أسباب البلوغ المبكر وعلاجه، هي من الأمور التي تبحث عنها الكثير من الأمهات، وذلك عندما تشعر الأم  بأن ابنها أو ابنتها تظهر لديها أعراض البلوغ في سن صغيرة جدًا، حيث أن البلوغ المبكر أمر يقلق الأمهات كثيرَا ويدفعهن للبحث عن أسبابه وطرق علاجه.
يعتبر البلوغ هو السن الذي تنتظره جميع الفتيات والصبيان، حيث تشعر الفتاة أنها أصبحت أنثى مكتملة النمو، ويشعر الصبي بأنه أصبح رجلًا. كما ويرافق سن البلوغ العديد من الأعراض بعضها تغيرات جسدية ومنها نفسية، وكل ذلك يتم تحت تأثير عمل تلك الهرمونات المنتظمة في الجسم. ولكن ماذا لو حدث خلل ما في انتظام تلك الهرمونات التي تنظم عملية البلوغ؟ قد ينتج عن ذلك خلل في عملية البلوغ ينتج عنها بلوغ مبكر أو تأخر في البلوغ.
سنشرح لك عزيزي القارئ  في هذا المقال أسباب البلوغ المبكر وعلاجه، تابع معنا القراءة.

ما هو البلوغ المبكر وما أنواعه

البلوغ لدى الأنثى والذكر، هي التغييرات التي تحدث على جسد الفتاة أو الصبي. حيث يصبح جسد الأنثى قادرًا على إنتاج البويضات من المبيض، ويصبح جسد الذكر قادرًا على إنتاج النطاف من الخصيتين، ويتزامن ذلك مع قدرة الأنثى والذكر على التكاثر. ويرافق البلوغ العديد من التغيرات الجسدية، حيث تنمو العظام بسرعة وتصبح أطول. كما وتنمو العضلات وتزداد كتلتها في الجسم، ويصبح الجسم أكبر حجمًا، ويتغير شكله وبنيته.
والبلوغ يحدث عند الأنثى وسطيًا في سن 12 عام، ولدى الذكور في سن 13 عام. ولكن إذا حدث البلوغ قبل سن الثامنة لدى الفتيات، وقبل سن التاسعة لدى الصبيان، عندها نقول أنه بلوغ مبكر. وليس هنالك سبب محدد وواضح للبلوغ المبكر، بل هنالك العديد من الأسباب منها أسباب هرمونية، ومنها أسباب تتعلق بالاضطرابات. ولنتعلم أسباب البلوغ المبكر لابد لنا بداية من معرفة أنواع البلوغ المبكر، حيث يقسم البلوغ المبكر إلى نمطين:

  • البلوغ المبكر المركزي: حيث يحدث البلوغ في سن صغيرة. بينما تبدو التغييرات الجسدية المرافقة لعملية البلوغ طبيعية، وتحدث في وقتها المحدد لها.
  • البلوغ المبكر المحيطي: يحدث تحت تأثير هرمون الأستروجين أو التستوسترون الموجودين في الجسم.

أعراض البلوغ المبكر

هي ذاتها أعراض البلوغ الطبيعي ولكنها تحدث في سن مبكر قبل الثامنة للفتيات، وقبل سن التاسعة للأولاد:

  • عند الفتيات نزول الدورة الشهرية وكبر حجم الثديين.
  • عند الذكور كبر حجم الخصيتين والعضو الذكري، وخشونة الصوت، وظهور شعر الوجه بشكل خاص فوق الشفة العليا.
  • ظهور شعر الجسم، والعانة، والإبطين.
  • تطورات الجسد ونموه زيادة الطول.
  • ظهور حب الشباب في بعض الحالات.

أسباب البلوغ المبكر

إن السبب الأساسي للبلوغ هو هرمون يتم إطلاقه من الدماغ، وعندما يصل هذا الهرمون إلى الغدة النخامية، ترسل هذه الغدة إشارات إلى المبيضين أو الخصيتين بإنتاج كميات إضافية من الهرمونات الجنسية المسماة بالأستروجين عند الإناث. والتوستوسترون عند الذكور، وهذه الهرمونات مسؤولة عن ظهور السمات الجنسية. فإذا حدثت هذه العملية في سن مبكرة، ينتج عن ذلك عملية البلوغ المبكر.

