أنواع كيسات المبيض متعددة، حيث تتميز عن بعضها في الأسباب والحجم والخصائص أيضًا. وهي عبارة عن كيسات مملوءة بمواد سائلة أو شبه سائلة، تنشأ في المبيض أو على سطحه. على الرغم من أن اكتشاف المرأة لوجود كيسة مبيض يسبب قلقًا كبيرًا لديها، وذلك بسبب الخوف من أن تكون ورمًا خبيثًا، فإن الغالبية العظمى من هذه الآفات حميدة. يمكن أن تتطور هذه الأكياس عند الإناث في أي مرحلة من مراحل الحياة (من فترة حديثي الولادة إلى ما بعد انقطاع الطمث). ومع ذلك، تحدث معظم أكياس المبيض خلال فترة الرضاعة والمراهقة، فهي فترات نشطة هرمونيًا للنمو. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أنواع كيسات المبيض الوظيفية (وهو النوع الأكثر شيوعًا) والكيسات غير الوظيفية. كما سنتعرف على الأعراض العامة وعوامل الخطورة وغيرها من المعلومات التي نأمل أن تكون مفيدة لك.

أنواع كيسات المبيض الوظيفية

تعتبر كيسات المبيض الوظيفية أشيع كتل المبيض، وهي أكثر كيسات المبيض مشاهدة في سن النشاط التناسلي. كما تنجم هذه الكتل الوظيفية عن استجابة مفرطة تجاه الحوادث الإنجابية الطبيعية، ثم تزول تلقائيًّا في معظم الحالات. ومن أشكالها:

  • الكيسة الجرابية: تنتج هذه الكيسة عن نقص التحرر الفيزيولوجي للبويضة بسبب التحفيز المفرط لـ FSH أو نقص في تدفق الهرمون اللوتيني الطبيعي في منتصف الدورة قبل الإباضة مباشرة. عادة يكون قطرها أكبر من 2.5 سم، وبالتالي تسبب الإزعاج والشعور بالثقل عند المريضة، عادة تكون وحيدة الجانب وتزول عفويًا خلال فترة من الزمن.
  • كيسات الجسم الأصفر: يتشكل الجسم الأصفر من بقايا الجريب الانتهائي المتمزق، بعد انتقال البويضة إلى قناتي فالوب، ثم يتحلل في غضون أيام في حال عدم حدوث الحمل. إذا لم يتحلل الجسم أو فشل في التراجع بشكل طبيعي بعد 14 يوم، وأصبح قطره يتجاوز 3 سم، سيتحول عندها إلى كيسة تتجمع فيها السوائل. تختفي معظم كيسات الجسم الأصفر بعد عدة أسابيع. لكنها يمكن أن تنمو إلى حجم كبير وتنزف أو تلوي (انفتال المبيض) فتسبب نتيجة ذلك ألمًا شديدًا. عادةً تكون وحيدة الجانب وتزول عفويًا كالكيسات الجريبية، كما تترافق غالبًا مع الحمل. قد يحدث نزف داخل الكيسة نتيجة غزو الأوعية الدموية لها. حيث تميل الكيسات النازفة بشكل عام إلى إحداث أعراض بشكل أكبر وتكون أكثر عرضة للتمزق أيضًا.
  • الكيسة اللوتيئينية الصندوقيّة Theca_Lutin Cyst: تنتج هذه الأكياس عن التحفيز الفيزيولوجي المفرط لهرمون (hcg). عادةً ترتبط بمستويات مرتفعة بشكل ملحوظ من موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية بيتا (beta-hCG). وبالتالي فهي تشاهد في عدة أمراض مثل (الرحى العدارية والكوريوكارسينوما). قد تتشكل هذه الكيسات أيضًا عند تحريض الإباضة بواسطة الأدوية المحرضة للإباضة. غالبًا تكون ثنائية الجانب وتحتاج عدة أشهر حتى تتراجع بشكل بطيء.

أنواع كيسات المبيض غير الوظيفية

يوجد أنواع أخرى من الكيسات المبيضية غير الطبيعية، وهي أقل شيوعًا من الكيسات الوظيفية. ويمكن أن تكون:

