ما أسباب ثبات الوزن وعدم نزوله؟ يواجه العديد من الأطباء هذا السؤال في الكثير من الأوقات. فقد يعمل أحدهم على إنقاص وزنه ويلجأ إلى اتباع حمية غذائية موصوفة من قبل الطبيب والتي غالبًا ما تكون مترافقة مع التمارين الرياضية الملائمة. وبعدها يتفاجأ بأن جهوده المبذولة لم تكن كافية للتأثير على وزنه وإنقاصه. الأمر الذي يدفعه للتساؤل حول الأسباب التي تعاند تحقيق أهدافه في خسارة الوزن.

وفي البداية يتوجب معرفة ما إذا كان هذا الشخص يواجه مشاكلًا محددة تؤثر على آلية نزول الوزن وحتى زيادته في بعض الأحيان أو أنه ببساطة قد وصل إلى حده الطبيعي والصحي من ناحية الوزن المتناسب مع الطول. وبرغم أن العديد من الناس سيفسرون ثبات وزنهم بوجود خلل أو نقص في الحمية أو التمارين الرياضية التي يقومون بها من أجل نزوله. إلا أنه من الممكن أن يعود هذا الأمر إلى أسباب أخرى تمتلك علاقة غير مرئية بشكل واضح مع ثبات الوزن.

ومن أجل الإجابة على تساؤلاتكم حول ما أسباب ثبات الوزن وعدم نزوله. فلتتابعوا معنا للتعرف على أكثر هذه الأسباب شيوعًا وكيفية تأثيرها على محاولات إنقاص الوزن.

نقص البروتين أحد أسباب ثبات الوزن

في واقع الأمر تساعد البروتينات على إنزال الوزن بشكل مدهش. ويعود السبب في ذلك إلى تأثير البروتين على العديد من الهرمونات التي تتحكم بالشهية والشعور بالجوع. لذلك ينصح الأطباء بتناول كمية كافية من البروتينات من أجل إيقاف الرغبة في تناول الطعام جزئيًا. وفي المقابل فإن نقص البروتين في الغذاء سيؤثر سلبًا على الجسم بأكمله. فمن الممكن أن يؤدي نقص البروتين إلى تشقق البشرة بالترافق مع تساقط الشعر أيضًا.

الأمر الذي يدفع بالعديد من الأشخاص إلى البحث عن إضافات غذائية تحتوي على البروتين. لكن في الحقيقة لا يحتاج الجسم في حالته الصحية الجيدة إلى مثل هذه المكملات. إذ إن الأطعمة اليومية الاعتيادية تحتوي على كمية أكثر من كافية بالنسبة إلى ما يحتاجه الجسم من البروتين بأنواعه الثلاثة. فنجد البروتين الكامل في الغذاء حيواني المصدر، مثل: البيض ولحوم الحيوانات. كما يتوفر البروتين غير الكامل في البازلاء والحبوب الأخرى. بينما يحصل الجسم على البروتينات المكملة عندما يتناول الفاصولياء مع الأرز المطبوخ بشكل صحي.

تأثير نقص فيتامين د على ثبات الوزن

تؤدي الفيتامينات دورًا مهمًا في أي حمية غذائية موصوفة من قبل طبيب التغذية. ففي الوقت الذي يتبع فيه أي شخص حمية غذائية قد يسبب تجاهله لبعض التعليمات نقصًا في أحد الفيتامينات. الأمر الذي يعرضه إلى ثبات وزنه وعدم الاستفادة من جهوده المبذولة من أجل إنقاصه. ومن أهم هذه الفيتامينات هو فيتامين د المسؤول عن الحفاظ على توازن نسب المعادن داخل الجسم. لذلك يعاني الشخص من أعراض نقص هذا الفيتامين بالتزامن مع نتائج انعدام التنسيق بين كمية المعدن ومقدار حاجة الجسم إليه. ناهيك عن العلاقة التي تربط بين نقص فيتامين د والاكتئاب. ويتواجد هذا الفيتامين الهام في معظم الأطعمة التي ينصح بها الأطباء أثناء الحمية الغذائية مثل اللبن وصفار البيض، بالإضافة إلى الفطر الأبيض.

