إذا كنت ممن يشكون دائمًا من التعب والوهن ويعانون من التشنج العضلي أو آلام الظهر دون أي فائدة، قد يكون ذلك من أعراض نقص المغنيسيوم في الجسم. نظرًا لأهمية عنصر المغنيسيوم في الدم، إذ يعتبر من أهم الأملاح المعدنية الضرورية لبناء الجسم. فيعتبر نقص مستوياته في الدم أمرًا يجب معرفة أسبابه وعلاجه. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يدخل في تركيب العظام والأنسجة والخلايا في الدم. وأن نقصه يسبب أمراض وحالات خطيرة. وقد يكون الإنسان غير مدرك أنه يعاني من نقص ذلك المعدن الهام ( أي أنه لا يعطي أعراض عامة أو ظاهرة). ويحذر من هذا الأمر الأطباء لما له من نتائج خطيرة على صحة الإنسان وخاصّةً في حال كانت أعراض نقص المغنيسيوم في الجسم غير واضحة تمامًا أو مخاتلة.

أهمية عنصر المغنيسيوم في الجسم

تعد الأملاح المعدنية من أهم العناصر المغذية لصحة الإنسان والتي تمده بالطاقة وتحافظ على عملية الاستقلاب في الجسم ضمن الحدود الطبيعية. بالإضافة إلى الدور الحيوي لعنصر المغنيسيوم فإن له دور هام في الحماية من الإصابة بعدة أمراض خطيرة. فهو يدعم وظائف العضلات ويقوم بإنتاج الطاقة الضرورية لإنجاز الأعمال اليومية عبر مركب يدعى الأدينوزين ثلاثي الفوسفات الذي يدخل في جميع عمليات الاستقلاب وفي عمل الخلايا. بالإضافة إلى ذلك يرتبط عمله مع المغنيسيوم بدرجة كبيرة، يحمي عنصر المغنيسيوم الجهاز التنفسي ويحافظ على الرئة. كما أنه ينظم عدد ضربات القلب ويمنع من ارتفاع الضغط الدموي. وفي المقابل، فإنه يمنع تشكل الحصيات البولية ويحافظ على عمل ووظيفة الكليتين. ومن ناحية أخرى، يعد المغنيسيوم عنصرًا هامًا في قياس الصداع، أما عند المرأة الحامل فإن الحفاظ على المستوى الطبيعي للمغنيسيوم في الدم يساهم في ضبط ضغط الدم، وتجنب انحباس السوائل في الفترة الأخيرة من الحمل.

حاجة المغنيسيوم اليومية للجسم

يتواجد عنصر المغنيسيوم بكثرة في جميع الأطعمة، كما تبلغ الحاجة اليومية منه حسب الجنس والعمر. بالإضافة إلى ذلك فقد نحتاج إلى جرعات إضافية في حال النقص أو العوز الشديد أو في بعض الحالات المرضية الأخرى. بالنسبة للنساء فإن الحاجة اليومية هي 310 ملغ وتزداد حتى 350 ملغ عند الحوامل. بينما يحتاج الرجل حتى 400 ملغ كحاجة يومية فقط، أما الأطفال فتبلغ الحاجة اليومية لهم من 40 إلى 450 ملغ، وذلك حسب العمر والجنس والحالة المرضية.

أعراض نقص المغنيسيوم في الجسم

تدل بعض العلامات على إصابتك بنقص المغنيسيوم في جسمك، إذ أنها قد تحمي في حال تم اكتشافها مبكرًا وعلاجها من الإصابة بأمراض خطيرة، ومن أهم تلك العلامات:

