بأي عمر يمكنك أن تطعم طفلك العسل؟ ما هي فوائد العسل؟ هل يمكن أن يؤثر العسل بشكل سلبي على جسد الطفل؟ سنحاول أن نجيب عن هذه الأسئلة بين سطور هذا المقال. سنحاول أن نوضح لك كيف يمكن أن يسبب العسل مضاعفات صحية قد تكون خطيرة أحيانًا لدى الأطفال بعمر صغير، على الرغم من فوائد العسل الكثيرة.
إن هذا الرحيق الذهبي مليء بالخصائص الصحية والمفيدة للأطفال الذين هم في طور النمو. كما أنه عبارة عن سائل لزج ذي مذاق حلو، ويستخدم كمحلي طبيعي أحيانًا. بالإضافة لذلك، فهو يحتوي على السكر بشكل خاص، ومزيج من الأحماض الأمينية، والفيتامينات، والمعادن، والحديد، والزنك، ومضادات الأكسدة. كما يوجد حوالي 320 نوعًا مختلفًا من العسل، والتي تختلف فيما بينها في اللون والرائحة والنكهة. في حين أن العسل لذيذ ومفيد جدًا، إلا أنه لا ينبغي أبدًا إعطاءه للأطفال دون عمر السنة، ولا ينصح به للأطفال دون عمر السنتين. لذا تابع هذا المقال لتتعرف أكثر عن فوائد وأضراره والعمر الذي يسمح للطفل بتناوله.

فوائد العسل للأطفال

بعد أن يبلغ طفلك عمر السنة، يصبح بإمكانك أن تقدم له جرعة مناسبة من العسل، فهذا سيعود بالفائدة الصحية على جسده ومناعته. ومن أهم الفوائد التي يمنحها العسل لطفلك، سنذكر ما يلي:

  • يمد الجسم بالطاقة اللازمة له، ويمنح الأطفال نشاطًا طويل الأمد.
  • يقوي ويدعم الجهاز المناعي ليصبح قادرًا على مواجهة العوامل الممرضة.
  • يخفف من شدة الكحة والسعال الجاف في نزلات البرد، فهو يعمل العسل كعامل مهدئ لحلق طفلك الملتهب والمتهيج.
  • يقاوم العدوى ويخفف حدوث الأمراض، مثل (التهابات الحلق والبلعوم، هجمات الربو، والتهابات الأغشية المخاطية).
  • يساعد على التئام الجروح وشفائها بشكل أسرع، لذلك فإن تطبيق العسل على خدوش وجروح طفلك سيساعده على الشفاء بشكل أسرع.
  • مرطب صحي وطبيعي للبشرة، يزيد من نعومة الجلد ويرطبه.
  • تحفيز تطور القدرات العقلية لدى الطفل، وتحسين مزاجه.
  • يحتوي على الفيتامينات والمعادن المهمة واللازمة للطفل.
  • يحمي الكبد من التلف، حيث يعمل العسل كدرع للكبد ضد بعض الأمراض والأضرار. حيث أثبتت بعض الدراسات أن العسل يقلل من الآثار الجانبية لجرعات الباراسيتامول على الكبد.
  • يحمي الطفل من حدوث الكثير من الأمراض (الإسهال أو الإمساك)، كما أنه يحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
  • يستخدم العسل عادة كعامل مضاد للالتهابات، ومضاد للأكسدة، ومضاد للبكتيريا.

 

متى تستطيع منح العسل للأطفال

يفضل ألا نعطي الطفل كمية من السكريات تتجاوز 10% (نسبة السعرات الحرارية) في اليوم الواحد. كما يجب ألا نطعمه العسل إذا لم يتجاوز (12-18 شهر)، وذلك كي نضمن أن يبقى الطفل في مأمن من تطور أي اختلاط غير مرغوب فيه.

لنتعرف على الكمية المناسبة من العسل للطفل مقارنة بعمره:

  • الطفل الرضيع بعمر أقل من 12 شهر: غير مناسب أبدًا ولا يجب أن نطعمه للرضيع بهذا العمر أبدًا.
  • الأطفال بعمر العام وعامين: يناسبه جرعة من العسل تصل إلى (34 غرام) أي ما يعادل ملعقتان صغيرتان.
  • الأعمار ما بين 3 و 6 سنوات: يمكن إطعامه كمية من العسل تساوي (42.5 غرام) أي ما يعادل ملعقتان صغيرتان ونصف.
  • الأطفال بعمر أكبر من 6 سنوات: يناسبهم جرعة من العسل (51 غرام) وتساوي 3 ملاعق صغيرة.