تأثير بعض الأدوية على ثبات الوزن

في الحقيقة تتواجد بعض الأدوية التي تعمل على تثبيط أي جهود لإنقاص الوزن. حيث تقوم هذه الأدوية بتأثيرات جانبية تعوق الاستمرار بالحمية الغذائية. ومن مثل هذه الأدوية يتواجد دواء الستيرويد الذي يحفز شعور الجوع عند الإنسان بشل مستمر. كما تعمل مضادات الهستامين على تقليل المواد التي تنظم شعور الشهية والجوع. بالإضافة إلى ذلك تتواجد بعض الدراسات التي تثبت التأثير السلبي لأدوية الضغط على عملية حرق الدهون في الجسم.

الأمر الذي يجعلها تعيق عملية إنقاص الوزن، ثم تسبب ثباته. ومن الجدير بالذكر أن أدوية منع الحمل تلعب دورًا أساسيًا في إعاقة نزول الوزن عند النساء. إذ تحتوي هذه الأدوية على هرمون الأستروجين الذي يحفز شعور الجوع لدى المرأة. ناهيك عن تأثير أدوية منع الحمل على احتباس سوائل الجسم لتجعل جميع محاولاتك سيدتي من أجل نزول الوزن من دون أية فائدة.

تأثير قلة النوم على ثبات الوزن

قد لا تصدق الأمر ولكن معدل نومك يؤثر بشكل أساسي على قابلية جسمك لتغيير الوزن. حيث أثبتت العديد من الدراسات والبحوث أن النوم لمدة سبع ساعات على الأقل في اليوم الواحد يحفز الجسم لتقبل المحاولات التي تقوم بها لإنقاص وزنك. كما أنه يؤدي دورًا إيجابيًا في خسارة الدهون أيضًا.

ومن الممكن تفسير الأمر على أن الإجهاد الناتج عن قلة النوم سوف يحث خلايا الجسم على تخزين الكربوهيدرات وحتى الدهون. الأمر الذي يعمل على تضييع كافة الجهود المبذولة من أجل خسارة الوزن. ويعود السبب في تكدس الدهون إلى ارتفاع معدلات الأنسولين عند المعاناة من قلة النوم لمدة تزيد عن أربع ليال متتالية. حيث يسمح هذا الهرمون بتحرير الغلوكوز بشكل متزايد إلى خلايا الجسم. وبالعودة إلى السبب ذاته نجد أن قلة النوم قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة بالسكري.

تأثير بعض الأمراض على ثبات الوزن

وبشكل غير متوقع قد تؤثر حالتك المرضية سلبًا على محاولاتك لإنقاص الوزن. حيث نجد بعض الأمراض التي تعيق طريقك أثناء سعيك لخسارة الدهون. وتعد اضطرابات الغدة الدرقية أحد أكثر هذه الأمراض شيوعًا. حيث يضطرب عمل هذه الغدة في إفراز هرموناتها التي تساعد بشكل كبير على حرق دهون الجسم. وبالإضافة إلى خمول الغدة الدرقية يمكن أن تؤثر أمراض أخرى على عملية نزول الوزن مثل مرض السكري وتكيس المبايض وحتى مشاكل الجهاز الهضمي والقولون. الأمر الذي يدفع بالشخص الراغب في إنقاص وزنه إلى علاج هذه المشاكل والسيطرة عليها قبل البدء في أية حمية غذائية.

وفي الختام نأمل أن نكون قد أجبنا عن البعض من أسئلتكم حول ما أسباب ثبات الوزن وعدم نزوله بشكل واضح. إذ أن الجسم الرشيق الذي يؤمن الصحة والمناعة القوية يعد حلم أي شخص يسعى إلى أن يعيش حياته مبتعدًا عن الأمراض.