أحيانًا يمكن أن يتعرض المرء بشكلٍ مفاجئ لنزول الدم من الأنف، فيدور في عقله الكثير من الأسئلة. ما سبب نزول الدم من الأنف؟ وما أعراضه؟ وما هي النصائح الواجب اتباعها للحد من النزيف؟ وعلى الرغم من أنه من النادر أن يسبب نزول الدم من الأنف، أو ما يسمى بـ (الرعاف) شعورًا بالقلق. لكن يمكن أن يسبب نزول الدم من الأنف تهديدًا للحياة في بعض الحالات النادرة.
على الأغلب يكون سبب نزول الدم من الأنف هو التعرض لصدمة موضعية، أو دخول جسم غريب، أو حدوث التهابات، أو جيوب أنفية، أو غيرها من الأسباب التي سنشرحها لاحقًا. كما يعتبر النزيف الأنفي من الأمور الشائعة كثيرًا وبشكلٍ خاص عند الأطفال. فإذا كنت عزيزي القارئ من المهتمين بمعرفة سبب نزول الدم من الأنف، وما هي أعراضه. ما عليك إلا أن تكمل قراءة مقالنا.

سبب نزول الدم من الأنف وما أعراضه

  • جفاف الأغشية المخاطية: يرجع سبب جفاف الأغشية المخاطية إلى ارتفاع درجات الحرارة المترافق مع الهواء الساخن والرطوبة المنخفضة. حيث تعتبر الأغشية المخاطية من الأغشية الرقيقة للغاية والموجود في أسفلها شعيرات دموية حساسة للغاية، وفي حال تعرضها للجفاف يمكن أن تتعرض للجروح ما يسبب نزول الدم من الأنف.
  • الحساسية: يمكن أن تسبب الحساسية حدوث تهيج في الأنسجة المخاطية داخل الأنف، فتتوسع الأوعية الدموية، ثم يحدث نزيف الدم من الأنف بشكلٍ مفاجئ.
  • التعرض للهواء البارد جدًا: عند التواجد في مكان دافئ، ثم الخروج بشكلٍ مفاجئ، وتعريض الأنف للهواء البارد بشكلٍ مباشر. يؤدي لحدوث تورم، واحمرار، وتهيج، داخل الأنف، ما يؤدي لالتهاب الأنف واحتقانه. فتتوسع الأوعية الدموية التي توجد في داخل الأنف، ما يزيد من خطر الإصابة بحدوث نزيفٍ في الأنف.
  • العبث في الأنف: من العادات السيئة عند بعض الأشخاص كثرة العبث في الأنف، وخاصةً إذا لم تكن الأظافر مقلمةً. الأمر الذي يزيد من خطر إصابة بطانة الأنف بالجروح. ما يؤدي لإصابة الأوعية الدموية، وبالتالي حدوث نزول الدم من الأنف.
  • استخدام بخاخات الأنف بشكلٍ مفرط: يمكن أن يؤدي استخدام البخاخات بشكلٍ مفرط إلى تهيج في أنسجة الأنف. وبالتالي زيادة خطر إصابة الغشاء الذي يبطّن الأنف للجفاف. ما يؤدي لحدوث نزيف في الأنف.
  • التهاب الجيوب: يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى حدوث تهيج في أنسجة الأنف، ما يزيد من فرصة نزول الدم من الأنف.
  • الإصابة بنزلات البرد: عند التعرض المستمر لنزلات البرد، أو أمراض في الجهاز التنفسي العلوي لحدوث تهيجات في الأنسجة الداخلية للأنف بسبب المحاولات المتعددة لإخراج المخاط من الأنف، ما يؤدي لنزيف الأنف عند النوم.
  • حدوث انحراف في الحاجز الأنفي: عند الإصابة بصدمة مباشرة في الأنف تتعرض الأوعية الدموية الموجودة داخله لخطر حدوث نزيف.
  • إدخال جسم غريب في الأنف: يسبب إدخال أي جسم غريب إلى الأنف لنزول الدم منه.
  • بعض أنواع الأدوية: عند الاستخدام المفرط لبعض أنواع الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAID) لزيادة خطر الإصابة بنزول الدم من الأنف.