 

أضرار العسل للأطفال

على الرغم من أن العسل يعتبر من المواد الآمنة للاستخدام كمحلي طبيعي، ومضادًا للسعال ومنتجًا موضعيًا للقروح والجروح الطفيفة، كما يجب تجنب إعطاء العسل للأطفال دون عمر السنة. ومن أبرز المخاطر التي يمكن حدوثها لدى الأطفال الصغار:

  • يمكن أن يتسبب العسل في حدوث حالة معدية معوية نادرة، ولكنها خطيرة تسمى (التسمم السجقي أو الوشيقي).
  • ظهور الحساسية تجاه بعض مكونات العسل. قد تسبب ردود فعل خطيرة ومميتة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، يمكن أن تتطور الأعراض التالية عند الأطفال الصغار (الغثيان والإقياء، الدوخة والإغماء، ضيق النفس والتعرق المفرط وعدم انتظام دقات القلب) وغيرها من التأثيرات الجانبية الخطيرة.
  • قد يؤثر العسل على نسبة السكر في الدم، ويزيد شهية الأطفال للأطعمة الحلوة.
  • يزيد خطر تسوس الأسنان لدى الطفل، لما يحتويه من نسبة سكريات عالية.

أعراض التسمم بالعسل عند الرضع

يعتبر التسمم السجقي أو الوشيقي (Botulism) من أخطر التأثيرات الجانبية للعسل عند الأطفال الصغار، لكنها نادرة الحدوث. عادة ما يصيب التسمم السجقي الرضع والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أسابيع و 6 أشهر. ولكن بالمقابل، فإن كل الأطفال معرضون لخطر الإصابة به حتى عيد ميلادهم الأول. إذ تسببه البكتيريا المطثية الوشيقية، والتي تسمى بـ (Clostridium botulinum)، وذلك بعد تناول الرضيع للعسل وبالتالي دخولها عن طريق الفم إلى جهازه الهضمي. عادة جسم الطفل الرضيع ضعيف البنية ولا يستطيع جهازه المناعي مكافحة الجراثيم المختلفة. حيث ستبدأ الجراثيم المستقرة في أمعائه بالتكاثر وإفراز المواد السامة، التي تسبب شللًا في عضلات الجسم. على سبيل المثال، تفرز الجراثيم المطثية السم المسبب للتسمم الوشيقي، ويسمى بالذيفان الوشيقي (Botulinum toxin). لهذا السبب لا ينبغي أبدًا إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.

ويعتبر الذيفان الوشيقي من أخطر السموم العصبية. حيث يهاجم الجهاز العصبي المركزي بالإضافة إلى الأعصاب المعصبة للعضلات الحركية. نتيجة لذلك، فهو يسبب شللًا في عضلات الجسم المختلفة بشكل تدريجي. كما قد يتطور هذا الشلل ويصيب العضلات التنفسية، مما يؤدي إلى توقف التنفس عند الطفل ووفاته.
لنذكر أهم المضاعفات الصحية التي تصيب الأطفال الصغار والرضع، في حال تناول العسل بعمر صغير أو بكميات كبيرة، وتبدأ الأعراض بالظهور خلال مدة تتراوح بين (8 و 36 ساعة)، ومنها:

  • الإمساك (غالبًا ما يكون أول علامة يلاحظها الوالدان).
  • صعوبة في البلع مع سيلان اللعاب بكثرة.
  • ضعف عضلات الوجه، وهذا ما يجعل وجههم يبدو (مسطحاً)، وتعابير الوجه تبدو ثابتة.
  • ضعف عضلات الذراعين والساقين والرقبة (ضعف حركة الطفل).
  • مشاكل في التنفس.
  • صراخ ضعيف (البكاء ضعيف الشدة).
  • رفض الرضاعة وعدم قدرة الطفل على امتصاص الحليب من حلمة الثدي أو الزجاجة.
  • فقدان الشهية أحيانًا.

كيف تستطيع تجنب أضرار العسل للأطفال

إليك أهم النصائح التي يمكن أن تقلل من حدوث أي ضرر خطير عند الطفل، وهي كالتالي:

  • لا تطعم طفلك الصغير الذي لم يتجاوز عمره السنة أي نوع من العسل وبأي طريقة كانت. حيث أن جهازه المناعي غير ناضج بالدرجة الكافية والمناسبة لتقاوم أي نوع بكتيريا ضارة للجسم.
  • لا يجب أن تعطي الطفل السكر والعسل معًا، بل استبدل السكريات بالعسل من أجل تحلية مشروبات ومأكولات الطفل في حال كان عمره مناسبًا لتناول العسل.
  • عدم السماح للطفل بأن يتناوب كميات كبيرة من العسل في اليوم الواحد، فهذا يسبب الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة له، وقد يزيد من خطر حدوث السمنة لديه.
  • حاول أن تتبع قواعد التخزين الملائمة للعسل، مثل (المكان، والطريقة، ودرجة الحرارة). على سبيل المثال، يجب أن يكون الوعاء مغلقًا بإحكام وغير منتهي الصلاحية وموضوع في مكان درجة حرارته مناسبة.

ولأن العسل حلو ولذيذ، قد يعتقد الآباء ومقدمو الرعاية أنه اختياره كطريقة طبيعية لتحلية مأكولات الطفل هي الطريقة المثلى. لكن يوصي الخبراء بالانتظار حتى بلوغ الطفل عامه الأول، بالإضافة إلى تقديمه بالكمية التي تناسب عمره، لضمان عدم حدوث أي آثار جانبية.