  • التشنج العضلي: يحدث نقص مستويات المغنيسيوم في الدم نوبات تشنجية في العضلات الملساء في جميع الجسم، والسبب العلمي في ذلك تدفق المغنيسيوم إلى الخلايا وإحداث فرط استثارة بها، مما ينتج عنها ذاك التشنج.
  • التعب والخمول: قد يتشكل التعب نتيجة أي اضطراب جسدي أو تأثير نفسي، وقد يكون نتيجة لنقص بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية وعلى رأسها عنصر المغنيسيوم. إذ يصاحب نقص المغنيسيوم معه نقص البوتاسيوم من الخلايا، مما يسبب تعب ووهن عام.
  • اضطراب في ضغط الدم: لا تزال العلاقة بين نقص المغنيسيوم وضغط الدم غير واضحة تمامًا، إذ أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع ضغط الدم عند نقصانه في حين أشارت دراسات أخرى إلى أن هناك تناسب طردي بين نقصانه ونقصان قيم الضغط الدموي.
  • اضطرابات في الجهاز التنفسي: وأهمها الإصابة بالربو فإن نقص المغنيسيوم يسبب تراكم الكالسيوم في القصبات، مما يسبب تشنجها وتقبّضها وبالتالي زيادة الآلية التي تسبب الربو وتفاقمه.
  • هشاشة العظام: أشارت بعض الدراسات أن من أحد أسباب هشاشة العظام الحاصلة عند النساء، كما الصغار والكبار في السن هو نقص المغنيسيوم لما يسببه في انخفاض كتلة العظم مع نقص عنصر الكالسيوم في الدم.
  • اضطرابات نظم القلب: وهنا تكمن خطورة نقص المغنيسيوم في إحداثه اضطرابات قلبية قد تودي بحياة الشخص للوفاة.
  • بعض الأعراض النفسية: كالاكتئاب والهذيان والخوف والقلق.

بعض المصادر الغذائية الغنية بعنصر المغنيسيوم

يتواجد عنصر المغنيسيوم في جميع الأغذية بنسب متفاوتة، ولا بد من الحصول على الحاجة اليومية باستمرار للحفاظ على مستويات طبيعية منه في الدم، ونظرًا للحاجة القليلة فإن نقصانه غير شائع في حال كانت مخازنه ممتلئة به، ومن أهم العناصر التي يتواجد فيها عنصر المغنيسيوم  والتي قد تكون كفيلة للحصول على حاجتك اليومية منها هي:

  • بذور القرع وبذور عباد الشمس.
  • المكسّرات كالجوز واللوز والبندق والفستق والكاجو.
  • الحبوب والبقوليات.
  • الخضار بأكملها وخاصّةً الورقية منها.

أسباب نقص المغنيسيوم في الدم

هناك بعض الأسباب التي تساهم في نقص الأملاح المعدنية في الجسم، وقد تكون تلك الأسباب مرضية أو دوائية أو عدم كفايتها أو الحصول عليها، ونذكر:

  • عوز عنصر المغنيسيوم: كالجوع الشديد أو سوء التغذية أو تحديد الموارد الغذائية التي لاتحتوي على حاجة الجسم من المغنيسيوم.
  • سوء الامتصاص: كما بعض حالات الإسهال المزمن، والداء الزلاقي.
  • هرمونية: كما في زيادة هرمون الألدوستيرون، وارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم.
  • بعض الأمراض: كالقصور الكلوي الحاد والمزمن، والسكري المزمن.
  • أسباب أخرى: كالتعرق الشديد والإدمان على الكحول.

علاج نقص المغنيسيوم في الجسم

لا يكفي معرفة سبب نقص المغنيسيوم لمعالجته فقط إنما يجب البدء بالعلاجات التالية حين تأكيد التشخيص:

  • في حال النقص الحاد: فإنه يجب إصلاح نقص المغنيسيوم وريديًا في المشفى.
  • إعطاء مدرّات البول: للحفاظ على المغنيسيوم في الدم وعدم طرحه كالسبيرونولاكتون.
  • إعطاء مركبات المغنيسيوم فمويًا: حسب الأشكال الصيدلانية كالحبوب أو الأقراص أو الكبسولات.
  • معالجة عرضية: معالجة الأسباب الرئيسية لنقص المغنيسيوم وتخفيف الأعراض المرافقة.

وفي الختام، قولي وداعًا لنقص الفيتامينات والأملاح والمعادن في جسمك بعد حصولك عليهم من تنوّع غذاءك والاهتمام بصحتك ومراجعة طبيبك عند الشعور بأي عارض صحيّ.