الورم الليفي في الرحم من الأمور الشائعة والتي تقلق الكثير من السيدات بعد سن البلوغ، حيث تظن السيدات أن الورم الليفي الذي قد يصيب الرحم من الممكن أن يتحول إلى سرطان في الرحم. ولكن هذه المعتقدات المنتشرة بكثرة حول الورم الليفي، هي في معظمها معتقدات خاطئة. فالأورام الليفية في الرحم مختلفة تمامًا عن سرطان الرحم، كما وإن الأورام الليفية في الرحم لا يمكن أن تتحول إلى سرطان في الرحم.
والورم الليفي في الرحم أو كما يطلق عليه البعض وجود ألياف ضمن عضلة الرحم. هو عبارة عن ورم حميد يصيب عضلات وأنسجة الرحم عند النساء في فترة الإنجاب. وهو ورم شائع الانتشار ويصيب حوالي 70 بالمئة من النساء خلال حياتهن.

كما وإن الأورام الليفية أمر مختلف تمامًا عن سرطان الرحم، فغالبًا ما تتشكل تلك الألياف داخل الرحم نتيجةً للتغيرات التي تطرأ على الرحم باستمرار خلال الدورة الشهرية، حيث تتجمع بعض عضلات الرحم وأنسجته مع بعضها وتحاط بغلاف مشكلة تجمع ليفي يطلق عليه الأورام الليفية الصلبة.
وفي هذا المقال سنقدم لك عزيزي القارئ بعض المعلومات الأساسية والتي قد تهمك عن الورم الليفي في الرحم. كما سنتكلم عن أسباب الورم الليفي وأعراضه، وماهي التقنيات الحديثة المتبعة في علاجه. تابع معنا القراءة.

ما هو الورم الليفي في الرحم

هو عبارة عن زوائد غير سرطانية، تتكون من نسيج عضلي وليفي. وتظهر هذه الأورام داخل الرحم أو حوله، كما وتظهر في سن الإنجاب أي من 16 إلى 50 عامًا. وتتفاوت هذه الأورام في أحجامها وأشكالها، فمنها الأورام الصغيرة جدًا ومنها الأورام الكبيرة التي قد تشوه الرحم وتؤثر على فرص الحمل والإنجاب. وتتوضع الأورام الليفية في أماكن مختلفة من الرحم. وقد لا تسبب هذه الأورام أية أعراض للمرأة، لذلك غالبًا ما يكتشفها الأطباء بالصدفة.
ولا تعتبر الأورام الليفية في الرحم مرضًا خطيرًا، وذلك إذا كان حجمها صغيرًا. ولكن إذا كان حجم الورم كبير جدًا ولم يعالج بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مشاكل واضطرابات في الدورة الشهرية. وقد يؤدي لتأخر الإنجاب لدى المرأة.

إن السبب الرئيسي لتشكل الأورام الليفية هي اضطرابات تحدث في الخلايا الجذعية الموجودة في عضلة الرحم الملساء، وتسبب هذه الاضطرابات انقسام خلية ما من تلك الخلايا بشكل عشوائي، وتستمر بالانقسام مشكلة كتلة ليفية صلبة في الرحم، وقد تبقى تلك الكتلة بنفس الحجم أو يتغير حجمها. وبعض الأورام الليفية تنمو ببطء وبعضها ينمو بسرعة، وبعضها بتقلص ويذهب من تلقاء نفسه. كما هي الحال بالنسبة للأورام التي تظهر أثناء الحمل.

أسباب الأورام الليفية في الرحم

  • العوامل الوراثية: حيث تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تغيير بنية بعض الخلايا الرحمية الطبيعية إلى خلايا رحمية ليفية، تتجمع مع بعضها وتحاط بغشاء مشكلة أورام ليفية.
  • التغيرات الهرمونية: إن التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الرحم كل شهر تحفز تشكيل بطانة جديدة للرحم وهبوطها كل شهر تقريبًا، وهذه الهرمونات قد تساهم كثيرًا في إنتاج خلايا ليفية في الرحم. كما وجد العلماء أن تلك الخلايا الليفية تتقلص بعد سن اليأس تحت تأثير انخفاض الهرمونات الجنسية.
  • عوامل تشكل الأنسجة: حيث وجد العلماء أن بعض عوامل النمو الخلايا في الجسم وتشكيل خلايا جديدة، قد يساهم بشكل كبير في تشكيل خلايا ليفية في الرحم.
  • وجود بعض المواد الإضافية في الخلايا: وهذه المواد تعمل على التحام الخلايا مع بعضها البعض، وفي حالة الأورام الليفية، تزداد تلك المواد مما يسبب التصاق النسج الليفية مع بعضها البعض غلى حد كبير.