أسباب البلوغ المبكر المركزي

  • ورم في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ أو في الحبل المركزي.
  • مشكلة في الدماغ تظهر عند الولادة، مثل الاستسقاء الدماغي أو تراكم السوائل في الدماغ، أو ورم حميد في الدماغ.
  • تعريض الدماغ أو الحبل الشوكي إلى إشعاع.
  • قصور الغدة الدرقية حيث تقل كمية الهرمونات المفرزة من الغدة الدرقية.
  • تضخم الغدة الكظرية، وهو مرض وراثي ينتج عنه إنتاج هرمونات الغدة الكظرية بكمية غير طبيعية.
  • متلازمة ماكيون أوبرت، والذي يسبب مشكلات هرمونية.

أسباب البلوغ المبكر المحيطي أو الطرفي

والسبب الرئيسي له مشكلات المبايض والخصيتين والتي تسبب خلل إنتاج الهرمونات الجنسية المفرزة بدون تأثير هرمونات الدماغ الموجهة للغدد الجنسية، وأسبابه هي:

  • ورم في الغدة الكظرية أو في الغدة النخامية التي تؤثر على إفراز الغدد الجنسية.
  • متلازمة ماكيون أوبرت.
  • دخول الهرمونات الجنسية إلى الجسم عن طريق مصادر خارجية مثل الأدوية.
  • كيسات وأورام المبايض عند الإناث.
  • ورم الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية أو التي تنتج هرمون التوستوسترون عند الذكور.
  • الطفرات الجينية والتي تسبب البلوغ الجنسي المبكر العائلي.

علاج البلوغ المبكر

يعتمد العلاج بشكل أساسي على استهداف السبب الذي سبب البلوغ المبكر، فإذا لم يكن هنالك سبب واضح للبلوغ، عندا يقوم الطبيب بمراقبة الطفل لفترة زمنية معينة، ويراقب سرعة نموه وتطوره، وقد لا يحتاج الطفل لأي علاج.

علاج البلوغ المبكر المركزي

ويعتمد العلاج على حقن هرمون معاكس لهرمون الدماغ الذي يسبب عملية البلوغ المبكر والمسمى الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، ويؤخر العلاج عملية البلوغ، ويستمر إعطاؤه الدواء إلى أن يبلغ الطفل السن الطبيعي للبلوغ. وبعد أن يتوقف إعطاء الدواء بسنة تقريبًا، يبدأ الولد أو الفتاة بالبلوغ من جديد.

علاج البلوغ المبكر الناتج عن جالة صحية معينة

يتم علاجه بإزالة السبب، مثلًا إذا كان السبب وجود ورم في المبيض أو في مكان آخر يجب إزالة الورم، وبعد إزالته سوف تتوقف حتمًا عملية البلوغ المبكر.

مضاعفات البلوغ المبكر والوقاية منه

قد ينتج عن البلوغ المبكر العديد من المضاعفات النفسية والجسدية نذكر منها:

  • قصر القامة: لاشك أن البلوغ يسبب تسارع نمو العظام طوليًا ولكن في حالة البلوغ المبكر، تنمو العظام بشكل كبير عند حدوث البلوغ، ومن ثم تتوقف عن النمو بعد ذلك. ويبدو الأطفال الذين بلغوا مبكرًا أطول من أقرانهم، ولكن عند تقدم السن يستمر الأطفال الطبيعيون بالنمو الطولي، بينما يتوقف الطفل البالغ مبكرًا عن النمو الطولي ويصبح أقصر من أقرانه.
  • الاضطرابات النفسية والعاطفية: وينتج ذلك عن شعور الفتيات والأولاد الذين بلغوا مبكرًا بالخجل من التغيرات الجسدية التي تحدث لديهم، مما يدفعهم للعزلة وقد يسبب لهم ذلك الاكتئاب، أو الميل لخوض تجارب جنسية بشكل مبكر.

ويمكننا تجنب بعض الأمور الخارجية التي تسبب البلوغ المبكر، عن طريق:

  • الحفاظ على وزن صحي وتجنب المأكولات الجاهزة التي تسبب السمنة.
  • الابتعاد عن المكملات الغذائية أو الأدوية أو المراهم التي تحتوي هرمونات جنسية.

قد يشعر الأطفال الذي بلغوا مبكرًا بأنهم يختلفون عن أقرانهم، وواجب الوالدين تقديم الدعم النفسي لهم، وإحاطتهم بالرعاية الكاملة. وإن حدث مشكلة ما في صعوبة استيعاب الموقف من قبل الطفل، فمن الممكن الاستعانة بأخصائي نفسي، يساعده في فهم العواطف، والاستعداد للمشكلات والصعوبات التي قد تواجهه، وكيفية التعامل معها.