  • الكيسة البشرانية (الجلدانية): زوائد تشبه الكيس تنشأ على سطح المبيض. غالبًا تظهر منذ الولادة، وتحتوي على أنسجة جنينية ناضجة. كما أن نموها بطيء وتصنف من الأورام المسخية الحميدة، حيث أنه نادرًا ما يكون خبيث. ومن الأنسجة التي يمكن أن تتواجد داخل الكيس (الشعر والدهون والأظافر والأسنان والعظام وأنسجة الأخرى).
    الكتل
  • الإندوميتريوزية (الكيسات الشوكولاتية): تنتج هذه الكتل عن التهاب في بطانة الرحم. حيث ينمو جزء من خلايا البطانة خارج الرحم مشكلة ما يسمى (الانتباذ البطاني الرحمي). يعتبر المبيض من الأماكن الشائعة للإندوميتريوز حيث تلتصق الخلايا على سطح المبيض مشكلة كيسات. وسبب تسميتها بالكيسة الشوكولاتية هو وجود دم متعضي بداخلها بلون بني إلى أسود، والذي يتشكل نتيجة حدوث النزف منها عند حدوث الطمث.
  • الأورام الغدية الكيسية: أورام غير سرطانية (حميدة). يمكن أن تتطور على السطح الخارجي للمبيض. وتكون مملوءة بمادة مخاطية أو سائلة مائية لذلك تصنف إلى أورام غدية كيسية مخاطية أو مصلية. قد تنمو بشكل كبير وتسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة، وعند ذلك ستحتاج إلى عمل جراحي لإزالتها.

عند العديد من النساء، تتشكل عدة تكيسات صغيرة في المبيض. قد تسبب تضخم المبيض وخللًا في الهرمونات التي ينتجها مشكلة ما يسمى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS). تترافق هذه المتلازمة مع البدانة عادةً، والشعرانية التي تنتج عن فرط الأندروجين بالإضافة لانعدام الإباضة أحيانًا. إذا تركت هذه المتلازمة بدون علاج، يمكن أن تعود بنتائج سلبية على المبيض وفرص الإنجاب.

عوامل خطورة تشكل الكيسات

هناك عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالكيسات، ومنها:

  • العلاج الهرموني: باستخدام محرضات الإباضة مثل موجهات الغدد التناسلية أو عوامل أخرى مثل (الكلوميفين). حيث تسبب تشكل أكياس كجزء من متلازمة فرط تنبيه المبيض.
  • الحمل: وخاصة في الثلث الثاني من الحمل.
  • حالة سابقة لأكياس مبيضية.
  • تاموكسيفين: قد يسبب أكياس وظيفية حميدة، تنحل بعد التوقف عن العلاج.
  • تدخين السجائر: يزيد خطر الإصابة.
  • ربط البوقين: وخاصة الأكياس الوظيفية.
  • قصور الغدة الدرقية: بسبب أوجه التشابه بين الوحدة ألفا الفرعية للهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) والهرمون (hCG). لذا قد يحفز قصور الغدة الدرقية نمو المبيض والكيس.
  • عدوى أو إنتان شديد في الحوض. قد ينتشر إلى المبيضين مسببًا تشكل الأكياس.

أعراض كيسات المبيض

عادة كيسات المبيض تكون صغيرة ولا عرضية، حيث تبدأ الأعراض بالظهور عندما يكبر حجمها تدريجيًا. وتتضمن الأعراض التالية:

  • ألم أثناء الجماع أو الحيض.
  • الشعور بحس امتلاء في البطن.
  • غثيان.
  • التقيؤ.
  • زيادة في الوزن.
  • عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكل كامل.
  • ألم في الثدي.
  • ألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر أو الفخذين.
  • في بعض الحالات تكون الحالة إسعافية وبحاجة إلى عناية طبية فورية مثل (تمزق الكيسة أو انفتال المبيض).

علاج كيسات المبيض

قد يوصي طبيبك بعلاج لتقليص الكيسة أو إزالتها إذا لم تختفي من تلقاء نفسها أو إذا كبر حجمها. ومن طرق العلاج:

  • حبوب منع الحمل: إذا كنت تعانين من تكيسات مبيضية متكررة، يمكن لطبيبك أن يصف موانع الحمل الفموية لإيقاف الإباضة ومنع تكون تكيسات جديدة. يمكن أن تقلل موانع الحمل الفموية أيضًا من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • منظار البطن: إذا كان التكيس صغيرًا، يمكن لطبيبك إجراء تنظير البطن لإزالة التكيس جراحيًا. يتضمن الإجراء قيام طبيبك بعمل شق صغير بالقرب من السرة ثم إدخال أداة صغيرة في بطنك لإزالة الكيس.
  • شق جراحي في البطن: إذا كان الكيس كبيرًا، يمكن لطبيبك إزالة الكيس جراحيًا من خلال شق كبير في بطنك. ثم إجراء خزعة فورية، للتحقق منها إذا كان محتواها سرطاني أم لا.

يجب الانتباه إلى أي تغير يطرأ على دورتك الشهرية، كما يجب المتابعة الدورية عند الطبيب للاطمئنان على صحتك ومراقبة وضعك في حال كان لديك كيسة مبيضية بغض النظر عن حجمها.