يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيّا﴾؛ فلا يُمكن تخيل حياة المخلوقات الحية بدون ماء، وتشغل المسطحات المائية حوالي ثلثي مساحة الكرة الأرضية، بالإضافة إلى الكمية المعتبرة الموجودة في الهواء وفي جوف الأرض، كما يشكل الماء حوالي 50% إلى 70% من وزن جسم الإنسان، ويكمن السر وراء تواجده بنسبةٍ عاليةٍ في كثرة فوائده المهمة التي تضمن استمرار الحياة؛ فتحتاج كل خلية الماء لتؤدي وظائفها بشكل سليم، لأنه الوسط الأساسي الذي تحدث فيه جميع التفاعلات والعمليات الحيوية بما فيها عملية الهضم، ولكن هل سيتسبب بأي مضار إذا زادت نسبته؟، أنصحك بقراءة هذا المقال لتعرف فوائد الماء، وفيما إذا كان شرب الماء بعد الأكل ضار أم مفيد، بالإضافة إلى أنسب أوقات شرب الماء.

ما فوائد شرب الماء بشكل عام؟

  • يعمل الماء على التخلص من الفضلات عن طريق التبول والتبرز والتعرق.
  • يحافظ على سلامة الجهاز البولي ووقايته من الإنتانات البولية.
  • يقوم الماء بترطيب خلايا الجلد وإعطائها المظهر الصحي والنضر .
  • يحافظ على صحة الشعر ويحميه من الجفاف.
  • يساهم في الحفاظ على السائل المفصلي وبالتالي تسهيل حركة المفاصل والحد من آلامها.
  • يفيد في حماية الأغشية المخاطية.
  • يدخل في تركيب جميع سوائل الجسم بما فيها الدم والعصارات الهاضمة والبلغم واللعاب وغيرها.
  • يحافظ الماء على تركيب الدم وحجمه وبالتالي ضمان صحة دورانه في الجسم ووصول المغذيات والأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم وتخليص الخلايا من الفضلات.
  • يحافظ على الصحة العقلية وعمليات التذكر والتفكير.
  • يُساهم في تنظيم درجة حرارة الجسم.

ما مقدار الماء الذي يحتاجه جسم الإنسان السليم؟

في الواقع يختلف تقدير هذا المقدار حسب الحالة الصحية والعمر والجنس والظروف المناخية المحيطة بالإنسان، وقد أفادت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة الأمريكية بأن كمية السوائل بما فيها الماء التي يجب تناولها يوميًا تبلغ:

  • ما يقارب 15.5 كوبًا في اليوم أي ما يعادل 3.7 لترًا وذلك بالنسبة للرجال.
  • وحوالي 11.5 كوبًا يوميًا أي ما يعادل 2.7 لترًا وذلك بالنسبة للنساء.

هل شرب الماء بعد الأكل مضرّ؟

في الواقع يشكل الماء النسبة الأكبر من العصارات الهاضمة المعدية والمعوية، وتسبح فيه المواد الفعالة الأخرى ذات الدور الأساسي في الهضم، وإن إضافة كمية إضافية من الماء عبر الشرب يؤدي إلى تمدد هذه العصارات؛ لذلك يستنتج العديد من الناس أن الماء يؤثر سلبًا على عملية الهضم بعد الأكل، ولكن هذا الكلام غير دقيق أبدًا؛ فلقد أثبتت العديد من الدراسات أن شرب الماء بعد الأكل يحمل العديد من الفوائد؛ مثل:

  • يساعد في تحسين عملية الهضم من خلال المساعدة في تفكيك الطعام ليسهل عمل الأنزيمات والمواد الكيميائية، وبالتالي ليتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية والمواد الضرورية الموجودة في الأكل.
  • تسرع زيادة الماء من الإفراغ المعدي المعوي، وبالتالي تسريع الوصول إلى الأمعاء الدقيقة؛ حيث تحدث عملية الهضم والامتصاص الأساسية.
  • تليين الكتلة البرازية وبالتالي الحد من حدوث الإمساك.
  • تخفيف حموضة المعدة؛ فكما تعلم يزداد إفراز الحمض المعدي أثناء عملية الهضم مما يُسبب بعض المشاكل الهضمية، ولكن تخف هذه المشاكل عند شرب الماء.

