يعد الإمساك من الأعراض الهضمية الشائعة جداً، حيث يعاني الكثيرون من مختلف الفئات العمرية منه، ويعرف الإمساك على أنه نقص في عدد مرات التبرز وتبدل في قوام البراز، حيث يصبح البراز قاسي الملمس، كما ينقص تواتر التبرز حتى أقل من ثلاث مرات أسبوعياً، يبذل المريض جهده محاولاً التبرز لكنه يعجز عن ذلك، ويسبب ذلك له الكثير من الشعور بعدم الراحة، للإمساك أسباب عديدة ويعتمد العلاج في أغلب الحالات على العلاج السببي، سنتناول في هذه المقال كيفية علاج الإمساك المزمن وصعوبة الإخراج.

العلاج بتغيير نمط الحياة:

إن الإمساك ينجم في غالبية الأحيان عن النظام الغذائي السيء، حيث نقص السوائل والألياف الغذائية تنقص من مرور الفضلات عبر السبيل الهضمي ويقلل فرصة طرح الكتلة البرازية مما يسبب الإمساك، كما أن نقص ممارسة الرياضة تقلل من حركية الأمعاء مما يؤهب لحدوث الإمساك، لذلك الخطوة الأولى في علاج الإمساك هي تغيير نمط الحياة والعادات الغذائية السيئة وممارسة الرياضة، لذلك ينصح بالإكثار من الخضراوات والفاكهة والنخالة وشرب كميات كافية من المياه وذلك يساعد على زيادة حجم الكتلة البرازية  ومرور الغائط، والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة قليلة الألياف كاللحوم ومنتجات الألبان وغيرها، كما ينصح بممارسة الرياضة بشكل منظم يومياً ولمدة نصف ساعة على الأقل لما لها من دور كبير في زيادة حركية الأمعاء، إضافة إلى أهمية القيام بالتغوط في نفس الموعد يومياً، ويفضل أن يكون بعد نصف ساعة من تناول الطعام حيث دخول الطعام إلى المعدة يحفز حركة الأمعاء مما يسهل عملية التغوط، وأخيراً من الضروري الابتعاد عن التوتر والقلق والضغط النفسي لما لها من تأثير مفاقم للإمساك.

من المهم الانتباه إلى الأدوية التي يتناولها المريض فقد يكون الإمساك أحد تأثيراتها الجانبية، لذلك ينصح بالتوقف عن تناول الدواء المسبب في حال كان ذلك ممكناً أو استبداله بدواء آخر.

الملينات الحجمية:

تعمل الملينات الحجمية على امتصاص المياه لتشكيل كتلة برازية لينة، مما يحرض الأمعاء على زيادة حركتها والقيام بعملية التبرز، تعد من أسلم الطرق وأكثرها أماناً، إلا أن لهذا النوع من الملينات بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوبة كالإسهال والانتفاخ والغازات والغثيان والشعور الزائد بالعطش، من أمثلتها النخالة وبزر القطناء.

الملينات التناضحية:

تعمل الملينات التناضحية على جذب المياه إلى داخل القولون وتلعب السوائل المتراكمة في تليين البراز وتنبيه جدران القولون مما يزيد من حركته ويسهل عملية التبرز، إلا أن لهذه الملينات بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوبة مثل التقلصات والغازات والانتفاخ والإسهال والشعور بالعطش.

الملينات المخرشة:

تحدث تأثيراً مخرشاً للأمعاء مما يحرض حركة الأمعاء ويساهم في حدوث التبرز، من أمثلتها البيساكوديل والفينول فتالين والانثراكينونات والكسكارة والسنا، تحرض هذه العلاجات عملية التبرز في حال أعطيت على شكل تحاميل خلال زمن قدره 15 إلى 60 دقيقة، بينما قد يستغرق الحصول على تأثير عند إعطاءها بالشكل الفموي زمناً قدره ست إلى ثماني ساعات، لهذه الملينات تأثيرات جانبية سيئة بالاستعمال المزمن  فتسبب متلازمة الأمعاء الكسولة حيث تعتاد الأمعاء على الملينات فلا يحدث التبرز دون أخذ الملين، كما تترك اصطباغات في الكولون على شكل جلد النمر، كما تسبب تهيج المستقيم وتقلصات وإسهال.

الملينات المزلقة:

إن إضافة الملينات المزلقة إلى النظام الغذائي تساهم في جعل البراز زلقاً ضمن القولون مما يسهل مرور الكتلة البرازية عبر السبيل الهضمي والقيام بعملية التبرز، من هذه الملينات زيت الخروع.

أسباب الإمساك:

هناك العديد من الأسباب التي تعد مسؤولة عن حدوث الإمساك، ويعد أكثرها شيوعاً النظام الغذائي الفقير بالسوائل حيث تعمل السوائل على ترطيب الكتلة البرازية وتسهيل مرورها عبر السبيل المعوي لذلك من الشائع حدوث الإمساك في حال حدوث التجفاف، كما يعد النظام الغذائي الفقير بالألياف عاملاً محرضاً لحدوث الإمساك لكون الألياف تجذب الماء إلى الكتلة البرازية وتزيد من حجمها مما يسهل مرورها، وليس من الغريب حدوث الإمساك بعد الخضوع لعملية جراحية تستلزم البقاء في السرير، أو الإصابة بأمراض محددة للنشاط الفيزيائي وذلك لكون الرياضة المحرض الرئيسي لزيادة حركة الأمعاء وتحريض التبرز، كما يشاهد الإمساك لدى السيدات الحوامل والذي يعد من المشاكل الشائعة جداً خلال الحمل، ولا يمكن أن نتجاهل دور التوتر والقلق في إحداث الإمساك، لذلك نلاحظ أن بعض التغيير في العادات الغذائية قد يلعب دوراً فعالاً في علاج هذه المشكلة، وأخيراً هناك العديد من الأمراض التي قد تسبب الإمساك وتستلزم مراجعة الطبيب لتشخيصها وعلاجها لن نتطرق إليها في هذه المقال.