تتعرض المرأة للكثير من التأثيرات النفسية الناتجة عن تعرضها للاضطرابات الهرمونية التي يمر بها جسمها. حيث تلعب الهرمونات دورًا هامًا في عمل أعضاء الجسم المختلفة. وينجم عن اضطراب إفرازها في الجسم الكثير من المشاكل الصحية. بعض هذه المشاكل ما هو جسدي وبعضها الآخر ما هو نفسي أيضا. على سبيل المثال، تتغير مستويات الهرمونات الجنسية كالأستروجين والبروجسترون في جسم المرأة خلال أيام الدورة الشهرية. ويؤثر تغير مستويات هذه الهرمونات بشكل سلبي على المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ (كالسيروتونين والدوبامين). وهذه المواد هي المسؤولة عن العواطف والمشاعر والسلوك والمزاج أيضا.

حيث يؤدي أي تغير فيها إلى تغير في الحالة النفسية والفكرية والعاطفية للمرأة. فقد تشعر بالاكتئاب المفاجئ، أو الإحباط، وقد يتطور الوضع إلى رغبة بالانتحار! هناك العديد من الهرمونات الأخرى التي يسبب اضطراب إفرازها في الجسم تغيرًا في مزاج ونفسية وسلوك المرأة. سنبين من خلال هذا المقال كيفية ارتباط الحالة النفسية للمرأة بإفراز الهرمونات المختلفة. كما سنستعرض التأثيرات النفسية الناتجة عن تعرض جسم المرأة للاضطرابات الهرمونية بأنواعها. وما هي الهرمونات التي تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للمرأة؟

التأثيرات النفسية للاضطرابات الهرمونية لدى المرأة

تؤدي الاضطرابات الهرمونية في جسم المرأة إلى حدوث الكثير من التأثيرات على الحالة العاطفية والذهنية لها. كما تترافق هذه التأثيرات مع تغير في المشاعر وطريقة التفكير، والتصرفات، وطريقة الكلام أيضا. وهناك أعراض نفسية تظهر على المرأة تدل على حدوث اضطرابات هرمونية لديها، وهذه الأعراض هي:

  • الشعور المفاجئ بالحزن الشديد.
  • الغضب السريع، ولأسباب غير منطقية أحيانًا.
  • الشعور بالتعب والوهن، وفقدان الطاقة، وعدم الرغبة بالقيام بأي نشاط جسدي.
  • الشعور غير المبرر بالذنب.
  • القلق وقلة التركيز، وقد يترافق بتشويش في الأفكار، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أيضا.
  • اضطرابات في النوم. مثل صعوبة النوم، أو الحاجة للنوم لساعات طويلة.
  • انخفاض مستوى الأداء في العمل أو الدراسة.
  • فقدان الاهتمام بالأعمال والأشياء التي كانت تجدها ممتعة ومسلية في السابق.
  • الميل إلى شرب المشروبات الكحولية، وحتى التفكير في تعاطي المخدرات.
  • من الممكن أن تتطور الأعراض بشكل خطير إلى رغبة بالانتحار، ومحاولة القيام بذلك.

ما هي الهرمونات التي تؤثر على الحالة النفسية

هناك العديد من الهرمونات التي يؤثر اضطرابها بشكل مباشر على الحالة النفسية والذهنية للمرأة. أهمها هرمون الأستروجين، الذي يتغير معدل إفرازه بتغير أيام الدورة الشهرية، وبتغير عمر المرأة أيضا. كما تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً هامًا في تغير الحالة النفسية، وذلك في حال زيادة إفراز هذه الهرمونات أو نقصانها.

التأثيرات النفسية الناتجة عن هرمون الأستروجين لدى المرأة

يؤثر انخفاض إفراز هذا الهرمون في جسم المرأة على مزاجها ونفسيتها بشكل كبير، وذلك لأنه يؤثر على مجموعة من النواقل العصبية المتواجدة في الدماغ، والتي تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية، فتزيد من احتمالية حدوث التوتر والاكتئاب. ينخفض إفراز هرمون الأستروجين في فترات متعددة أهمها:

  • الأيام القليلة التي تسبق الحيض.
  • فترة ما بعد الولادة مباشرة، أو النفاس.
  • سن اليأس.

تأثيرات هرمون الأستروجين على الحالة النفسية قبل الحيض

تعاني الكثير من النساء من المتلازمة السابقة للحيض. وهي مجموعة أعراض تظهر في الأيام القليلة التي تسبق حدوث الحيض. وسببها الأساسي هو انخفاض هرمون الأستروجين في الجسم. وتتمثل الأعراض النفسية المرافقة للمتلازمة السابقة للحيض بما يلي:

  • التوتر والتهيج.
  • التعب والإرهاق.
  • الحزن والاكتئاب.
  • الغضب السريع.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • التقلبات السريعة والمفاجئة في المزاج.

 تأثيرات هرمون الأستروجين على الحالة النفسية في سن اليأس

ينخفض إفراز الهرمونات الأنثوية بشكل كبير في سن اليأس. والأستروجين هو أهم هذه الهرمونات، حيث ينخفض في هذه المرحلة إلى أدنى مستوياته، مما يؤدي إلى مزيد من المشكلات النفسية لدى المرأة. بدءًا من العصبية الزائدة، والتوتر ووصولًا إلى الاكتئاب. من الممكن استخدام علاجات هرمونية لبدائل الأستروجين، والتي تعوض الانخفاض الحاصل في مستوى الأستروجين. مما يقلل من التأثيرات النفسية المرافقة.

تأثيرات هرمون الأستروجين على الحالة النفسية بعد الولادة

يسبب الانخفاض في مستوى الأستروجين بعد الولادة مشكلة الاكتئاب. حيث تعاني المرأة من نوعين من الاكتئاب، النوع الأول هو الاكتئاب النفاسي، وهو يحدث بعد الولادة مباشرة وينتهي بسرعة. أما النوع الثاني فهو ما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يستمر خلال الأشهر الستة التالية للولادة، وتكون أعراضه شديدة. ومن الممكن في هذه المرحلة تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، كي لا يتطور إلى حالة اكتئاب مزمن.

التأثيرات النفسية الناتجة عن هرمونات الغدة الدرقية لدى المرأة

تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على عملية التمثيل الغذائي، والوظائف الجنسية، كما تؤثر بشكل مباشر على المزاج. وذلك في حال زيادة إفراز هذه الهرمونات أو نقصانها. وتحاكي الأعراض النفسية الناجمة عن اضطرابات هرمونات الغدة الدرقية أعراض الاكتئاب بشكل كبير. ومن الممكن تلخيص أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية بما يلي:

  • زيادة في حجم الغدة الدرقية.
  • التهيج وسرعة الغضب.
  • عدم القدرة على احتمال الحرارة المرتفعة.
  • اضطرابات النوم.
  • الخسارة المفاجئة والسريعة في وزن الجسم.
  • سرعة نبضات القلب.
  • اضطراب حركة الأمعاء.

أعراض قصور الغدة الدرقية

  • التعب والإرهاق.
  • كثرة النسيان.
  • عدم القدرة على تحمل الحرارة المنخفضة.
  • ازدياد سريع في وزن الجسم.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • زيادة حجم الغدة الدرقية.