تتعرض الكثير من النساء إلى حالات من نزوف الخلاص التي تحدث بعد الولادة مباشرة، وطرق علاجها من الأمور التي تهم كل امرأة حامل أو مقبلة على مرحلة الحمل والولادة. حيث تفقد المرأة كمية كبيرة من الدم خلال الولادة. قد تصل كمية الدم المفقود في الولادة الطبيعية إلى ما يقارب نصف لتر. كما من الممكن أن تصل الكمية إلى لتر في الولادة غير الطبيعية. وتعتبر هذه القيم ضمن المعدل الطبيعي. وأي زيادة عن هذه الكميات يعتبر مؤشرًا للإصابة بنزف الخلاص. إن السبب في فقدان الدم في الولادة الطبيعية هو انفتاح بعض الأوعية الدموية عند انفصال المشيمة عن جدار الرحم. كما يعود فقدان الدم في الولادة القيصرية إلى إحداث شق جراحي في الرحم لإخراج الجنين. يعرف نزف الخلاص بأنه تعرض المرأة إلى نزف تناسلي خلال الفترة الممتدة من المرحلة الثالثة من المخاض -وهي مرحلة انفصال المشيمة عن جدار الرحم- وحتى انقضاء شهر على الولادة. وتستدعي هذه الحالة التدخل الطبي السريع لوقف النزف. ما هي نزوف الخلاص وما هي طرق علاجها؟ ما أهم الأسباب لحدوثها؟ وكيف يتم تشخيصها والوقاية منها أيضا؟ أسئلة تخطر في بال كل امرأة في مرحلة الحمل والإنجاب. وسنحاول الإجابة عليها  من خلال فقرات هذا المقال.

ما هي نزوف الخلاص

هي نزف تناسلي غزير يكون مترافقًا مع انخفاض في الضغط الشرياني، وتسارع في دقات القلب، بالإضافة إلى التعرق الشديد، وبرودة في الأطراف، كما يترافق بشحوب اللون، والشعور بالعطش وصعوبة في التنفس، وقد تصل المرأة إلى مرحلة فقدان الوعي، كما قد يؤدي إلى الوفاة في حال استمرار النزف لفترة طويلة دون السيطرة عليه. وتعتبر هذه النزوف من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى وفاة النساء أثناء الولادة في دول العالم الثالث. من الممكن تصنيف نزوف الخلاص إلى نوعين:

  • نزوف الخلاص المبكرة: يبدأ هذا النوع عادة مع انفصال المشيمة عن جدار الرحم، أو خلال 24 ساعة بعد الولادة مباشرة.
  • نزوف الخلاص المتأخرة: يبدأ النزف في هذه الحالة بعد مرور 24 ساعة على الولادة، أو لاحقًا خلال الشهر الأول بعد الولادة.

أسباب حدوث نزوف الخلاص

تختلف أسباب حدوث نزوف الخلاص باختلاف نوعها، فأسباب نزوف الخلاص المبكرة مختلفة عن أسباب نزوف الخلاص المتأخرة.

أسباب نزوف الخلاص المبكرة

  • عدم تقلص عضلة الرحم بعد انفصال المشيمة. وهذا التقلص ضروري من أجل الضغط على الأوعية الدموية النازفة بسبب انفصال المشيمة عن جدار الرحم. ومن أسباب عدم حدوث هذا التقلص هو ولادة توائم متعددة، وذلك لأن الرحم يكون متضخمًا بشكل كبير أثناء فترة الحمل وغير قادر على التقلص.
  • حدوث تمزقات في قناة الولادة. ومن الأسباب الرئيسة لهذه التمزقات هو استخدام الملقط أثناء إخراج الجنين، أو السحب بالشفط، كما يؤدي كبر حجم الجنين والولادة السريعة إلى حدوث هذه التمزقات.
  • طول فترة المخاض.
  • بقاء بعض أجزاء من المشيمة عالقة في الرحم، مما يعيق عملية تقلص الرحم ويتسبب في النزف.
  • استخدام مخدر مرخي للعضلات أثناء مرحلة المخاض.
  • عدم انفصال المشيمة عن جدار الرحم بعد خروج الجنين.
  • وجود عمليات جراحية سابقة في منطقة الرحم، أو ولادات قيصرية سابقة متعددة.
  • اضطرابات تخثر الدم وتمزق الرحم.

أسباب نزوف الخلاص المتأخرة

  • إصابة الرحم بتلوث.
  • نقص في تقلصات الرحم.
  • تواجد بقايا من المشيمة داخل الرحم.
  • اضطرابات في تخثر الدم بعد الولادة.

تشخيص نزوف الخلاص

يعتمد تشخيص نزوف الخلاص بشكل أساسي على تقييم الطبيب لحالة المرأة، حيث يتوجب القيام بما يلي:

  • المراقبة الدقيقة لكمية الدم النازف. فالطبيب هو من يحدد من كمية الدم المفقود ما إذا كانت المرأة تعاني من نزف طبيعي أو لا.
  • يجب القيام بالفحص المهبلي للتأكد من عدم وجود أي تمزقات، وفي حال وجودها فمن الواجب إصلاحها بأسرع وقت.
  • الضغط برفق على الرحم من أجل التأكد من تقلص الرحم بالشكل الصحيح، وعدم وجود رخاوة في جدار الرحم، كما يجب التأكد من عدم تجمع دم داخل الرحم.
  • مراقبة المؤشرات الحيوية للمرأة، مثل ضغط الدم ومعدل نبضات القلب. حيث قد يشير هبوط ضغط الدم أو التسارع في نبضات القلب إلى وجود نزف خلاص.

طرق علاج نزوف الخلاص

يجب في البداية معرفة السبب الذي أدى إلى حدوث النزف، ومن ثم معالجة هذا السبب من أجل إيقاف النزف. وهناك وسائل أثبتت فعاليتها في علاج نزوف الخلاص وهي:

  • التدليك اليدوي لعضلة الرحم.
  • استخدم العقاقير التي تؤدي إلى تقلص الرحم.
  • الانتظار حتى اكتمال انفصال المشيمة عن الرحم ذاتيًا أثناء الولادة القيصرية، وعدم محاولة فصل المشيمة يدويًا.
  • في حال وجود شك ببقاء قطع من المشيمة داخل الرحم، فيتوجب مراقبة الرحم، والقيام بالتجريف في حال التأكد من وجود بقايا للمشيمة.
  • علاج تمزقات قناة الولادة في حال وجودها.
  • علاج اضطرابات تخثر الدم في حال وجودها باستخدام العقاقير المناسبة.
  • في حال الإصابة بالمشيمة المحتبسة أو تمزقات في الرحم فلا مفر عندها من استئصال الرحم.

الوقاية من نزوف الخلاص

هناك العديد من التدابير الطبية التي أثبتت فعاليتها في الوقاية من نزوف الخلاص، وهي:

  • إعطاء جرعة من العقاقير القابضة للرحم مباشرة بعد خروج رأس الجنين، ويجب بعدها سحب المشيمة مباشرة بعد قطع الحبل السري.
  • تجنب القيام بخزع للفرج قدر الإمكان.
  • المراقبة الدقيقة لحدوث نزف في الساعتين التاليتين لخروج المشيمة.