اضطراب القلق حالة من حالات الصّحة العقليّة، وهو طريقة للتّعبير عن التّوتر وتنبيه الجسم إلى خطر محتمل قادم. كمواجهة مشكلة في مكان العمل، أو عند الحاجة الملحة لاتخاذ قرار مصيري، أو حتى أثناء اجراء اختبار. فيعبر الجسم عن قلقه بزيادة معدل ضربات القلب وزيادة التّعرق. ولكن في بعض الأحيان يتجاوز القلق الخوف الطبيعي الذي نشعر به إزاء بعض المواقف، فيتحول إلى اضطراب في القلق يعيق القدرة على العمل والاستمرار في الحياة اليومية، ويصبح من الصعب التّحكم في ردود الأفعال، ويُظهر المصاب ردة فعل عنيفة إزاء أي موقف يثير عواطفه. والجدير بالذّكر أنّ اضطراب القلق يصيب النّساء أكثر من الرّجال، لذلك يرجّح الباحثون أن السبب هو اختلاف الهرمونات لدّى المرأة على مدار الشّهر. إذًا متى يمكننا أن نقول أن القلق طبيعي أو أنّه تحول إلى اضطراب في القلق؟ وماهي أعراض وأسباب اضطراب القلق؟

أسباب اضطراب القلق

حاله كحال أي مرض نفسي أسبابه المباشرة مجهولة لكن يرجح الأطباء مجموعة من العوامل التّي تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق، ومنها:

  • وجود حالات اضطراب قلق في العائلة تزيد من نسبة خطر الإصابة لدى الأبناء.
  • ذكريات من الطّفولة وغالبًا تكون مرتبطة بإساءة في المعاملة أو وفاة أحد المقربين أو التّعرض للعنف.
  • بعض الأمراض تتسبب في أعراض مشابهة لأعراض القلق مثل أمراض القلب وأمراض الغدة الدرقية.
  • ضغوط الحياة والاجهاد اليومي المفرط.
  • وجود مشاكل في مكان العمل والخوف من فقدانه، مما يسبب توتر وقلق ناتج عن خوف من خسارة في المدخول الشّهري.
  • التّعرض لصدمة نفسية.
  • القلق المستمر اتجاه صحة شخص ما، أو رعاية قريب مريض يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب القلق.
  • الصفات الشّخصية أيضًا تلعب دور في زيادة احتمالية الإصابة باضطراب القلق،مما يزيد لدى الأشخاص الخجولين أو الذين يملكون تصورات سلبية عن ذاتهم.
  • بعض الأمراض مثل مرض السرطان يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب القلق وذلك بسبب الهموم التي يحملها المريض حول مستقبله مع المرض.
  • تعاطي المخدرات.
  • الإفراط في شرب الكحول والنيكوتين والكافيين.

أعراض اضطراب القلق

  • خفقان شديد في القلب.
  • إحساس دائم بالخوف والذعر وعدم الارتياح بدون سبب واضح.
  • اضطراب بالنّوم.
  • ضيق في التّنفس.
  • يفقد القدرة على التركيز.
  • تسارع وعدم انتظام ضربات القلب
  • فقدان القدرة على الثبات والهدوء.
  • تعب جسدي عام.
  • آلام في العضلات.
  • رجفان واهتزاز في الجسد.
  • زيادة في التعرق.
  • صداع في الرّأس.
  • جفاف في الفم.
  • إحساس بألم في المعدة.

تشخيص اضطراب القلق

يصعب تشخيص مرض اضطراب القلق من اختبار واحد فقط، بل يتطلب التشخيص عدّة فحوصات جسديّة وتقييم الصّحة العقلية بالإضافة إلى اختبارات نفسيّة. وهذه الفحوصات هي:

  • فحص جسدي للتّأكد من أنّ سبب القلق غير مرتبط بأدوية أو حالة مرضية أخرى.
  • إذا اشتبه الطّبيب باحتمالية الإصابة بمرض آخر يطلب اختبار دم وبول لنفي المرض أو تأكيده.
  • يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يشعر بها وعن تاريخه المرضي.
  • يطبّق استبيانات شخصيّة لتسهيل عملية التشخيص.

