ما هو الناسور العصعصي، سؤالٌ كَثُرَ البحث عنه، ممّا جعله يتصدر محركات البحث. ولتحويل هذا السؤال إلى فيضٍ من المعلومات وإزالة الغموض عنه. أعدّدنا هذا المقال، لذا تابع ما ستخطّ أيدينا من سطورٍ تحمل في طياتها جوابًا لكلّ ما تريد معرفته. وفي البداية كلمة ناسور بشكلٍ عامٍ هي: وصلةٌ أنبوبيّةٌ فارغةٌ مبطنةٌ بخلايا تشبه خلايا الجلد، قطرها صغيرٌ جدًا وتسمح بمرور السائل عبرها.

أمّا العصعص هي العظمة أسفل الظهر، وتقترب من فتحة الشرج. بينما المشكلة الصحيّة التي يطلق عليها اسم الناسور العصعصي هي: عبارةٌ عن خرّاجٍ يحتوي على الشّعر في منطقة أسفل الظهر. وهي مرضٌ شائعٌ جدًا ولاسيما في عمر الشباب، وقد سميّ بالناسور العصعصيّ إشارةً إلى عظمة العصعص في أسفل الظهر.
ولا بُدّ من لفت الانتباه إلى أنّ الخجل من مراجعة الطبيب وسوء التقدير في علاج الناسور قد ينتهي به الأمر إلى أضرارٍ لا تُحمد عقباها. إذًا ما هو الناسور العصعصي؟ أسبابه، وعلاجه، والوقايّة منه، هذا ما سنتحدث عنه.

ما هو الناسور العصعصي

الناسور العصعصي أو الناسور الشعريّ: هو عبارةٌ عن كيسٍ أو جيبٍ غير طبيعيٍ يظهر ع السّطح الخارجيّ للجلد، وهو مملوءٌ بالشعر والجلد الميت. كما تبرز منهُ فوهة صغيرةٌ تنزُّ منها إفرازاتٍ دمويّةٍ مع صديدٍ ذي رائحةٍ كريهةٍ.
ويظهر الناسور بشكل رئيسيٍّ في منطقة أسفل الظهر عند العصعص. لكن قد يظهر في مناطق غيره أيضًا، مثل: منطقة السّرة أو الأرداف أو العانة أو في أسفل الإبطين، وفي حالاتٍ نادرةٍ قد يظهر بين الأصابع، خاصّةً لذوي المهن مثل الحلاقين.
من الشائع أن الناسور العصعصي يظهر لدى الأفراد في العقد الثاني من العمر، أي من أواخر المراهقة إلى أوائل العشرينات. ولأخد العلم تنخفض نسبة الإصابة به بشكل كبير للأفراد في سن ٢٥، ونادرًا ما يصيب الأطفال، إلّا في حالات ولادة الطفل وهو مصاب به إضافةً إلى حالات الوراثة.
علاوةً على ما سبق، احتمال ظهور الناسور الشعري عند الرجال أكبر من عند النساء.بينما في حالات الأطفال فتكون الفتيات أكثر عُرضةً لظهوره من عند الفتيان.

 ما هي أنواع الناسور العصعصي

ينبغي الإشارة إلى أنّ الناسور العصعصي له أنواع، وهي:

الناسور العصعصي الحاد

وهو عبارةٌ عن كيس شعريّ تحت الجلد متواجدٌ في الجسم منذ فترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ. وعند تعرضه للالتهاب يزيد من حدّة أعراض المرض، ويصبح أكثر إزعاجًا. حيث تظهر هذه الأعراض بسبب الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ جدًا ، وبطريقةٍ خاطئة غير مريحةٍ للجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض هذا النوع تشمل:

    • ألم شديد غير مُحتمل.
    • احمرار في المنطقة المُصابة، كما يصاحبه انتفاخ في الكيس الشعريّ.
    • كذلك بروز إلى خارج الجلد، ينتج عنه تكون دمل جلديّ يحتوي على قيحٍ ودمٍ.
    • إضافةً إلى ارتفاع درجات الحرارة.