أعراض وجود ألياف في الرحم

تختلف أعراض الورم الليفي في الرحم وذلك تبعًا لحجم الورم ومكان وجوده وحجمه ومكان تواجده في الرحم:

  • نزيف حاد في الرحم أثناء الطمث: من الممكن أن يسبب الورم الليفي زيادة عدد أيام الطمث، وغزارة دم الطمث.
  • آلام حادة أسفل البطن وفي الحوض وفي أسفل الظهر وذلك عندما يكون حجم الورم الليفي كبير جدًا، فقد يضغط على الأعضاء الداخلية في البطن مسببًا ألمًا شديدًا.
  • آلام حادة أثناء الحيض وذلك عندما يتواجد الورم في التجويف الداخلي للرحم، ونتيجة تقلصات الرحم أثناء الحيض يتسبب ذلك بآلام شديدة للمرأة أثناء الطمث.
  • آلام أثناء الجماع: وذلك عندما يكون الورم موجودًا في عنق الرحم، وقد ينتج عن الورم إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة عندما يحدث التهاب داخل تلك الألياف الموجودة في الرحم.
  • كثرة التبول: وذلك إذا كان الورم كبيرَا وموجودًا في عنق الرحم فقد يضغط على المثانة مسببًا الرغبة الملحة بالتبول.
  • الإمساك: غالبًا ما تضغط الأورام على الجزء الخلفي من القولون أو المستقيم مسببة صعوبة التبرز والإمساك.

مضاعفات الأورام الليفية

تأخر الحمل والإنجاب: وذلك عندما يكون الورم كبيرًا داخل الرحم قد يعيق عملية التعشيش وانغراس البويضة في بطانة الرحم، كما تقل فرص الحمل بالنسبة للمرأة المصابة بأورام ليفية في مخاطية الرحم. كما قد تزيد الأورام الليفية من حدوث انفصال المشيمة أو الولادة المبكرة.
الإصابة بفقر دم شديد: نتيجة النزف الشديد أثناء الحيض مما يسبب زيادة في فقدان الدم من جسم المرأة، وقد يسبب ذلك لبعض النساء فقر دم.
زيادة حجم الرحم وتشوه شكله الطبيعي.

 

علاج الأورام الليفية في الرحم

  • العلاج الدوائي للأورام الليفية

    بعد تأكيد الإصابة بالورم الليفي قد لا يحتاج الورم لأي علاج، ولكن هنالك بعض أنواع الأدوية توصف اعتمادًا على رأي الطبيب المعالج ومدى حاجة المريضة للعلاج، فهنالك أدوية هرمونية تخفف من آثار الأورام الليفية مثل أدوية الأندروجين، وأدوية تمنع تزايد حجم الورم الليفي مثل دواء ليوبرورلين.

    العلاج الجراحي للأورام الليفية

    عندما يكون الورم كبير ومستعصي ولا يستجيب للأدوية، يمكن إزالته جراحيًا بطرق متعددة منها:

  • تنظير الرحم: تستخدم عندما يتوضع الورم داخل تجويف الرحم.
  • تنظير البطن: وتناسب هذه الطريقة إزالة الأورام الموجودة خارج الرحم.
  • الجراحة البطنية: عندما تكون الأورام كبيرة.

إن الأورام الليفية في الرحم تختفي لوحدها في أغلب الأوقات، ولكن إن لاحظتي أية أعراض غير طبيعية مثل غزارة دم الحيض، أو آلام بطنية شديدة في البطن ومستمرة، أو مشاكل في التبول، أو ظهور بقع دم خارج أوقات الطمث، عندا عليك مباشرة الاتصال بطبيبك ليقوم بفحص الرحم لديك ومتابعة حالتك.