يصاب القلب كغيره من سائر أعضاء الجسد بالأورام، وعلى الرغم من ندرة الأورام القلبية إلا أنها تشكل حالة طبية حرجة وصعبة العلاج. يختلف علاج الأورام القلبية باختلاف نوعها وتوضعها، بمعنى آخر تحتوي عضلة القلب على أنواع مختلفة من الأنسجة كالنسيج العضلي والنسيج الليفي والأوعية الدموية. يمكن أن تتشكل الأورام القلبية على حساب أي نوع من الأنسجة السابقة كما يمكن أن تتشكل ابتداءً من العضلة القلبية وتسمى عندها الأورام البدئية، أو تنتقل إليها من أورام أخرى موجودة في الجسم وتسمى عندها بالأورام الثانوية. تعتبر سرطانات الرئة والثدي أكثر الأروام انتقالًا إلى عضلة القلب. لحسن الحظ يشكل أكثر من 75٪ من أورام القلب الأولية أورامًا حميدة (غير سرطانية). بينما تكون أورام القلب الثانوية أكثر خباثة وتحدث بمعدل أكثر تواترًا من أورام القلب الأولية. وإن كنت تتساءل عزيزي القارئ عن علاج الأورام القلبية وعن أعراض الإصابة بها، تابع معنا مقالنا التالي.

أعراض الإصابة بالأورام القلبية

يعتمد ظهور الأعراض على موقع الورم ونوعه النسيجي وحجمه وعلى سرعة نموه. لا يشكو معظم المصابين بالأورام القلبية من أية أعراض، بينما يشكو أخرون من أعراض مشابهة لمرضى القلب والأوعية الدموية. ولكن وفي بعض الحالات تنمو الأورام القلبية وتضغط على نسج القلب الفعالة وتؤثر على عملها، كما تتعرض بعض الأورام القلبية الهشة للانفصال وتنتقل أجزاء منها عبر الدوران وإحداث الصمات الجهازية الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:

  • القصور القلبي وأعراضه كالزلة تنفسية تزداد عند الاستلقاء.
  • اضطرابات النظم القلبية (تسارع أو تباطؤ معدل ضربات القلب وعدم انتظامه).
  • ألم في منطقة الصدر.
  • في حال حدوث صمات جهازية يمكن أن تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية والتي تتظاهر بأعراض مختلفة تبعًا لمنطقة الإصابة في الدماغ.
  • تجمع سائل حول القلب (الانصباب التاموري).
  • من المحتمل ظهور أعراض عامة كالحمى، وفقدان الوزن، وفقر الدم).

تشخيص الأورام القلبية

هناك العديد من التقنيات المستخدمة في تشخيص الأورام القلبية. تظهر الأروام القلبية عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية سواء عندما يشك الطبيب بوجود الورم أو أثناء الفحص الروتيني. وفي الخطوة التالية يكون من الضروري اللجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الحالة بشكل أفضل. إذ تسمح هذه الفحوص بتأكيد من التشخيص وتحديد موقع الورم بمزيد من الدقة وتحديد وجود انتقالات ورمية.

 

 

أنواع الأورام القلبية

 

  • الورم المخاطي: يعتبر الورم المخاطي أكثر الأروام البدئية شيوعًا، إذ يشكل أكثر من نصف أورام القلب البدئية.
  • الورم الأرومي الليفي الحليمي: يصيب هذا الورم صمامات القلب. كما تشيع إصاباته بعمر ال60 سنة. تكمن خطورة هذه الأورام بخطورة انفصال أجزاء منها وإحداثها للصمات الجهازية، الأمر الذي يرفع خطر الإابة بالسكتة الدماغية أو احتشاء العضلة القلبية.
  • الورم العضلي: يعتبر الورم العضلي الورم القلبي الأكثر شيوعًا عند الرضع والأطفال. تظهر على شكل عدة إصابات منتشرة وتنشأ على حساب جدار البطين. وقد تظهر كجزء من متلازمة التصلب الحدبي.
  • الورم الليفي: يحدث أيضًا عند الرضع والأطفال، وعادةً ما تترافق هذه الأورام مع إضرابات النظم القلبية وما تحمله من خطر الموت القلبي المفاجئ.
  • الورم الشحمي: ينشأ هذا الورم على حساب الخلايا الدهنية الموجودة في محيط عضلة القلب.
  • الورم الوعائي: تأهذ فيه الأوعية الدموية أشكالًا شاذة. وبجرى تشخيص هذه الأورام عن طريق تصوير الأوعية الظليل والرنين المغناطيسي.

 

علاج الأورام القلبية

يبدأ العلاج بعد تشخيص الورم القلبي وتحديد نوعه وحجمه وتحديد وجود انتقالات وإجراء توصيف شامل للورم وتحديد الحالة الصحية للمريض. ثم يمكننا بعدها البدء بوضع خطة العلاج. تتطلب الإجراءات العلاجية اجتماع فريق طبي كامل باختصاصات متنوعة يشمل أطباء القلب وأخصائيي الأشعة وأطباء الأورام وجراحي القلب. يحتاج معظم المرضى الذين يعانون من ورم قلبي أولي إلى إجراء عمل جراحي واستئصال الورم. وفي حالة الأورام الخبيثة يتبع العلاج الجراحي بالعلاج الكيماوي أو الشعاعي حسب حالة المريض ومرحلة الورم.

الرعاية بالمرضى بعد العمل الجراحي القلبي

يغادر معظم المرضى المشفى بعد اليوم الثالث من الجراحة القلبية، ولكن يحتاجون إلى تأمين رعاية خاصة بعد العمل الجراحي في المنزل وأهم النصائح بعد العمل الجراحي:

  • أخذ فترة كافية من النقاهة في المنزل وتجنب الأعمال الشديدة أو النشاط الفيزيائي القاسي.
  • يمكنك الاستحمام بعد موافقة الجراح ولكن يجب أن يكون الماء دافئًا.
  • من الطبيعي الشعور بالتعب في الفترة التالية للعمل الجراحي.
  • اعتني جيدًا بجرح العمل الجراحي وجففه جيدًا بعد الاستحمام وتجنب تعريضه للشمس خلال السنة الأولى بعد العمل الجراحي.

من الضروري الالتزام بهذه النصائح لتحقيق شفاء سريع وعودة سريعة إلى الحياة اليومية من دون حدوث مضاعفات خطيرة.