أمّا عن علاج هذا النوع: فإنّه يتمّ عن طريق الشّفط بواسطة الطبيب، وفي حالاتٍ ثانيّة قد يتطلب التدخل الجراحي لفتح الكيس وتنظيفه.

الناسور العصعصي المزمن

يختلف هذا النوع عن الحاد بتعرضه لهجماتٍ متكررةٍ، وتكون الدّماميل لعدّة مراتٍ. حيث يظهر في صورة أكياسٍ شعريّةٍ متكررةٍ وفي نفس المنطقة. كما أشارت إحدى الدراسات إنّ الناسور العصعصيّ المزمن قد يتحول إلى سرطانٍ جلديّ مع مرور الزمن.

وفي علاج هذا النوع: يقوم الطبيب بأخد خزعةٍ منه، قبل التدخل الجراحيّ لفتح الناسور لتنظيفه.

شاهد أيضًا: الناسور المهبلي

أسباب الناسور العصعصي

الناسور كغيره من الأمراض يحدث بسبب مجموعة من العوامل، نذكر منها:

  • تأكل طبقات الجلد أو الضغط المتكرر والمستمر عليها.
  • احتكاك الجلد بالجلد، أو احتكاك الجلد بالملابس بسبب اكتساب الوزن الزائد.
  • ارتداء الملابس الضيقة.
  • تعرض منطقة العصعص لاصطدام بشيء صلب، على سبيل المثال: الحوادث.
  • اختراق الشعر للجلد، إضافةً إلى الشعر الزائد في هذه المنطقة.
  • البكتريا المتواجدة على خلايا الجلد الميت، والشعر المتساقط.
  • الجلوس لفترات طويلة، أو الجلوس بطريقة خاطئة.
  • ركوب الدرجات لفترات الطويلة، كذلك قيادة السّيارة لوقت طويل.
  • إضافةً إلى ما سبق، وكما أشرنا سابقًا قد يكون الشخص نفسه مولودًا بهذا المرض، أي أنّه وراثيّ.

أعراض الناسور العصعصي

للناسور العصصي عدّة أعراض تكون محددّة ومختلفة عن الناسور الذي يحدث في المناطق الأُخرى، ومن أبرزها:

  • الآلام في منطقة أسفل الظهر أو العصعص.
  • الشعور بعدم الراحة أثناء الجلوس، أو الحركة.
  • تهيج الجلد، والشعور بحكةٍ شديدةٍ.
  • خروج الدم المصحوب بصدد ذي رائحة كريهةٍ جدًا، ويعود ذلك إلى الحكة الشديدة المصاحبة للناسور.
  • الإصابة بالإمساك، ومواجهة صعوبة عند الإخراج.
    ارتفاع درجات الحرارة.

شاهد أيضًا: أعراض الناسور المهبلي.

تشخيص الناسور العصعصي

إنّ تشخيص الناسور العصعصيّ واحدٌ في مختلف حالاته، إذ يقوم الطبيب بالفحص البدني للمريض، وبعدها يخضع المريض لعدّة فحوصاتٍ. ومنها:

  • حقنة الباريوم الشرجيّة.
  • التنظير السيني.
  • إجراء المسح المقطعيّ الضوئي.
  • التنظير الباطنيّ العلويّ.
  • تنظير القولون.
  • الأشعة السينيّة في بعض الحالات.

العلاج الجراحي الناسور العصعصي

يعتمد علاج الناسور العصعصي على الفحص السريريّ للمريض، ومن ثمّ يتدخل الطبيب جراحيًّا باتباع مجموعةٍ من الخطوات، وهي كالتاليّ:

  1. تخدير المريض في المنطقة المصابة تخديرًا موضعيًّا.
  2. ثمّ شق مكان الإصابة، وتنظيف الكيس من الداخل.
  3. بعد ذلك، يُترك الجلد مفتوحًا مع وضع فتيلة داخل الجرح، وينبغي تبديلها يوميًّا إلى أن يلتئم الجرح.
  4. كما يتوجب تناول المضادات الحيويّة لتسريع عمليّة الشفاء، والتأكد من عدم تكرار الإصابة مرة أُخرى.

