صداع شديد، ويرافقه في بعض الأحيان غثيان ودوار وإقياء، سنبحث سوية عن أسباب أورام الدماغ وطرق علاجها. أكثر الأمراض تعقيدًا وصعوبة عندما تصيب الإنسان، نظرًا لما تسببه من تداعيات خطيرة على جسم المصاب. مدير العمليات العصبية في الجهاز العصبي المركزي يستقبل السيالات العصبية ويتخذ القرارات وينظم أمور الجسم. نعم إنه الدماغ البشري.

حيث إنّ مختلف العمليات الفكرية والذهنية مهما بلغت درجة تعقيدها فإنّ مركزها الدماغ. كما ويحوي الدماغ على مناطق عصبية بصرية تطابق عملية الرؤيا وتحقق الرؤيا السليمة للإنسان. بالإضافة لذلك يحوي الدماغ على مناطق الإحساس بالحرارة والبرودة والألم والضغط ومختلف أنواع الإحساسات. لذا فإن أي خلل يصيب الدماغ أو أي جزء منه سيؤدي حتمًا إلى مشكلة ما.

ما هو ورم الدماغ

هي جميع أنواع الأورام التي تنشأ في المنطقة المتموضعة داخل عظم القحف. ينشأ الورم الدماغي بنتيجة انقسام غير المنتظم وغير العادي للخلايا في الدماغ.

وقد يتشكّل الورم في المخ من خلاياه ذاتها أو من الخلايا المجاورة كأغشية السحايا، أو الغدة النخامية أو منطقة المهاد.

طفرة واحدة قد تكون العامل المحفز للخلايا الطبيعية للانقسام بسرعة كبيرة وبطريقة عشوائية مسببة كتل الأورام.

وتجدر الإشارة إلى أنه قد تكون هذه الأورام حميدة وغير سرطانية وتزول بمجرّد العلاج أو الاستئصال. أو أورام خبيثة سرطانية بحاجة إلى بروتوكول علاجي منظّم للقضاء على تلك الخلايا السرطانية التي تشكل ضغطًا كبيرًا على الأنسجة.

أسباب أورام دماغ

ليس هناك سبب محدد لأورام الدماغ، ولكن هناك بعض الأمور التي من شأنها أن تسبب بالنهاية في الإصابة بهذا المرض. أهم أسباب الإصابة بالمرض

  • العمر: هناك أعمار تكون أكثر تعرضًا لهذا المرض، حيث تزيد فرصة الإصابة بالأورام الدماغية مع التقدّم بالعمر.
  • تعرّض الشخص لكميات متراكمة من الإشعاعات كالأشخاص العاملين في هذه المجالات أو التعرّض لدفعة كبيرة من إشعاع قوي بصورة مفاجئة. فالإشعاعات قد تؤدي إلى تطفر الخلايا وبالتالي انقسامها العشوائي غير المنتظم وبالتالي حدوث المرض.
  • العوامل الوراثية: حيث أثبتت الدراسات أن في حال إصابة أحد الأقارب بالمرض يزيد من خطر إصابة الشخص به.

 

أنواع أورام الدماغ

نوعين أساسيين متشعّبين من أورام الدماغ الشائعة مصنفة على الشكل التالي:

  • أورام الدماغ الأساسية

وفي هذه الحالة يكون الورم ناشئًا في منطقة الدماغ بالتحديد.

أهم أنواعها:

  • الورم الدبقي (Glioma): ينتج هذا النمط عن الخلايا الدبقية الموجودة في الدماغ، وهو من أكثر الأنواع صعوبة. يصيب عادة هذا النوع الأشخاص في الأعمار المبكرة بصورة أكبر من المسنين.
  • الورم السحائي (Meningioma): يصيب هذا النمط الأغشية التي تحيط بالدماغ أو ما يسمى أغشية السحايا.

وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذه الحالة هم فئة المسنين، ويكون في أغلب الحالات ورمًا حميدًا.

  • الورم الشفاني (Schwannoma): وهذه الحالة يتشكل الورم بأغشية العصب، التي تنقسم خلاياه بسرعة وعشوائية مشكلة ورم يكون سليمًا في الغالب. ويجب الإشارة إلى أن هناك حالات كان فيها الورم سليمًا ومن ثمّ تحوّل إلى سرطان خبيث.
  • أورام الدماغ الثانوية:  بحيث يمكن لخلايا الأورام الخبيثة الموجودة  في اي نسيج او عضو من الجسم  وذلك بالانتقال الى الدماغ عن طريق الدورة الدموية،  فيتشكيل ورم جديد هناك. يتم الاشارة الى مثل هذه الأورام بأنها أورام دماغ ثانوية او أورام منتشرة الى الدماغ.