أسباب غير شائعة لنزول الدم من الأنف

  • استخدام بعض الأدوية: مثل الأدوية التي تعمل على زيادة تميع الدم مثل الأسبرين، والوارفارين، ما يزيد احتمالية الإصابة بنزيف الأنف.
  • ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بنزيف في الأنف. يرجع السبب في ذلك إلى أن ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مستمر يتلف الأوعية الدموية التي توجد في الأنف.
  • أمراض تخثر الدم: مثل مرض نزيف الدم الوراثي، الذي يؤدي إلى الإصابة بالنزيف الأنفي بسبب عدم تخثر الدم بالشكل الصحيح. فيحدث نزيف داخلي وخارجي في الأنف، وبشكلٍ خاص إذا تعرض الأنف لإصابةٍ ما، أو صدمة، أو بعد إجراء عملية جراحية.
  • أورام الأنف: تؤدي الإصابة بأورام الجيوب الأنفية، أو أورام الأنف لحدوث معاناة كبيرة مع النزيف الأنفي.
  • بعض الأمراض الوراثية: كتوسع الشعيرات النزفي الوراثي الذي يؤدي لحدوث نزيف في الأنف بشكلٍ مفاجئ.

أعراض نزول الدم من الأنف

أول وأبرز الأعراض لنزيف الأنف هو خروج الدم من الأنف، والذي تتراوح نسبته من النزيف الخفيف، إلى النزيف الغزير. ويمكن أن ينزل الدم من كلا الفتحتين في الأنف، أو من فتحة واحدة (على الأغلب تتأثر فتحة واحدة). في حالة حدوث نزيف في الأنف عند الاستلقاء، يشعر الشخص بوجود سائل في مؤخرة الحلق قبل نزول الدم من الأنف. والجدير بالذكر هنا بأنه يفضل ألا يُبتلع الدم لأنه يمكن أن يسبب الغثيان والإقياء. ويتطلب حدوث نزول الدم من الأنف مراقبةً، وإذا طال الأمر يجب استشارة الطبيب بشكلٍ دوري. ومن الأمور الواجب مراقبتها:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • حدوث نزيف شديد.
  • حدوث ضيقٍ في التنفس.
  • الوجه الشاحب.
  • ابتلاع كميات كبيرة من الدم، ما يؤدي للتقيؤ.

الإسعافات الأولية لنزول الدم من الأنف

يجب عند التعرض لنزول الدم من الأنف اتباع التعليمات والتوصيات التالية:

  • يجب أن يبقى الشخص مسترخيًا.
  • استخدام منشفة أو مناديل مبللة لحصر الدم.
  • إجلاس المريض فورًا وإبقاء جسده ورأسه مائلين للأمام قليلًا، للوقاية من تدفق الدم إلى الحلق. كما يجب تجنب الاستلقاء أو وضع الرأس بين القدمين.
  • تنبيه المريض إلى ضرورة تنفس المريض عن طريق الفم.
  • استخدام إصبع السبابة والإبهام للضغط على مقدمة الأنف.
  • الاستمرار بالضغط لمدة لا تقل عن عشر دقائق إذا لم يتوقف النزيف.
  • يمكن استخدام بخاخات أنفية مضادة لاحتقان الأنف، والتي تصرف دون الحاجة لوصفة طبية.
  • تجنب إجراء أي أعمال شاقة، أو الانحناء للأمام، كما ممنوع النفخ في الأنف، أو فركه حتى يشفى تمامًا.

نصائح للحد من نزيف الأنف

ينصح باتباع هذه النصائح لتجنب حدوث النزيف الأنفي:

  • تقليم الأظافر خاصةً عند الأطفال: الأمر الذي يقلل من أضرار عبث الطفل لأنفه.
  • المحافظة على رطوبة بطانة الأنف: وبشكلٍ خاص في الشتاء عندما لا يكون الهواء باردًا وجافًا. وللمحافظة على ذلك يستخدم الفازلين، أو أحد المراهم الطبية. حيث يوضع القليل من الفازلين، أو المرهم على قطعة صغيرة من القطن ويمسح الأنف فيها لثلاث مرات في اليوم. كما يمكن استخدام البخاخات الملحية التي تعمل بدورها على ترطيب الأغشية المخاطية الجافة داخل الأنف.

ومن الجدير بالذكر، “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، وكما يقال أيضًا: “إذا عرف السبب بطل العجب”. لذا يجب معرفة المسبب الرئيسي للنزيف ومعالجته تحت إشرافٍ طبي.