تؤدي التبدلات الفيزيولوجية وتبدل الإستجابة المناعية المميزان للحمل إلى تغيييم المعايير التشخصية للأمراض الجراحية.
ويساهم عدم الميل للتداخل الجراحي على الحامل في زيادة فترة التأخير والمراضة المتعلقة بكل من الأم والجنين.
وتشمل الحالات الجراحية الشائعة خلال الحمل حالات حادة كالتهاب الزائدة الدودية الحاد والتهاب المرارة الحاد والتهاب البنكرياس الحاد والرضوض البطنية وانفتال الملحقات الرحمية ..

 

مبادئ عامة:

  • يجب تجنب الجراحة في الحمل وإذا كانت الجراحة ضرورية فإن الثلث الحملي الثاني هو الوقت الأكثر أماناً.
  • خلال الثلث الثاني تكون خطورة التشوه أو الإسقاط أقل من الثلث الحملي الأول، وخطورة المخاض الباكر أقل من الثلث الحملي الثاني.
  • يجرى التخدير الناحي لأنه أقل مراضة وأقل وفيات من التخدير العام.
  • يجب الحذر من هبوط ضغط الأم أو نقص أكسجتها لما له من تأثيرات شديدة على الجريان الدموي الرحمي المشيمي.
  • توضع المريضة بوضعية الاضطجاع الجانبي الأيسر إن أمكن
  • إذا كان هناك توقع بخسارة هامة في الدم لدى سيدة لديها فقر دم ينصح بنقل الدم للمريضة قبل الجراحة

الحالات الحادة

أولاً:التهاب الزائدة الدودية:
قد تكون الأعراض المعتادة لالتهاب الزائدة الدودية مثل الألم الشرسوفي والغثيان والإقياء والألم أسفل البطن أقل وضوحاً خلال الحمل، مع أن الألم الحرقفي الأيمن يبقى العرض الأكثر شيوعاً.
تزيح الرحم الحامل الزائدة نحو الأعلى مع تقدم الحمل، فتتوضع المنطقة التي يثار فيها الألم إلى الأعلى من الموقع الطبيعي.
وتؤدي الزيادة الطبيعية في تعداد الكريات البيضاء خلال الحمل إلى صعوبة أكبر في وضع التشخيص مما يؤدي إلى تأخير الجراحة وزيادة معدل تمزق الزائدة الدودية والمخاض الباكر.
تزيد الدراسات التصويرية بالأشعة كالإيكو والرنين المغناطيسي من دقة التشخيص ولكن لايجوز أبداً أن تحل مكان الفحص السريري.
العلاج: في حال وضع تشخيص التهاب الزائدة الدودية يكون العلاج جراحياً بفتح البطن واستئصال الزائدة وهناك مجال لاسئصال الزائدة بالمنظار في بعض الشروط الخاصة.
وتعطى الصادات المناسبة بعد العمل الجراحي، وتستعمل موقفات المخاض بحذر.

ثانياً: التهاب المرارة الحاد والتحصي المراري

ترتفع مستويات الكوليسترول والدسم وتزداد الركودة الصفراوية خلال الحمل وتؤدي مستويات الأستروجين المرتفعة إلى زيادة إشباع الكوليسترول في الصفراء مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة التحصي الصفراوي.
ويشير الغثيان والإقياء والألم في الربع العلوي الأيمن من البطن بشكل عام إلى مرض في السبيل الصفراوي، وتتفاوت شدة القولنج المراري بشكل كبير من مريضة لأخرى.
وفي التهاب المرارة نلاحظ ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء مع ارتفاع طفيف في مستويات الفوسفاتاز القلوية والبيلروبين ، ويساعد الإيكو في التشخيص حيث يُظهر زيادة في سماكة جدار المرارة.
العلاج: يدبر التهاب المرارة الحاد خلال الحمل بشكل محافظ عموماً، ويكون التدبير الأولي بإعطاء السوائل الوريدية ورشف المفرزات المعدية .
ويصبح استئصال المرارة مستطباً إذا استمرت الأعراض مع تطور التهاب بريتواني مترقي،وهناك إمكانية لاستئصال المرارة بالتنظير خلال الحمل بالأيدي الخبيرة مع بعض الحذر.

ثالثاً: التهاب البنكرياس الحاد

يترافق التهاب البنكرياس مع التهاب المرارة أو التحصي الصفراوي أو تناول الكحول ويكون العرض البدئي لالتهاب البنكرياس هو ألم حاد شديد يتوضع في الشرسوف وينتشر إلى أعلى الظهر ويتحسن نوعاً ما بالإنحناء للأمام .
ويؤكد التشخيص ارتفاع أميلاز المصل أكثر من ٢٠٠ وحدة/دل .
العلاج: يحدد المرض نفسه بشكل عام ويستجيب خلال ١-١٠ أيام للراحة في السرير والسوائل الوريدية وتسكين الألم ورشف المفرزات عبر الأنبوب الأنفي المعدي.

رابعاً: انسداد الأمعاء

تمثل الالتصاقات التالية للجراحة أشيع سبب لانسداد الأمعاء خلال الحمل، رغم أنه يمكن أن ينتج في حالات نادرة عن الانغلاف أو الانفتال.
يحدث عادة في أواخر الحمل نتيجة للشد على الالتصاقات بسبب كبر حجم الرحم.
وتبدي صورة البطن بوضعية الوقوف عرى معوية متوسعة تحوي على سويات سائلة غازية تؤكد وجود الانسداد.
العلاج: يطبق المص الأنفي المعدي مع مراقبة توازن السوائل والشوارد عن قرب وإذا لم يتحسن الانسداد خلال ٤٨-٩٦ ساعة يجرى فتح البطن الاستقصائي من خلال شق طولاني ويمكن تطبيق موقفات المخاض إذا حدثت تقلصات رحمية بعد الجراحة.