وهي أورام تكون موجودة في خلايا الجسم المختلفة وتنتقل منها إلى الدماغ مسببة سرطان في الدماغ. على سبيل المثال قد سرطان الثدي يصيب الإنسان قد ينتقل ليصيب الدماغ.

تنتشر هذه الحالة في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السرطان.

سنستعرض الأورام السرطانية التي تصيب الجسم ولها قابلية للانتقال إلى الدماغ مباشرة:

      • الإصابة بسرطان الكلى.
      • سرطان القولون والأمعاء.
      • السرطان الميلانيني.
      • سرطان الرئة.

أعراض الأورام الدماغية

تختلف الأعراض التي تصيب الشخص تبعًا لاختلاف حجم الورم والمنطقة التي يضغط عليها وموقعه وسرعة انقسام الخلايا السرطانية. وهناك أعراض مشتركة بين معظم حالات الأورام الدماغية وهي:

  • صداع شديد يبدأ بشكل خفيف ثم تزداد شدته تدريجيًا.
  • خلل في الرؤية فقد يكون هذا الخلل على شكل تغبيش في الرؤية أو رؤية الأشياء بصورة مزدوجة. ويجب الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يفقد المريض قدرته على الرؤية بشكل تام.
  • خدر في الأطراف وتلاشي الإحساس والحركة بالذراع أو الساق.
  • اختلال في التوازن وقلة التركيز.
  • مشاكل في النطق والسمع.

كيف يتم تشخيص أورام الدماغ

طرائق وتقنيات عديدة يلجأ إليها الطب من أجل تشخيص أورام الدماغ وتحديد إن كانت سليمة أم خبيثة معقّدة. كما واستخدم الطب إجراءات هامة لحصر حجم هذا الورم ومدى تضخّمه. سنستعرض بعض أهم هذه التقنيات.

  • الفحص السريري أو ما يدعى بالكشف السريري: وهنا يقوم الطبيب بفحص شامل للأعصاب والجسم ككل.

بما في ذلك المنعكسات العصبية وردود فعل عضلات الجسم تجاه المنبّهات الخارجية والاستجابات السمعية والبصرية.

  • التصوير بتقنية الرنين المغناطيسي يلجأ الطبيب إلى هذه التقنيّة لدقتها في تحديد مكان الطفرة الخارجة عن السيطرة في كامل جسم الإنسان.
  • تصوير مقطعي للمخ وأنسجة الدماغ لتحرّي المنطقة المصابة.
  • أخذ عينة (خزعة) من السائل الدماغي الشوكي، من أجل التأكد من سلامة السائل من الخلايا السرطانية.
  • استخدام الطرق الجراحية أو التنظيرية لأخذ خزعة من النسيج الشوكي وتطبيق فحوصات السلامة عليها.

علاج أورام الدماغ

هناك أربع طرق رئيسية لعلاج الأورام الدماغية وهي:

  1. العلاج بالأدوية: وهنا يصف الطبيب مسكنات الألم لتخفيف الألم الناتج عن نوبة الورم الدماغي.
  2. العلاج الكيميائي: وهي مواد كيميائية لها القدرة على تحجيم الورم السرطاني ومنع خلاياه من الانقسام. وتعطى هذه الأدوية بطريقة الحقن الوريدي.
  3. . العلاج باستخدام الأشعة المؤثرة: حيث يتم تسليط الأشعة ذات طول الموجة القصيرة على الورم بصورة مركزّة مما يحطم أغلفة الخلايا السرطانية لمنع انتشارها.
  4. التدخّل الجراحي: هناك كثير من الحالات بحاجة إلى العمل الجراحي لاستئصال الورم وإزالته. ويعتبر هذا العلاج حساس للغاية فهناك أورام تتموضع بمواقع خطيرة من الدماغ لا يسهل الوصول إليها. فهناك ضرر خطير في الدماغ قد يحدث كنتيجة لخطأ جراحي بسيط.

إلى هنا نكون قد وضحنا جميع المفاهيم المتعلّقة بالأورام الدماغية، عافاكم الله منها.