تعد حالة التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل مشكلة تخشاها الحوامل بشدة. وعلى الرغم من أن هذه الحالة غير شائعة الحدوث خلال الحمل. حيث تبلغ نسبة الإصابة بها حوالي 0.15% فقط من الحوامل حول العالم. إلا أنها تشكل خطرًا لا يمكن تجاهله على الأم وجنينها. فقد تؤدي الحالات غير المعالجة من التهاب الزائدة الدودية عند النساء الحوامل إلى الإجهاض. ومن الممكن أن تسفر إلى ولادة مبكرة أيضًا. كما من الجدير الذكر بأن الزائدة الدودية عبارة عن كيس يشبه الإصبع في منطقة القولون. وبشكل أكثر دقة تتوضع الزائدة الدودية في أسفل الجانب الأيمن من التجويف البطني. ورغم ذلك إلا أنها ترتفع من مكانها مع تقدم الحمل نظرًا لتضخم الرحم الحاصل. فتتموضع عندئذ في الربع العلوي من الجهة اليمنى للبطن. الأمر الذي يجعلها أقل حساسية اتجاه الانضغاط الحاصل.

وإن كنت سيدتي أحد الذين يتساءلون حول هذه الاضطرابات التي قد تتطلب جراحة في أسرع وقت ممكن. تابعي معنا في هذا المقال لتكتشفي المزيد حول التهاب الزائدة الدودية ومخاطره لدى الحوامل.

التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل

في الحقيقة غالبًا ما تواجه النساء الحوامل خطر التعرض لالتهاب الزائدة الدودية أثناء الثلثين الأولين من مراحل الحمل أو بعد الولادة. حيث تندر حالات الإصابة بهذا المرض خلال آخر ثلث من الحمل. ويعود السبب في هذه الحالة إلى انسداد جزئي أو كلي في لمعة الزائدة الدودية. الأمر الذي يؤدي إلى توسعها وزيادة توترها. وقد تتطور هذه الحالة وتنفجر الزائدة الدودية داخل التجويف البطني. ونتيجةً لذلك ينتشر القيح والبكتيريا في أنحاء البطن لدى المرأة الحامل. ومن الممكن أن ينتج عن انفجار الزائدة الدودية التهاب الغشاء البروتوني العام. وهي حالة مرضية خطيرة للغاية في القسم الداخلي من التجويف البطني. حيث يكون غشاء الثرب الدهني المسؤول عن منع الالتهاب من الانتشار بعيدًا عن مكان الزائدة الدودية المنفجرة عند الحوامل. لذلك يعجز عن وقف انتشار القيح والسوائل أو محاربة الالتهاب بشكل عام. وينتج عن كل ما سبق ازدياد احتمالية الإجهاض والولادة المبكرة بنسبة تفوق 36% من الحالات الأخرى.

أسباب التهاب الزائدة الدودية

قد تتفاجئ لمعرفة أنه وبرغم التطور الكبير الحاصل في الطب إلا أن السبب الأساسي للالتهاب ما يزال غير معروف حتى الوقت الراهن. ويخمن الأطباء أن سبب الالتهاب هو انغلاق المخرج الذي يصل بين الزائدة الدودية والأمعاء. والذي بدوره قد يرجع لعدة أسباب مثل حدوث ورم في التجويف البطني أو انتفاخ كيس لمفاوي فيه. ومن الممكن أن ينتج التهاب الزائدة الدودية عن دخول جزء من الغائط في هذا المخرج. كما قد تسبب كدمة قوية أو إصابة في البطن التهابًا في الزائدة الدودية. ونادرًا ما يرجع السبب في ذلك إلى الإصابة بديدان في الأمعاء.

أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الحوامل

وفي واقع الأمر يشكل التعرف على أعراض التهاب الزائدة الدودية تحديًا كبيرًا يقف في وجه الطبيب المختص. حيث تلعب التبدلات التي تطرأ على مواقع الأعضاء عند تضخم الرحم دورًا في تداخل الأعراض وحتى حجبها. بالإضافة إلى ذلك إن أعراض الالتهاب الحاصل في الزائدة الدودية تتقارب كثيرًا لأعراض الحمل. فعلى سبيل المثال إن الألم الناتج عن الزائدة الدودية في حال التهابها يشبه إلى حد كبير ألم تقلصات الرحم أثناء الحمل. كما أن عدد كريات الدم البيضاء يزداد في كلتا الحالتين. الأمر الذي جعل الأطباء يحددون الأعراض بدقة كالتالي:

  • في البداية ألم خفيف في منطقة السرة ثم ينتقل إلى الداخل على الطريق بين السرة وعظم الورك.
  • ويمكن ملاحظة ازدياد شديد في الألم عند الاستلقاء على الجانب الأيمن.
  • ثم يلي ذلك شعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
  • ومن المحتمل حدوث ارتفاع في درجة الحرارة المترافق مع الاحمرار في الوجه.
  • كذلك قد تترافق هذه الأعراض مع حمى شديدة لا تزول بنسبة 30% عند النساء الحوامل.
  • وفي حالات نادرة قد تعاني الحامل من إمساك أو إسهال شديد بالتزامن مع حالات فقدان الشهية.

الكشف عن التهاب الزائدة الدودية للحامل

يعد التشخيص المبكر لالتهاب الزائدة الدودية أمرًا في غاية الأهمية خصوصًا أثناء الحمل. ويمتلك الأطباء عدة طرق للكشف عن التهاب الزائدة الدودية حتى عند الحوامل. فقد يلجأ الطبيب إلى الفحص البدني على الرغم من قلة فعالية هذه الطريقة للكشف عن الالتهاب عند الحوامل. ومن الممكن أن يطلب إجراء اختبارات دم للتحقق من تعداد خلايا الدم البيضاء على الرغم من ارتفاعها عند الحمل أيضًا. أما الطريقة الأفضل للكشف عن الزائدة الدودية الملتهبة هي باستخدام الموجات فوق الصوتية. إذ تعتبر هذه الطريقة الأدق من دون أي تأثير سلبي على الجنين أو والدته.

علاج التهاب الزائدة الدودية للحوامل

وفي معظم الحالات يسارع الأطباء إلى استئصال الزائدة الدودية كعلاج لالتهابها. إذ تعتبر أكثر وسيلة آمنة لكل من الأم وجنينها للتخلص من الالتهاب. ويعود السبب في الإسراع للجراحة هو تجنب انفجارها الذي يحصل بعد مدة قد لا تزيد عن ست ساعات من التهابها. وعندها تزداد صعوبة استئصالها وتنظيف التجويف البطني بعدها والتي يلزمها عملية جراحية قد تمتد لأكثر من ثماني ساعات. في حين أن استئصالها قبل الانفجار لن يستغرق أكثر من 20 دقيقة. وبالإضافة إلى الجراحة المفتوحة يمكن إزالة الزائدة الدودية عن طريق التنظير. ومن الجدير الذكر بأن المضادات الحيوية قد تغني في بعض الحالات عن إجراء عمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية.

وفي الختام نأمل زيادة الوعي والاهتمام بمسألة التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل. إذ إنها تشكل خطرًا محدقًا يحيط بالجنين ووالدته ويقلل من الاستمتاع بفرحة الحمل والولادة.