ما هي المؤثرات العقلية وكيف يمكن أن تؤثر على حياتنا وسلوكنا، حيث تشكل هذه العقاقير موضع استفهام للعديد من الناس. وذلك بسبب تأثيراتها الغريبة التي تنتشر حولها الأخبار في شبكة الإنترنت ومحطات التلفزة. فما هي الحقيقة حول تلك العقاقير وما الفائدة منها؟ كل هذه التفاصيل وأكثر سنتعرف عليها في مقال اليوم.

العقل هو الهبة الأعظم والأكبر للبشرية بأكملها، وقد وصل الإنسان بفضل العقل إلى أعلى درجات الحضارة والتطور. فكان العقل هو المنارة التي أخرجت إنسان الكهف من كهفه ووجهته لاكتشاف العالم من حوله. ليجعل من هذا العالم بيته الآمن الذي يخدم كل رغباته ويحقق له ما يريد.

ولكن ما إن تتأثر سلطة العقل حتى يختل توازن الإنسان وتبدأ تصرفاته بالابتعاد عن المنطق ليعاكس كل ما بناه من حضارة وعلم وتطور. لذلك كانت ومازالت المؤثرات العقلية محط اهتمام الدراسات لما لها من تأثير قد يتملك الإنسان ويجعله حبيس الأوهام والضلالات. ولذلك سنخصص السطور القادمة لنتعرف على المواد التي يمكن أن تؤثر على سلطة عقلنا وكيف يمكنها ذلك.

ما هي المؤثرات العقلية

تعرف منظمة الصحة العالمية المؤثرات العقلية على أنها كل مادة قادرة على التأثير على العمليات العقلية بما في ذلك الإدراك والإحساس والأفكار والمزاج. ويتضمن ذلك المواد التي تستخدم بموجب وصفة طبية إضافةً إلى المواد التي يساء استخدامها. والمقصود بذلك العقاقير التي يتناولها الأشخاص لتحسين مزاجهم دون وجود مبرر طبي لذلك.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الأشخاص أمراضًا عقليةً خطيرة تهدد حياتهم. يلجأ آخرون إلى العقاقير ذات التأثير العقلي لأغراض ترفيهية قد تعرض صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية للخطر.

هذا وترصد المنظمات العالمية ملايين الحالات من الإدمان حول العالم في كل عام. ليبرز الإدمان كمشكلة عالمية تهدد الصحة بشكل عام والصحة العقلية بشكل خاص وذلك على المستوى الدولي دون استثناء أي مجتمع أو بلد من ذلك.

ويهدد الاستخدام العشوائي غير المبرر لجميع العقاقير بما في ذلك المؤثرات العقلية خطرًا حقيقيًا يواجه مختلف المجتمعات. وينتشر إدمان المواد المؤثرة على العقل في المجتمعات الغربية وبشكل خاص بين الشباب والمراهقين.

شاهد أيضًا: دواء الأتروبين طريقة استعماله الاعراض الجرعات والسعر.

لماذا تستخدم المؤثرات العقلية طبيا

تشمل المؤثرات العقلية العديد من المواد المستخدمة في تدبير حالات مختلفة كالاضطرابات النفسية والعقلية. وتؤثر هذه المواد على كيمياء الدماغ بما يشمل النواقل العصبية التي تنظم عمليات الإدراك والإحساس. وأبرز النواقل العصبية المتأثرة بهذه المواد نذكر السيروتونين والنور ادرينالين والدوبامين وحمض غاما أمينو بويترك (المعروف بالغابا).

تلعب هذه النواقل العصبية دورًا مهمًا في إدراكنا للعالم من حولنا ولأنفسنا أيضًا. وأي خلل يصيب كيمياء الدماغ سينعكس على عمليات الإدراك والشعور مما يمكنه أن يخلق حالات كاذبة من النشوة أو حالات من خلل الإدراك (المعروفة بالهلوسة). و تستخدم المؤثرات العقلية في تدبير حالات طبية تسبب خللًا في هذه النواقل، ومن أبرز هذه الحالات:

  • اضطرابات القلق.
  • الاكتئاب بمختلف أنواعه.
  • الفصام.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • اضطرابات النوم.

شاهد أيضًا: اضطراب القلق الأسباب والأعراض.