أضرار إهمال علاج الناسور

إن الإهمال في علاج الناسور قد ينعكس بطريقةٍ سلبيّةٍ جدًا على المريض، ويؤدي إلى مضاعفات وأضرارٍ كثيرةٍ، منها:

  • تشكل خراجات مزعجة في مكان الإصابة.
  • عودة الناسور وأعراضه مرّةً ثانيّةً.
  • علاوةً على ما سبق، قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجهازية المتواجدة في كافة أنحاء الجسم.
  • ولعلّ النتيجة الأكثر سوءًا هي الإصابة بسرطان الجلد الحرشفيّ، وهو نوع من سرطانات الجلد.

مضاعفات عمليّة الناسور

لا بُدّ من حدوث مضاعفات بعد إجراء عملية الناسور العصعصي، لاسيما في حالة الإهمال وعدم تنظيف الجرح . خاصّةً في حالات الجرح المفتوح، وبالتالي تعرّضه للتلوث الميكروبي قد تكون من نتائجه تأخر الشفاء والتئام الجرح. ومن جهةٍ ثانيّةٍ، قد تتكون خراجات دمويّة ناتجة عن تلوث الجرح، وترافقها آلام غير مُحمولة، تنتهي بالمريض إلى تشكل ناسور جديد يتطلب الاستئصال.

هل يمكن علاج الناسور العصعصي دون جراحة

تكرّر سؤال كيفية علاج الناسور دون جراحةٍ، فكثيرًا ما يتردد المرضى في علاج الناسور، ويقومون بالتأجيل عند سماع كلمة جراحة. وذلك بسبب الخوف المصاحب للعمليّة الجراحيّة والآلام المرافقة لها.

أمّا بالنسبة لجواب هذا السؤال: فمن الممكن أن يلجأ الطبيب لعدم التدخل الجراحيّ في حال كانت الإصابة بسيطة، ومن خلال قيام الطبيب بإزالة الشعيرات السّائبة من فتحات الغدد العرقيّة. كما يتطلب هذا العلاج المتابعة الدوريّة والمنتظمة عند الطبيب، وأخد المضادات الحيويّة ومضادات الالتهاب. ولا شكّ أنّ الاهتمام بالنظافة الشخصيّة وحلاقة الشعر في تلك المنطقة عاملٌ أساسيّ لنجاح هذا الإجراء.

كذلك من الإجراءات غير الجراحيّة لعلاج الناسور الكيّ باللّيزر، إذ يتم التخلص من الأنسجة التالفة. ويكون من خلال التخدير الموضعيّ حيث يضمن التخلص من آثار الناسور في المنطقة، كما يلتئم جرحه بسرعةٍ. وقد ظهرت حديثًا طريقةٌ جديدةٌ وهي غير جراحيّة، تتمثل بحقن الناسور بمواد كيميائيّة مثل الفينول، ولكنّ نتائجها غير مضمونةٍ.

استنادًا إلى ما سبق، فإنّ علاج الناسور يتوقف على الدرجة التي وصل إليها.

الوقاية من الناسور العصعصي

الوقايّة خيرٌ من قنطار علاج، هذا ما اعتادت أذانُنا على الإنصات إليه. لذلك ينبغي اتخاذ كافة الإجراءات الوقائيّة لتفادي الإصابة بالناسور العصعصي، وإليك أبرزها:

  • النظافة الشخصيّة ولا شكّ أنّها أساسٌ لصحة الجسم وخلوه من الأمراض التي تصيب الجلد بشكلٍ خاصٍّ.
  • مراقبة وزن الجسم، وخسارة الكيلو غرامات الزائدة.
  • تجنب الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ.
  • الانتباه إلى طرق الجلوس.
  • عدم ارتداء الملابس الضيقة.
  • الحرص على إزالة الشعر من المنطقة بشكل دائم.

وأخيرًا، يمكن القول إنّ المريض لا يمكن أن يلبس ثوب العافيّة بمجرد رغبته بذلك، وحضور الطبيب هو بدء الشفاء. لذا ينبغي زيارة الطبيب عند الشعور بأيّ عارضٍ ينذرك بإصابتك بالناسور العصعصي. ومن منصة كيف نتمنى السّلامة والصّحة للجميع.