باتت الرّشاقة والحصول على جسم مثالي مثل عارضين الأزياء والموديلات هاجس كل شخص سواء أكان رجل أم امرأة. ومن الممكن الحصول على هذا الحلم بنظام غذائيّ صحيّ وممارسة الرّياضة يوميًا. لكن هناك حالات من البدانة المفرطة تكون فيها الحاجة إلى نزول الوزن ضرورة ملحّة يجب الوصول إليها في أسرع وقت ممكن تفاديًا لمشكلة صحيّة كأمراض القلب والسّكري والجلطات وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدّم التّي تسببها السّمنة. فلا تجدي هنا الحلول البسيطة ولابد من اللجوء إلى حلول سريعة وأكثر فاعلية وهي العمليات الجراحيّة. والطّبيب وحده هو الذّي يحدّد ما هي العمليات الجراحية لعلاج البدانة وهل هي خطيرة ومدى احتياج المريض لإجراء عملية إنقاص الوزن كما أنّه يحدّد نوع العملية الأفضل التي تناسب المريض بناءً على وضعه وحالته الصحيّة ووفقًا لمؤشر كتلة جسمه وتاريخه المرضي.

ما هي العمليات الجراحية لعلاج البدانة وهل هي خطيرة

تكميم المعدة

عمل جراحي يتم من خلاله تقليل حجم المعدة، فيتم استئصال جزء كبير منها على طول الانحناء فيصبح شكلها مشابهًا للأنبوب أو الكمّ، مما يؤدي إلى تقليل حجم المعدة، ويجب أن يحوي الجزء المقصوص على مكان افراز الهرمونات المسببة للجوع.

ولكن قد تتوسع المعدة في حال لم يتبع الشخص نظام غذائي بقية حياته. وقد تحدث مضاعفات بعد العملية منها جلطات الدم أو الغثيان أو شلل المعدة أو نزيف داخلي.

عملية تجاوز المعدة

تهدف أيضا إلى تصغير المعدة ولكن عن طريق عمل جيب صغير في المعدة ينتقل من خلاله الغذاء إلى الأمعاء الدّقيقة مباشرةً، متجاوزًا بذلك جزء كبير من الجهاز الهضمي. مما يؤدي إلى الشّعور بالشبع وبالتالي تقل كميات الطعام التي يتناولها الشخص. كما أنّه يقلل امتصاص المواد الغذائيّة ممّا قد يؤدي إلى سوء التّغذية ونقص الفيتامينات.

عملية حزام المعدة

وهو اجراء يتم فيه وضع حزام في المنطقة العليا للمعدة. فتنقسم المعدة إلى قسمين مما يؤدي إلى إعاقة مرور الطّعام والإحساس بالشبع سريعًا بسبب امتلاء الجزء العلوي من المعدة. فتقل كمية الطعام الذي يتناوله الشخص وتقل السّعرات الحرارية فيؤدي ذلك إلى نزول الوزن.

جراحة تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر

يتم استئصال جزء كبير من المعدة ويترك الصمام الذّي يمرر الطعام إلى الأمعاء الدّقيقة كما أنه يترك الجزء الأوّل من الأمعاء الدّقيقة (الاثني عشر)، ثم يتم إغلاق الجزء الأوسط من الأمعاء ويوصل مباشرة بالجزء الأخير للاثني عشر.

وفي هذه العملية لا يتم إزالة الجزء المنفصل إلى خارج الجسم بل يتم توصيله بنهاية الأمعاء، وبالتالي فإن العصارات الهضمية البنكرياسية تتدفق إلى هذا الجزء من الأمعاء.

إيجابيات العمليات الجراحية لعلاج السمنة

  • إنقاص الوزن في وقت أسرع وبفعالية أكبر.
  • تفادي مخاطر السمنة الكامنة في أمراض القلب وارتفاع ضغط الدّم والسّكري من الدرجة الثّانية ومشاكل التّنفس وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدّم.
  • نتائجها تكون طويلة الأمد ومن المستبعد أن يعود المريض إلى وزنه السابق.
  • علاجًا لآلام فقرات الظهر والمفاصل التي كانت تتحمل الوزن الزّائد.
  • حل مشاكل العقم التي قد تكون بسبب السمنة المفرطة.
  • تعود للمريض ثقته بنفسه ويصبح أكثر تقبلًا لمظهرهم.
  • يصبح الشخص نشيطًا وقدرته على الحركة تكون أسهل.

