في الواقع يحتفل غالبية النّاس بقدوم فصل الرّبيع الذّي يأتي بشمسه الدّافئة وطقسه الجّميل، إلّا الأشخاص الذّين يعانون من الحساسية الموسمية، حيث يكون فصل الرّبيع عبئًا عليهم، لما يسبّبه لهم من العطاس والاحتقان ورشح الأنف، فيلجؤون لعدّة استراتيجيات للسيطرة على الحساسية، فما علاج التحسس الربيعي؟

يقصد بالحساسية تفاعل جسم الإنسان مع بعض المواد التي يصنفها جهاز المناعة على أنّها غريبة عن الجّسم. وهي ليست كذلك، ما يسبب أعراض مختلفة في الجّهاز التنفسيّ، كالسّعال والحكة في الأنف والعينين وضيق التّنفس. الأمر الذّي ينعكس سلبًا على النّشاط اليومي للشخص المصاب. وتقسم أعراض التّحسس إلى قسمين موسميّة تظهر في الرّبيع بسبب حبوب الطّلع والجراثيم، أو معمرة أي تبقى على مدار العام بسبب الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة.

بالإضافة إلى ذلك يصنف التّحسس الربيعي ضمن الأمراض المزمنة، كما يختلف معدل الحساسية من شخص لآخر، حيث يتعرض البعض لحساسية مفرطة تؤدي إلى أعراض خطيرة، ولكل الذين يعانون من داء الحساسية الموسمية تابعوا في مقالنا، ما علاج التحسس الربيعي.

أعراض التحسس الربيعي

تتراوح أعراض التّحسس الرّبيعي بين خفيفة وشديدة كما أنّها تختلف من شخص إلى آخر حسب تاريخه المرضي وقدرة جسمه على مقاومة الأمراض، ومن الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • احتقان في الأنف وهو من أكثر الأعراض شيوعًا عند الإصابة بالحساسيّة.
  • العطاس الشّديد والمتكرر.
  • سيلان في الأنف: وخروج مفرزات سائلة من الممكن أن تتجمع في الأنف وتسدُّ مجرى التّنفس.
  • صعوبة في التّنفس.
  • الإصابة بالتّنقيط الأنفي الخلفي: ويحدث بسبب زيادة افراز الأنف للمخاط ويصعب على الأنف التّخلص منه فيتجمع في مؤخرة الحلق ويؤدي إلى انسداد في الجيوب الانفيّة.
  • انسداد في الجيوب الانفيّة مما يؤدي إلى الصدّاع.
  • السّعال الجاف.
  • حكة في العيون: يزيد افراز العيون للدّمع أثناء التّحسس وتصابان بالحكة، ويصبح لون الجفون أحمر، تعتبر حكة العيون مؤقتة ولا تدعو إلى القلق لأنّها لا تؤثر على النّظر.
  • ظهور هالات سوداء حول العيون.
  • قد ينتقل الاتهاب إلى الأذنين ويسبب احتقان بهما أيضا.
  • ضيق في النفس.
  • حكة في الحلق.
  • الشّعور بالتّعب وسببه قلّة النوم بسبب العطاس والسّعال.

العلاجات الطّبيعيّة للتحسس الرّبيعي

يوجد بعض الطّرق الطّبيعيّة التّي تخفف من حدة التّحسس الرّبيعي ومنها:

  • استخدام بخاخ ملحي لتنظيف تجويف الأنف.
  • شرب الماء بكثرة.
  • تناول شاي البابونج فهو يخفف من أعراض الالتهاب الحاصل في المجاري التّنفسيّة.
  • تناول الأغذية التّي تحتوي على فيتامين C ومضادات الأكسدة وأوميجا 3.
  • تناول الأطعمة التّي تحتوي على مادة الكيرسيتين التّي تساعد على منع إفراز مركب الهيستامين المسؤول عن بعض أنواع الحساسيّة وهي موجودة في البصل بكثرة.
  • وضع قطرات معقمة للعين من أجل تخفيف الالتهاب وتنظيفها من المواد المسبّبة للتحسس.
  • استنشاق بخار ماء مُضاف إليه قطرات من زيت الكافور الذي يخفف الاحتقان ويسهّل التّنفس.

