قد تواجهين عزيزتي الأنثى الكثير من الانتقادات بسبب مظهرك الخارجي مما قد يجعلك تشعرين بالإحباط والرغبة بالانعزال. ويومًا بعد يوم يزداد هذ الأمر سوءًا في مجتمعنا الذي أصبح فيه حب المظاهر منتشرًا بشكل كبير. والرأي الصحيح والمنطقي في هذا المجال هو أن تحافظي على المظهر الذي يعجبك وألا تنقادي وراء صرعات التجميل التي تتغير في كل لحظة. ولكن هناك استثناء وحيد هو السمنة المفرطة فنحن هنا تجاوزنا موضوع الجمال وأصبحنا نتحدث عن الصحة، فما أسباب السمنة المفرطة وطرق علاجها؟ وما هي أعراضها؟ وهل يمكن التخلص منها بشكل جراحي وسريع أم أنها تحتاج سنوات من الالتزام بالحميات الغذائية القاسية. تابعي معنا سيدتي مقالنا التالي لنجيب عن جميع استفساراتك وتساؤلاتك.

السمنة المفرطة

قبل كل شيء إن السمنة مصطلح يطلق على زيادة الوزن الكبيرة حيث يكون وزن الشخص بالنسبة لطوله أو ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم مرتفعًا فوق الحد الطبيعي. أما السمنة المفرطة فهي الزيادة الكبيرة في الوزن التي تترافق مع أمراض خطيرة قد تودي بصاحبها إلى الموت. ومن الجدير بالذكر بأن هذه الظاهرة قد زاد شيوعها بشكل كبير في أيامنا الحالية نظرًا لتغير نمط الحياة وازياد مستوى الرفاهية. ووصلت نسبة انتشارها إلى 13% تقريبًا وتعد الإناث أكثر استعدادًا للسمنة من الذكور.

الأسباب الرئيسية لحدوث السمنة

هناك العديد من الأسباب التي تتعلق بقوة بتطور البدانة أي أن احتمال حدوث زيادة في الوزن مختلف من شخص لآخر ويتعلق بمجموعة من العوامل. نذكر منها:

  • الوراثة: إن وجود مورثات محددة مرتبط بقوة بتطور البدانة حيث أكدت الدراسات أن السمنة تنتشر بشكل عائلي في أكثر من 60% من الحالات. وبالتالي فإن وجود شخص بدين ضمن العائلة يؤهب لحدوث هذه الظاهرة عند جميع أفراد الأسرة.
  • التغذية السيئة: يعتمد بعض الأشخاص على الطعام الجاهز بشكل أساسي ويهملون تناول الخضروات والفواكه وهذا سلوك خاطئ جدًا. فالوجبات السريعة غنية بالزيوت والدهون بشكل كبير وتؤدي إلى تطور السمنة بسرعة وبشكل يصعب ضبطه. كما يلعب تناول الحلويات بكميات كبيرة دور كبير في تطور هذه المشكلة.
  • الكسل: زاد انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة وذلك بسبب الاعتماد الكلي على السيارات ووسائط النقل العامة في التنقل. كما قل عدد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بسبب الانشغال الكلي بتسيير أمور الحياة اليومية.
  • الاضطرابات الغدية: تعد البدانة من أشيع تظاهرات الاضطرابات الغدية. وبعبارة أخرى يعتبر قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ سببًا مهمًا لحدوث السمنة المفرطة.
  • التقلبات المزاجية: تختلف الأجسام في استجابتها للقلق والتوتر فبالبعض قد يفقد شهيته ووزنه عندما يمر بوضع نفسي سيء. وعلى العكس تمامًا قد يؤدي ذلك عند بعض الأشخاص إلى الشراهة في تناول الطعام وزيادة الوزن بشكل غير مقبول وصولًا إلى البدانة في النهاية.
  • الأدوية: قد يؤدي تناول بعض أصناف الأدوية كالأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب إلى حدوث زيادة في الوزن. وبالتالي يجب على السيدة مراقبة وزنها بشكل جيد أثناء استخدامها لها.
  • زيادة الوزن الحملية: تؤهب زيادة الوزن التي تحدث أثناء فترة الحمل إلى تطور بدانة في الفترة التي تليه. ولذلك ينبغي على السيدة التي تعاني من زيادة الوزن خلال الحمل مراجعة طبيب تغذية لوضع حمية وبرنامج غذائي مناسب لها.
  • العمر والجنس: أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالبدانة من الرجال. كما يشكل التقدم بالعمر عامل خطورة آخر لتطور هذه الظاهرة.

أعراض السمنة المفرطة لدى النساء

تعاني السيدة البدينة من مجموعة من الأعراض المزعجة، نذكر منها:

  • الاضطرابات القلبية الخطيرة.
  • عدم انتظام الدورة الطمثية وربما انقطاعها.
  • مشكلات تنفسية مزمنة.
  • زيادة خطورة الأمراض المزمنة كالداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني.
  • مشاكل نفسية وتبدلات مزاج مزعجة.
  • عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.

علاج السمنة المفرطة

يمكن تلخيص علاج هذه المشكلة بما يلي:

  • الحمية: يمكن للحمية القاسية التي يتم وضعها بأيدي خبيرة كأطباء التغذية أن تساعد في علاج البدانة وتساعد المرأة على ضبط وزنها. ويعتبر عدم الالتزام الدقيق بالنظام الغذائي مشكلة جديّة تجعل هذه الطريقة غير مجدية.
  • الأدوية: تم طرح العديد من الأصناف الدوائية التي تساعد على تخفيف الوزن في الآونة الأخيرة. تعمل هذه الأدوية بطرق مختلفة فبعضها يمنع امتصاص الدسم وهي الأكثر استخدامًا وبعضها الآخر يزيد معدل الاستقلاب وحرق المواد الغذائية في الجسم. ولا ينصح أغلب الأطباء باستخدامها نظرًا للأثار الجانبية الكثيرة لها.
  • الجراحة: تعتبر عملية تكميم المعدة أشهر طريقة جراحية لعلاج السمنة. ومبدؤها هو تصغير حجم المعدة بإزالة قسم منها مما ينقص كمية الطعام المتناولة وبالتالي ينخفض الوزن.

 

وهكذا نكون قد قدمنا معلومات كاملة عن مشكلة عصرية مهمة بالنسبة لكي عزيزتي المرأة، نتمنى أن تكوني حصلتي على الأجوبة لجميع التساؤلات التي قد تخطر في بالك بخصوص البدانة المفرطة وكيفية تجنبها. دمتي بألف خير.