يتساءل الكثيرون عن شلل الأطفال أسباب أعراض وطرق علاج. شلل الأطفال مرض عصبي تسببه الفيروسة السّنجابية التّي تنتقل إلى الجهاز الهضمي (البلعوم أو الأمعاء) وتتراوح فترة حضانة هذه الفيروسة في الجسم من 3 إلى 35 يوم. ولا تستطيع أن تعيش خارج جسم الإنسان لفترات طويلة. والجدير بالذّكر أنّ هذه الفيروسة تصيب الإنسان فقط. وخاصةً الأطفال الذين يقل عمرهم عن خمس سنوات ولم يتمّ إعطائهم اللقاح ضد شلل الأطفال. وتهاجم الحبل الشّوكي أو الدّماغ مما يسبب الشّلل إما النّصفي أو الكليّ. ومن العوامل التّي تزيد من خطر الإصابة بالشّلل نقص المناعة وسوء التّغذيّة والمرأة الحامل أيضا تزيد فرصة الإصابة لديها. ومعظم المصابين بالمرض لا تظهر عليهم أعراض المرض، لكنّهم ينقلون المرض بصمت إلى الأشخاص الأصحاء قبل أن تظهر أعراض المرض عليهم. انتشر المرض في بدايات القرن العشرين على نطاق واسع في جميع البلدان. إلّا أنّ حالة التّفشي انخفضت في البلدان المتقدمة نتيجة انتشار اللّقاح المضاد للشلل. شلل الأطفال أسباب أعراض وطرق علاج هذا ما سنتعرف عليه في مقالتنا القادمة.

أسباب شلل الأطفال

ينتقل فيروس شلل الأطفال من الشّخص المصاب إلى الشّخص المريض بطريقتين:

  • إمّا عن طريق ملامسة براز الشّخص المريض أو تناول طعام أو ماء ملوّث ببراز المريض، كما أنّ فرصة الإصابة بهذه الطّريقة في المناطق النّائية التّي تفتقر إلى مقوّمات النّظافة أو الحياة الصّحيّة.
  • أو عن طريق رذاذ شخص مصاب أثناء العطس أو السّعال واستنشاقه من قبل شخص سليم.

أعراض شلل الأطفال

تشبه أعراضه إلى حدٍ كبير أعراض الانفلونزا وتتمثل في:

  • ارتفاع حرارة.
  • صداع شديد في الرّأس.
  • التهاب في الحلق.
  • إحساس بالتعب أو الوهن العام.
  • ضعف أو ضمور في العضلات.
  • آلام في المعدة.
  • صعوبة في البلع.
  • إمساك.
  • فقدان القدرة على التّركيز أو التّذكر.
  • صعوبة في التّبول.
  • اضطراب في النّوم سببه انقطاع التّنفس أثناء النّوم.

وقد تتصاعد أعراض المرض خلال أسبوع فتصبح كالتّالي:

      • شعور بوخز في السّاقين أو اليدين.
      • شلل في الذّراعين أو القدمين أو الاثنين معًا.
      • التهاب في السّحايا.
      • مرونة الأطراف وفقدان القدرة على السّيطرة عليها.
      • فقدان ردود الأفعال.
      • تصلب في الرّقبة.
      • شلل عضلي في الرّئتين مما يؤدي إلى صعوبة في التّنفس.
      • كما أنه قد يسبب الاكتئاب.

علاج مرض شلل الأطفال

لا يوجد علاج حتى اليوم لشلل الأطفال، لكن يوجد بعض الإجراءات التّي تخفّف من حدّة الأعراض ومنع حدوث مضاعفات جديدة، ومن هذه الإجراءات:

  • الرّاحة في السّرير.
  • إعطاء المسكنات لتخفيف الألم المرافق للمرض.
  • أدوية مضادة للتشنج.
  • كمادات دافئة للتخفيف من تشنج العضلات.
  • وصف مضادات حيويّة لمنع انتقال العدوى إلى العضلات الضّعيفة.
  • نظام غذائي يشمل جميع العناصر الغذائيّة الضّروريّة.
  • تمارين بسيطة للعضلات.
  • علاج فيزيائي.
  • تدخل جراحي للعظام إذا استوجبت الحالة.
  • أجهزة تنفس اصطناعيّة.