أنواع اضطراب القلق

هناك أنواع مختلفة من اضطراب القلق ومنها:

  • اضطراب القلق المعمم: يؤدي للشعور بالتوتر وقلق مبهم مجهول السبب.
  • اضطراب الهلع: يشعر المصاب باضطراب الهلع بخوف شديد مفاجئ لا مبرر له لكنّه يؤدي إلى تحريض ردود فعل الجّسم والاحساس بفقدان السيطرة على الجسم.
  • اضطراب القلق الاجتماعي: أو الرهاب الاجتماعي وسببه الخوف والحرج من مراقبة الآخرين لتصرفات الشّخص والحكم عليها.
  • رهاب الأماكن المكشوفة: نوع من اضطرابات القلق تجعل المصاب به يفضل البقاء في المنزل والخوف من مخالطة الآخرين.
  • حالات الرهاب المحدد: يكون سبب القلق من وضع معين أو كائن ما، مثل الخوف من الطّائرات والعواصف الرّعديّة أو الحشرات وبعض أنواع الحيوانات كالكلاب.
  • قلق الانفصال: يصيب الأطفال في سن ما قبل المدرسة وسببه الخوف من فقدان أحد الوالدين، نادرًا ما يصيب المراهقين أو البالغين.
  • الصمت الانتقائي: اضطراب يجعل الطفل لا يتحدث عن المواقف التّي يتعرض لها، يظهر لدى الأطفال في فترة ما قبل المدرسة، وتتشابه أعراضه مع أعراض الخجل، فيتجنب الطفل المصاب بالصمت الانتقائي الاتصال البصري مع الآخرين أو قد تتطور الحالة فيتحاشون الظهور أثناء وجود غرباء.
  • اضطراب القلق الناجم عن الأدوية: تتسبب بعض العقاقير الطبية بإصابة الشخص أعراض اضطراب القلق، وخاصةً أدوية علاج الأمراض النفسية كمرض الاضطراب ثنائي القطب.

علاج اضطراب القلق العام

تختلف طريقة العلاج باختلاف حالة المريض ومدى تأثير المرض على حياته الشّخصيّة وعمله، ومن أهم الطّرق لمعالجة اضطراب القلق العام:

  • العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي أول طريقة لعلاج اضطراب القلق يتم بالاجتماع بين أخصائي الصّحة العقليّة والمريض. والهدف الأساسي منه هو تغيير تفكير وسلوكيات المريض المسببة للقلق. فيساعده على التّخلص من الأفكار المسببة للقلق، واكتساب خبرة تهدئة النّفس عند ظهور الأفكار المزعجة.
  • العلاج بالاسترخاء: يتم العلاج من قبل معالج مُدرَّب فيساعد المريض على استرخاء العضلات أثناء التّعرض لموقف يسبب القلق، وتتراوح فترة العلاج بين ثلاثة إلى أربعة شهور بمعدل ساعة واحدة كل أسبوع.
  • العلاج بالعقاقير: إذا كانت حالة المريض تستدعي العلاج بالأدوية فأغلب الأحيان يتبع الطبيب خطتي علاج:
      •  خطة قصيرة المدى للتخفيف من بعض أعراض الاضطراب الجسديّة (كوجع المعدة وتقلص العضلات)، مثل أدوية ألبرازولام وكلونازيبام ولوزايبام.
      • خطة طويلة المدى مثل أدوية بوسبيرون أو سيتالوبرام أو اسكيتالوبرام.

نصائح للتخفيف من حّدة اضطراب القلق العام

يمكن التّخفيف من أعراض مرض اضطراب القلق العام بتبني عادات وسوكيات صحيّة منها:

  • اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرّياضة بشكل منتظم.
  • أخذ قسط كافي من النّوم لمدة لا تقل عن ثماني ساعات متواصلة.
  • ممارسة التّأمل ورياضة اليوغا.
  • التّحدث مع شخص موثوق عن المخاوف التي تراود المريض.
  • الابتعاد عن المنبهات أو التّخفيف منها.

عند ملاحظة ظهور أي عارض من الأعراض التّي ذكرناها ننصحكم بزيارة الطّبيب المختص لتشخيص المرض مبكرًا لتجنب المضاعفات الخطيرة النّاتجة عنه.