تصنيف المؤثرات العقلية

يمكن أن تصنف المؤثرات العقلية بحسب آلية التأثير على الجملة العصبية المركزية إلى:

  • المهدئات والمخدرات: وتتمتع هذه المواد بتأثير تثبيطي على الجملة العصبية المركزية.
  • المنشطات: وتسبب زيادة نشاط الجملة العصبية المركزية وزيادة معدل العمليات الحيوية الرئيسية كزيادة عدد ضربات القلب.
  • المهلوسات: وتسبب خللًا في الإدراك سواءً الإدراك السمعي أو المرئي أو الحسي (حاسة اللمس).

شاهد أيضًا: كيفية علاج الاكتئاب طبيعيا.

المهدئات او المخدرات

تشتمل المخدرات أو المهدئات على العديد من الأنواع التي تسبب نقصاً ملحوظًا في عمليات التنسيق والإدراك، كما أن لها اخطارها على المدى القريب وعلى المدى البعيد، ومن هذه المواد:

المشروبات الروحية أو الكحول: ينتشر تعاطي الكحول في العديد من المجتمعات، ويشمل هذا النوع من التعاطي والإدمان على أضرار آنية وبعيدة. ونذكر من أضرار تعاطي الكحول الآنية (تظهر بعد شرب كمية معينة من الكحول):

  • الغثيان.
  • القياء.
  • صعوبة الحركة والكلام (وذلك بسبب خلل التنسيق الحاصل).
  • تشوش الرؤية.
  • ألم الرأس.
  • فقدان الوعي.

وتختلف هذه الأعراض في نوعها وشدتها من شخص إلى آخر، كما تختلف باختلاف نوع المشروب الكحولي وكميته، أما بالنسبة للأضرار المترتبة على تعاطي الكحول وإدمانه على المدى البعيد، فتنعكس هذه الأضرار على الصحة بشكل عام وعلى الكبد بشكل خاص وقد تنتهي بتشمع الكبد أو سرطان الكبد.

الأفيونات: مثل المورفين والهيرويين.

المواد ذات التأثير الأفيوني: كالترامادول.

المواد الطيارة: والتي يتم تعاطيها عن طريق استنشاقها مثل المحلات العضوية الطيارة والغراء والبنزين وغيرها.

شاهد أيضًا: الفرق بين النبيذ والخمر.

المنشطات

ينتشر تعاطي المنشطات بشكل غير قانوني بين الطلاب المراهقين ولاعبي الرياضة، ظنًا منهم أنها تزيد قدراتهم الجسدية والعقلية، ولكن غالبًا ما يقع هؤلاء المدمنين ضحية اعتقاداتهم الخاطئة، حيث يدمر تعاطي المنشطات صحتهم العقلية والجسدية والنفسية كونها مسببة للإدمان الشديد، كما تؤثر على عمل العديد من أجهزة الجسم. ومن أكثر المنشطات انتشارًا:

  • الأمفيتامين (الكبتاغون).
  • الكاثيون (القات): وهو نبات يتم تعاطيه عن طريق مضغ أوراقه.
  • الكوكايين.

شاهد أيضًا: 6 أطعمة طبيعية ومنشطات لتقوية الذاكرة مفيدة جدًا.

المهلوسات

يؤدي تناول المهلوسات إلى إحداث خلل في الإدراك بأنواعه، وقد يرى المتعاطي أشياءً غير موجودة (هلوسة بصرية)، أو قد يسمع أصواتًا غير موجودة (هلوسة سمعية)، أو يشعر بأشياء غير موجودة تسير على جسده أو تلمسه (هلوسة حسية). ويعتبر البعض أن الهلوسة تجربة ممتعة على الرغم من كونها تحدث خللًا في كيمياء الدماغ، وهذا ما لا يدرك المتعاطون آثاره البعيدة التي قد تكون مهددة للحياة، ومن أبرز المهلوسات:

  • حمض الليسيرجيك LSD.
  • المسكالين.
  • القنبيات (الماريجوانا أو الحشيش).

قد يقود حماسك لتخوص مغامرة التعاطي التي قد تبدو لك مغامرة حقيقية تشمل العديد من المتع والتشويق والإثارة، إلا أن هذه المغامرة واهمة وشديدة الخطورة وقد تودي بحياتك، لذلك تمهل ودع المؤثرات العقلية للأطباء ليتم صرفها كأدوية في الحالات التي تستوجب ذلك فقط.