علاج الحالات الشّديدة لشلل الأطفال

وهي الحالات التّي تتأثر فيها العضلات بما فيها عضلات الرّئتين والمثانة فيحتاج المريض إلى المكوث في المشفى. فيكون المريض بحاجة جهاز تنفس اصطناعي نتيجة لتضرر الرّئتين وعدم القدرة على التنفس فيتم وضع أنبوب موصول إلى القصبة الهوائيّة مباشرة من خلال فتحة بالرقبة. ومن الممكن الاستغناء عن هذا الجهاز عندما تستعيد الرّئتين قدرتها على العمل.

وعند إصابة المثانة تفقد القدرة على التفريغ بشكل كامل لذلك يتمّ وضع قسطرة لتصريف البول خارج الجسم.

لقاح شلل الأطفال

يُعطى اللقاح إما عن طريق نقاط فموية أو أبر عضلية، ويقسم إلى قسمين: الحقن بفيروس الشّلل الميت، أو الحق بفيروس الشلل الحي لكنّه ضعيف.

ويتم إعطاؤه للطفل على جرعات في مواعيد يحدّدها الطّبيب وهي:

  • الجرعة الأولى: تُعطى في عمر الشّهرين.
  • الجرعة الثّانية: في عمر الأربعة أشهر.
  • الجرعة الثّالثة: في الفترة ما بين ستة أشهر إلى ثمانية عشر شهرًا.
  • الجرعة الرّابعة: تُعطى في عمر الست سنوات عند دخول الطّفل المدرسة، وتسمى الجرعة المنشطة.
  • اللقاح الإضافي: يتمّ إعطائه للأطفال كداعم للقاحات السّابقة.

متلازمة ما بعد شلل الأطفال

يمكن للشخص المُتعافي من شلل الأطفال أن يُصاب بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال ويمكن أن تحدث بعد مرور 40 عام على التّعافي، وفي حال كان الشّلل قد تركَ أثرًا سيئًا لدى الشّخص فإن المتلازمة ما بعد الشّلل تكون أكثر حدّة. والعكس صحيح. كما تزيد احتمالية الإصابة بمتلازمة مابعد الشّلل إذا كانت الإصابة الأولى في سن المراهقة.

أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال:

  • ضمور وضعف في العضلات التّي أصابها الشّلل في المرة السّابقة.
  • التّعب الشّديد عند القيام بأي مجهود بدني.
  • صعوبة في التّنفس والبلع.
  • اضطراب في النّوم نتيجة صعوبة التّنفس.
  • فقدان القدرة على تحمل برودة الطّقس.
  • الجّنف في العمود الفقري.
  • حدوث ألم في المفاصل.

نصائح للمصابين بشلل الأطفال

  • تناول بعض المسكنات مثل الأسبرين للتخفيف من ألم العضلات.
  • التّقليل من الأنشطة البدنية التّي تسبب الاجهاد والتّعب.
  • ممارسة بعض التّمارين الرّياضيّة البسيطة للحفاظ على اللياقة البدنية ولكن بشرط عدم اجهاد الجسم.
  • البقاء في أجواء معتدلة والابتعاد عن الجو البارد لأنّه يرهق العضلات.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • الإقلاع عن التّدخين للمحافظة على سلامة الرّئتين.
  • تجنب النّوم على الظّهر كي لا يُصاب يحدث توقف في التّنفس أثناء النّوم.
  • تقليل شرب الكافيين.
  • ارتداء أحذية مريحة لتجنّب السّقوط.

الوقاية من مرض شلل الأطفال

  • المحافظة على النّظافة الشّخصيّة.
  • غسل اليدين باستمرار وخاصةً قبل تناول الطّعام.
  • التّأكد من نظافة الطّعام والشّراب قبل تناولهما.
  • التّخلص من الفضلات بشكل آمن عن طريق الاهتمام بالصّرف الصّحي.
  • الابتعاد عن الأشخاص المصابين بشلل الأطفال وتجنب استخدام أغراضهم.
  • تناول لقاح فيروس شلل الأطفال وعدم اهمال أي جرعة من الجرعات.

إذا كان كنت تخطط للسّفر إلى خارج البلاد ننصحك باتخاذ الاحتياطات لحماية نفسك من عدوى الإصابة بشلل الأطفال، وذلك بتلقي جرعة معززة من لقاح الأطفال، وبذلك تضمن استمرارية المناعة مدى الحياة.