العلاج الدّوائي للتّحسس الرّبيعي

في حال أنّ العلاجات الطّبيعيّة لم تعطِ مفعول في التّخفيف من أعراض الحساسيّة يمكننا اللجوء إلى الأدوية، ومنها:

  • مضادات الهيستامين: تتوفر على شكل حبوب أو شراب أو رذاذ يوضع في الأنف مثل دواء استيبرو.
  • مزيلات الاحتقان: ولها أشكال متعدّدة منها الشراب السّائل أو الحبوب مثل البسودوفدلاين، أو قطرة أو بخاخ أنفي. تقلل هذه المزيلات الاحتقان وتخفف بطانة الممرات الأنفية، مما يساعد على سهولة التّنفس، ولكن يجب عدم استخدامها إلا لبضعة أيام لأن كثرة استخدامها قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
  • القطرات العينيّة: تخفف قطرات العين من احمرار وحكة وتورم العيون ولكن مفعولها قليل الأمد.
  • مضاد الليكوترين: يعمل على تثبيط الأنزيمات المتعلقة باللوكوترين التي ينتجها الجهاز المناعي لتضييق القصبات الهوائيّة.
  • الأدوية المركبّة: تحتوي هذه الأدوية على مضاد الهستامين ومزيل الاحتقان، ومنها لوراتادين وسودوإيفيدرين وفيكسوفينادين.

علاج التّحسس بالأعشاب

تساعد بعض الأعشاب في التّخفيف من حساسيّة الأنف ومن هذه الأعشاب:

  • الكركم: يعتبر الكركم من أكثر الأعشاب الغنية بمضادات الأكسدة والالتهاب، لذلك فهو علاج جيّد لحساسيّة الأنف، كما أنه يخفف من أعراض التحسس المتمثلة في العطس المتكرر والجفاف بالحلق والسعال. ويمكن إضافة الكركم إلى العسل وتناول ملعقة من الخليط يوميًا.
  • الزّنجبيل: يحوي الزنجبيل على مضادات حيوية مقاومة للالتهابات التّي تظهر بسبب الحساسيّة، كما أنّه لديه القدرة على تخفيف الأعراض المصاحبة للتحسس. يوضع ملعقة زنجبيل وملعقة قرفة فوق الماء المغلي وتركه حتى يبرد ومن ثم تصفيته وشرب كوب من الخليط بشكل يومي.
  • خل التّفاح: غني بالهيستامين الذي يساعد على زيادة مقاومة الحساسيّة ويرفع مناعة الجسم ويخفف من الأعراض الجانبيّة للتّحسس. ويجب تمديده بماء فاتر قبل شربه.

الوقاية من التّحسس الرّبيعي

  • خلع الملابس بعد العودة إلى المنزل وغسلها مباشرة حتى لا تنتشر حبوب الطّلع العالقة عليها في المنزل.
  • عند غسل الملابس تجنب نشرها في الخارج كي لا يعلق عليها غبار الطّلع من جديد.
  • الاستحمام بماء ساخن فور العودة من الخارج للتّخلص من حبوب الطلع العالقة على الجسم أو الشّعر.
  • استخدام المكنسة الكهربائيّة يوميًا من أجل تنظيف الغبار وغبار الطّلع في حال وجوده.
  • وضع فازلين عند فتحتي الأنف كي تلزق به المواد المسببة للتحسس ومنعها من الدّخول إلى الأنف، كما أنّ الفازلين يخفف جفاف الجلد حول الأنف.
  • الابتعاد عن الحدائق والبساتين في فصل الرّبيع أو أي مكان يوجد فيه نباتات.
  • إغلاق النّوافذ لمنع دخول الهواء المحَمل بالمواد المسببة للحساسيّة.
  • إغلاق نوافذ السّيّارة عند القيادة.

على الرّغم من أنّ التّحسس الرّبيعي ليس مرضًا خطيرًا إلّا أنّه يعتبر حالة مرضية مزعجة، تمنع المصاب بها من الاستمتاع بفصل الرّبيع وبجمال الطّبيعة فيه واستنشاق هوائه العليل.

لذلك يجب أن نفهم هذا المرض ونخفف من مسبباته من أجل إبقاء الأعراض تحت السّيطرة.