملحوظة على بعض المريضات في حين أن الأعراض قد تكون شديدة عند مريضات أخريات، ومن أبرز الأعراض الملاحظة:

  • الشعرانية: وهي ظهور الشعر على الوجه والجسد في أماكن غير معتادة.
  • اضطرابات الدورة الشهرية: بعض المريضات يعانين من تقارب الطموث، في حين أن البعض الآخر يعاني من تباعد الطموث حيث تكون الفترة الممتدة بين طمثين أطول من 35 يومًا.
  • العد الشائع: قد يظهر حب الشباب على الوجه أو الجسد بشكل غير معتاد عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • تساقط الشعر: تعاني معظم مريضات تكيس المبايض من تساقط الشعر خاصةً في مقدمة الرأس، وهذا ما يسمى بالصلع الذكوري والذي ينتج عن الخلل الهرموني.
  • آلام متعددة: بعض المريضات يعانين من آلام الظهر أو المنطقة الشرسوفية وقد يترافق ذلك بالغثيان واضطرابات هضمية كالإسهال أو الإمساك. كما أن الدورة الشهرية لدى مريضات متلازمة المبيض متعدد الكيسات تكون مصحوبة عادةً بآلام البطن والظهر أو الألم المعمم.
  • الشواك الأسود: يقصد بالشواك الأسود ظهور تصبغات جلدية غامقة وعادةً ما تظهر على الرقبة أو تحت الثدي أو تحت الإبط، وتعد هذه التصبغات علامة جلدية لمقاومة الأنسولين.
  • اضطرابات مزاجية ونفسية: تبدي شريحة كبيرة من مريضات متلازمة المبيض متعدد الكيسات أعراض القلق أو الاكتئاب، وقد تكون هذه الأعراض ناتجة عن الاضطرابات الهرمونية، أو نتيجة الحالة الصحية نفسها التي تشكل ضغطًا على المريضة.

تشخيص متلازمة تكيس المبايض

وفرت الاختبارات البيوكيميائية الحديثة طريقة مفيدة لتحري الاضطرابات الحاصلة في متلازمة تكيس المبايض، ويعتمد تشخيص هذه المتلازمة بالدرجة الأولى على القصة السريرية للمريضة والأعراض التي تظهر لديها، بالإضافة إلى التصوير بالأمواج فوق الصوتية المعروف بالإيكو، وتتطبق هذه الأمواج على البطن والحوض. قد يطلب الأطباء من المريضات بعض التحاليل الدموية لنفي الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لظهور أعراض مشابهة كاضطرابات الغدة الدرقية.

علاج متلازمة تكيس المبايض

تتراوح الخيارات العلاجية لتدبير حالات تكيس المبايض بين تغيير نمط الحياة والجراحة، حيث يعتبر معظم الأطباء أن الخطوة الأولى والأكثر فعالية في العلاج هي اتباع أسلوب حياة صحي وتخفيض الوزن بالدرجة الأولى. تستعمل مانعات الحمل الفموية على نطاق واسع في علاج تكيس المبايض.

كما يمكن أن يستعمل الميتفورمين لخفض مقاومة الأنسولين باعتباره خافض سكري فموي يعمل على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين. وفي بعض الحالات التي تكون فيها كيسات المبيض كبيرة قد يلجأ الأطباء لاستئصالها بالجراحة التقليدية أو بالمنظار.

 

الحفاظ على الصحة الجسدية كانت أو النفسية أولوية في حياتنا، لذلك تنصح السيدات اللواتي يعانين من أي أعراض استشارة أخصائيي طب النساء لأن التشخيص المبكر لأي حالة بما فيها تكيس المبايض سيوفر عليك سيدتي العناء ويقدم لك حلولًا أفضل، فعلى الرغم من كونها حالة قد تشفى تلقائيًا أو باكتساب بعض العادات الصحية، إلا أن إهمالها يرتبط مع مضاعفات يمكن أن تكون خطيرة.