سلبيات العمليات الجراحية لعلاج السمنة

إن هذه العمليات مثل أي عملية قد تحمل المخاطر وخاصةً لكبار السّن ومن هذه المخاطر:

  • سهولة الإصابة بالعدوى.
  • تساقط الشّعر بسبب الانخفاض المفاجئ للعناصر الغذائية الضروريّة كالمعادن والفيتامينات.
  • جلطات الدّم.
  • الإصابة بفقر الدّم.
  • قرحة المعدة.
  • عدم الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية الضرورية.
  • حصى المرارة نتيجة فقدان الوزن.
  • ترهل الجلد في الأماكن التي حدث بها فقدان الوزن.
  • قد تؤدي جراحة تحويل مسار المعدة إلى تحرك الطعام والشّراب بسرعة فائقة عبر الأمعاء الدّقيقة.
  • مخاطر التّخدير المعتادة.
  • عدم فقدان الوزن.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • انسداد الأمعاء الذي يمكن حدوثه بعد العملية.

النّظام الغذائي بعد عمليات التخلص من السمنة

من الشروط الأساسيّة لنجاح عملية التخلص من السمنة هو الالتزام بنظام غذائي الذي يضعه الطبيب، وذلك لضمان عدم حدوث مضاعفات بعد العملية ولضمان ثبات الوزن، ويتكون هذا النّظام من عدة مراحل هي:

  • المرحلة الأولى: مرحلة السّوائل تستمر هذه المرحلة لمدة أسبوع بعد اجراء العملية، ويمكن للمريض في هذه المرحلة تناول السّوائل كعصائر الفواكه الطبيعية والمشروبات الخالية من السكر ومن الكافيين.
  • المرحلة الثانية: تمتد هذه المرحلة حتى نهاية الأسبوع الثّاني من إجراء العملية ويسمح فيها للمريض بتناول الزبادي أو اللبن الرائب والفاكهة المسلوقة والخضار المسوق المهروس.
  • المرحلة الثّالثة: تستمر هذه المرحلة حتى نهاية الأسبوع الثّالث يستطيع المريض تناول الأطعمة اللينة مثل الخضراوات المشوية وشوربة الخضار والتونة، ويجب أن يتم تناول الطعام في هذه المرحلة ببطء ومضغه جيدًا.
  • المرحلة الرّابعة: وهي المرحلة الأخيرة وتبدأ بعد 6أسابيع من اجراء العملية فيستطيع المريض وقتها تناول أي نوع طعام ولكن يجب أن يكون موزع على 6  وجبات، وعدم تناول الماء قبل الطعام بنصف ساعة، وعدم تناول الطعام والشراب معًا، والابتعاد عن المشروبات الغازية.

نصائح للحصول على أفضل النتائج بعد العملية

  • الالتزام بالحمية الغذائية الخاصة بعملية التخلص من البدانة والتي تتناسب مع تركيب وحجم الجهاز الهضمي الجديدة.
  • جعل الرّياضة أسلوب حياة وذلك بممارستها يوميًا لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة.
  • اتباع تعليمات الطبيب الذي أجرى العملية.
  • من الأفضل إجراء فحوصات مخبرية كل 3  أشهر في السّنة الأولى، ثم تصبح كل 6 أشهر.
  • في حال حدوث فقر دم نتيجة افتقاد المريض للعناصر والمعادن الغذائية الأساسيّة من الممكن الاستعانة بالمكملات الغذائية أو حبوب الفيتامينات.

 في حال كان خفض الوزن عن طريق الحمية الغذائية والرياضة ممكنًا، فإنّه أفضل من التدخل الجراحي بالرغم من نتائجه السّريعة لكن لا يمكننا إغفال آثاره الجانبيّة.