يحدد معدل السكر التراكمي الطبيعي فيما إذا كان الشخص السليم مصابًا بمرض السكري أم لا. بينما إذا كان مريضًا مسبقًا به فإن اختبار السكر التراكمي يساعد المريض في مراقبة حالته من خلال معرفة مستويات الجلوكوز في الدم. لذلك من المهم معرفة ما هو معدل السكر التراكمي الطبيعي، وكيف يمكننا قياسه؟

يتم ذلك عبر ما يعرف باختبار الهيموغلوبين (HbA1c) أو اختبار السكر التراكمي. يعرف الهيموغلوبين على أنه أحد أجزاء خلايا الدم الحمراء، والمسؤول عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى كافة أنحاء الجسم. وإن اختبار سكر الدم التراكمي يُظهر متوسط كمية سكر الجلوكوز في الدم والمرتبطة بالهيموغلوبين. وتظهر نتيجة الاختبار متوسط سكر الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة، وذلك لأن خلايا الدم الحمراء تعيش لهذه المدة فقط.

ومن الجدير بالذكر أيضًا، أن اختبار سكر الدم التراكمي يعرف بأسماءٍ أخرى مثل: HbA1c – A1c – glycohemoglobin – glycated hemoglobin. ولمعرفة ما هي معدلات السكر التراكمية التي تبيّن إذا كنت مصابًا بداء السكري أم لا تابع معنا هذا المقال عبر موقع كيف.

كيفية إجراء فحص السكر التراكمي

بواسطة إبرة صغير، ستؤخذ عينة دم من الوريد الموجود بذراعك، والتي ستوضع في أنبوب اختبار لترسل بعدها إلى المخبر لتحليلها ومعرفة معدل السكر التراكمي لديك. يمكن في بعض الحالات أن تكون نتيجة الاختبار أٌقل دقة لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الدم كفقر الدم.

يستغرق الاختبار مدة خمس دقائق، ولا يسبب وجعًا إلا حين إدخال الإبرة لسحب الدم فقد تشعر بوخزةٍ صغيرة لا أكثر. كما أنه لا يحتاج إلى أية تحضيرات مسبقة كالامتناع عن الطعام أو الشراب قبله بل يمكنك الأكل والشرب بشكل عادي قبل إجرائه.

تقييم نتائج فحص معدل السكر التراكمي

تكون نتائج اختبار السكر التراكمي HbA1C بالنسب المئوية، ويمكن أن تدل النتيجة على ثلاث حالات بحسب مقدار النسبة المئوية، وهي كالتالي:

  • إذا كانت النتيجة أقل من 5.7%، فهذا يعني أن معدل السكر التراكمي طبيعي في الجسم، وأن الشخص سليم.
  • أما إذا تراوحت النتيجة بين 5.7% إلى 6.4%، فتسمى هذه المرحلة بـ Prediabetes أي المرحلة ما قبل السكري.
  • بينما إذا كنت النتيجة 5% أو أكثر، فهي تؤكد أن صاحب التحليل مصاب بمرض السكري.

في حال كنت مصابًا بداء السكري، فسينصحك الطبيب بإبقاء مستوى السكر لديك أقل من 7%، بالإضافة إلى عدد من التوصيات الأخرى والتي تعتمد على عمرك، ووزنك، وصحتك.

دواعي إجراء فحص السكر التراكمي

يوصي الخبراء بضرورة إجراء فحص السكر التراكمي كل ثلاث سنوات وخاصة للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 45 عامًا، وكل سنة أو سنتين للأشخاص المصابين بالسكري. أما بالنسبة للأشخاص الذين يقل عمرهم عن 45 سنة، فيستدعي الأمر إلى إجراء فحص السكر التراكمي عند الإصابة بالأعراض التالية:

  • زيادة الوزن بشكل غير طبيعي (الإصابة بالسمنة).
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالخمول.
  • كذلك، الإصابة بأمراض القلب.
  • بالإضافة إلى زيادة العطش، والتبوّل.
  • وقد تصبح الرؤية غابشة أو مشوشة.
  • الشعور بالتعب أو الإرهاق.

ما الفرق بين مستوى السكر في الدم ومعدل السكر التراكمي

كما ذكرنا سابقًا، فإن اختبار السكر التراكمي يقيس مستوى سكر الدم (الجلوكوز) المرتبط بالهيموغلوبين خلال فترة آخر ثلاثة أشهر للشخص. بينما فحص السكر العادي الذي يجرى يوميًا فإنه يُظهر معدل ارتفاع سكر الدم في الوقت الحالي فقط أي الوقت الذي يتم فيه عمل الاختبار.

طرق تقليل معدل السكر التراكمي

إذا كان معدل السكر التراكمي لديك مرتفعًا، فيمكنك اتباع عددًا من الإرشادات التي من شأنها أن تقلل من نسبته، وهي:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من خلال تناول الخضروات، والفواكه والتقليل من تناول المأكولات التي تحتوي على كميات مفرطة من الدهون والسكريات.
  • تجنب تناول المأكولات الجاهزة أو الـ Fast Food، والتقليل من المشروبات الغازية قدر الإمكان.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل شبه يومي أو لمدة 5 مرات أسبوعيًا بمعدل نصف ساعة في اليوم.
  • إذا كان وزنك مرتفعًا بالنسبة لطولك أو لديك سمنة، فمن الضروري رؤية أخصائي يرشدك إلى نمط الحياة اللازم لإنقاص وزنك.
  • تناول الوجبات الثلاثة في اليوم بانتظام مع وجود فارق زمني كافٍ بين الوجبات، وعدم زيادة عدد الوجبات أو إنقاصها.
  • إجراء فحص السكر بشكل متكرر لمراقبة مستواه في الدم.
  • يُنصح بتقليل التدخين إذا كنت من المدخنين لأنه يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.

العلاجات الدوائية لمعدل السكر التراكمي المرتفع

عند عدم القدرة على السيطرة على مستوى سكر الدم المطلوب في الدم من خلال الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، حينها قد يحتاج المريض إلى استخدام الأدوية أو الأنسولين. وكل ذلك يعتمد على حالة المريض والتي يحب أن تكون حتمًا تحت إشراف الطبيب. من الأدوية الموصوفة في علاج مرضى السكري ما يلي:

  • سلفونيل يوريا (Sulfonyl Urea): يؤخذ عن طريق الفم، ويساعد في زيادة إطلاق الأنسولين من خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس.
  • ميتفورمين (Metformin): وهو العلاج الأكثر شيوعًا لمرضى السكري وخاصة من النوع الثاني. يعمل على خفض إنتاج سكر الجلوكوز في الكبد، ويزيد من حساسية الجسم للأنسولين.

يساعد خفض معدل السكر التراكمي عند المصابين بمرض السكري على تقليل الإصابة بمضاعفات هذا المرض مثل فشل القلب، أو الإصابة بمرض الساد. لذلك، يجب اتباع النصائح المذكورة أعلاه، واستشارة الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على استقرار مستوى السكر في الدم.