الجميع يتساءل في الأونة الأخيرة كيف تتخلص من الحزن بالقرآن؟
إنه من الطبيعي أن تتعرض حياة الإنسان في هذه الحياة الدنيا إلى تبدل أحواله سواءً من فرح إلى حزن، أو من صحة إلى مرض، أو من عافية إلى بلاء، وهنا عليك أيها المسلم أن تصبر وتستعين بما يساعدك في إزالة حزنك وكآبتك. وقد أكد علماء الفقة أن الحزن والكآبة بإمكانهم أن يزولوا عند قراءتك للقرآن الكريم بفهم وتأني. حيث أكدوا أن جميع سور القرآن الكريم بإمكانها أن تساعدك وتبعث السكينة والطمأنينة في قلبك وتشرح صدرك.
وبالتالي عليك أيها المسلم عندما تعترض حياتك الهموم والأحزان أن تلجأ إلى آيات القرآن الكريم. خاصةً الآيات التي سوف نتحدث عنها في هذا المقال. لكن يجب أن تعلم أن القراءة وحدها لا تكفي، بل عليك أن تستشعر الآيات وتقرأها بتمعن، وتثق بأن الله تعالى قادر على أن يزيل همك.

سورة الشرح لإزالة الهم والحزن

تعتبر سورة الشرح من أفضل السور لإزالة الهم والحزن. كما أن لها الكثير من الأفضال الأخرى.
حيث نزلت سورة الشرح على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. وكانت الغاية الرئيسية منها هو تذكير الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد بالنعم التي أنعم بها عليه.
كما توجد هذه السورة في جزء عمّ، ويطلق عليها سورة الشرح أو الانشراح، كما أن ترتيبها في القرآن الكريم رقم 94.
حيث تحدثت هذه السورة عن انشراح الصدر، وبالتالي هذا يعني أن قراءة هذه السورة يبعث في قلبك الطمأنينة والسكينة والشعور بالفرج.
كما ذكر بعض الشيوخ أن قراءة سورة الشرح عددًا معينًا من المرات يساعد على قضاء الحوائج واستجابة الدعاء. حيث يقول البعض إن قراءتها 40 مرةً يساعد على قضاء الحوائج وإزالة الهموم. بينما يقول البعض إن قراءة هذه السورة 103 مرات يجلب الزواج. لكن يجب أن تعلم أن كل هذا الكلام لم يأتِ في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يمنع من قراءة سورة الشرح كونها سورة من سور المصحف الشريف فهي تزيح الهم والغم.

سورة يوسف لإزالة الهم والحزن

إذا بحثنا عن سورة لإزالة الهم والحزن نجد أيضًا أن سورة يوسف لها فضل كبير في شفاء صدور الكثير من المؤمنين من الكآبة والحزن، كما أنا لها أفضال أخرى سنتكلم عنها خلال الأسطر القادمة من هذا المقال. حيث أن السورة تحتوي على الكثير من الأحكام والعِبر والأحكام ضمن آياتها الكريمة، والتي تستطيع أن تستمدهم بتأملك لكلام الله عز وجل عند قراءة سورة يوسف. حيث نزلت سورة يوسف على سيدنا محمد في عام الحزن عندما فقد الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته السيدة خديجة وعمه أبا طالب، فكانت هذه السورة من ضمن الأسباب التي ساعدته في إزالة الهم والحزن عنه، لذا يأكد الكثير من العلماء المسلمين أن قراءة سورة يوسف للحزين والمهموم أمر محبب، وذلك لما تحتويه من معاني للفرج وإزالة الشدة.
من الأحاديث التي وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام في فضل قراءة سورة يوسف: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ، فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا”
كما أن هناك الكثير من الحكم الأخرى في آيات سورة يوسف منها:

  • قضاء الحوائج بالكتمان، حيث أمر النبي يعقوب سيدنا يوسف بألا يقص الرؤية التي رآها على أخوته حتى لا يتعرض للمكائد.
  • بالإضافة إلى اليقين بالله تعالى والإيمان به والابتعاد عن المعاصي، حيث أن سيدنا يوسف ظل ثابتاً أمام الكثير من الفتن والإغراءات.
  • الإيمان واليقين بالفرج بعد الشدة مثل يقين النبي يعقوب بعودة سيدنا يوسف له بعد كل سنوات البعد والاشتياق.

سور لإزالة الهم والحزن

إن جميع سور القرآن الكريم تحتوي في آياتها على أحكام وقصص عند قراءتها تجعلك تستشعر الطمأنينة والراحة، كما أن هناك سورة بكاملها لإزالة الهم والحزن وهي سورة الفاتحة:

[١] الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [٢] الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ [٣] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [٤] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [٥] أهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [٦] صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [٧].

آيات لإزالة الهم والحزن

هناك الكثير من الآيات المتفرقة التي تساعدك على إزالة همك وحزنك، منها ما يلي:

  • الآية ٢٨٥، والآية ٢٨٦، من سورة البقرة:
    آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [٢٨٥] لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [٢٨٦].
  • آية الكرسي من سورة البقرة:
    اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
  • الآية ١٣٥ من سورة آل عمران:
    وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ َغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
  • الآية ٨٣ من سورة الأنبياء:
    وَأَيُّوب إِذْ نَادَي رَبّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرّ وَأَنْتَ أَرْحَم الرَّاحِمِينَ.
  • الآية ٨٧، والآية ٨٨، من سورة آل عمران:
    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَي فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [٨٧] فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [٨٨].
  • الآية ١٨ من سورة يوسف:
    وجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.

آيات من سورة النمل لتفريج الهم

جاء في سورة النمل الكثير من الآيات التي تبعث في نفس القارئ الطمأنينة، فهي ليست سورةً مخصصةً لإزالة الهم والاكتئاب، لكن آياتها تساعدك على ذلك، حيث هناك آية بعينها تستشعر بها الثقة بالله تعالى وهي ما يلي:

أَمَن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ [٦٢].

في نهاية هذا المقال، عندما تتعرض للهم والحزن ننصحك بأن تقرأ سور القرآن الكريم وتثق بالله تعالى وتثق بأنها محنة وستزول.