ما فوائد شرب الماء أثناء الوجبة؟

تنتشر إشاعة مفادها أنه من أسوأ عادات الأكل هو شرب الماء أثناء الوجبات، ولكن أثبتت بعض الدراسات أن هذه الإشاعة تحمل من الخطأ أكثر مما تحمله من الصواب؛ وذلك لعدة أسباب وهي:

  • يساعد الماء على تسريع الإحساس بالشبع والامتلاء؛ وبالتالي يساهم في تقليل الشهية وإنقاص الوزن.
  • تكثر حالات صعوبة البلع وخاصةً إذا كان الإنسان عجولًا في الأكل أو مسنًا أو طفلًا صغيرًا، فيُحسن شرب بضع رشفات من الماء عملية البلع.

أفضل الأوقات لشرب الماء خلال اليوم

لقد رأيت أن ذكر أفضل أوقات شرب الماء سيعطي فائدة أكبر لجميع القراء؛ فيرغب أغلب الناس في إتباع نظام غذائي صحي يتضمن الطعام والشراب وأوقاتهما المناسبة وكمياتهما المفضلة، وإليك أفضل أوقات شرب الماء:

  • بعد الاستيقاظ صباحًا مباشرةً: يعتبر شرب الماء صباحًا على الريق عادة صحيةً جيدةً؛ فهو يعوض الكمية المفقودة خلال فترة النوم التي تعد فترة صيام، ويعطي الماء حيويةً ونشاطًا ويحسن المزاج والوظيفة الدماغية، كما أنه يساعد على ترطيب الجسم.
  • شرب الماء قبل ممارسة الرياضة: فعند ممارسة الرياضة سيفقد الجسم كمية لا بأس بها من الماء من خلال التعرق؛ مما يؤدي إلى حدوث جفاف عند الشخص، لذلك يجب الاستعداد لذلك وتناول كوب أو أكثر قبل الانطلاق وأثناء ممارسة الرياضة.
  • بعد ممارسة التمارين الرياضية: ذكرت سابقًا أن مستوى خسارة الماء سيزداد بسبب التعرق، لذلك لابد من تعويضه.
  • عند الإصابة بالأمراض المختلفة: يفضل شرب الماء بعد الأكل أو قبله وفي أغلب أوقات اليوم عند الإصابة بمختلف الأمراض؛ فأغلب الأمراض تؤدي إلى حالات التهابية تتضمن ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي زيادة التعرق وخسارة الماء؛ فيجب شرب كميات مناسبة من الماء لتعويض المفقود وتعديل درجة الحرارة.
  • قبل تناول الطعام: يعتبر عادةً جيدةً، فيساعد شرب الماء قبل الأكل على تناول كميات قليلة من الطعام وبالتالي المساهمة في إنقاص الوزن.

متى يصبح شرب الماء بعد الأكل ضار؟

  • قد يعاني الشخص من بعض الآلام البطنية والانتفاخ عندما تزيد كمية الماء المتناولة عن الحاجة اليومية بنسبة كبيرة، فإن المبالغة في تناول أي شيء مهما كان مفيدًا سيؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية.
  • قد تحدث آلام بطنية وسوء في الهضم والامتصاص عند شرب الماء بعد أكل وجبة دسمة جدًا وكبيرة؛ فكما تعلم يعتبر الماء والدسم مادتين غير ممتزجتين وقد لا تكفي كمية المواد المستحلبة في العصارات الهاضمة إذا كانت كمية كل منهما كبيرة.

يعد الماء من أفضل النعم التي أكرمنا الله تعالى بها، وأرجو أن يعود هذا المقال بالفائدة الكبيرة لكل من يتساءل فيما إذا كان شرب الماء بعد الأكل مفيد أم ضار.