ما هي أعراض متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية؟ تعد متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية مصدر قلق عالمي. حيث تؤثر على ما يقدر بنحو مئات الآلاف من الرُّضع كل عام، وخاصة في البلدان النامية. تحدث هذه المتلازمة عند إصابة الحوامل بمرض الحصبة الألمانية وهو مرض فيروسي شديد العدوى يسببه فيروس من عائلة Togavirus يدعى Rubella virus. حيث ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها عبر المشيمة مسببًا وفاته أو إصابته بمجموعة متنوعة من العيوب الخلقية المصحوبة بإعاقات جمّة تستمر مدى حياة الطفل. يعد البشر المصدر الوحيد للعدوى.حيث ينتقل فيروس الحصبة الألمانية بالتماس الشخصي القريب عن طريق الرذاذ المتناثر من فم المريض أثناء السعال أو العطاس.كما ينتقل بواسطة استخدام أدوات المريض الملوثة أو عدم التقيد بقواعد النظافة الشخصية. تتراوح مدة حضانة الفيروس مابين 14 وحتى 21 يومًا. وخلال هذه المدة يكون المريض قادرعلى نقل العدوى ولكن لا تظهر عليه الأعراض، أما الفترة الأكثر عدوى فتكون بين 1 إلى 5 أيام من ظهور الطفح الجلدي.

لتتعرّفوا أكثر على تفاصيل متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية وكيفية التعامل معها تابعوا معنا من فضلكم هذا المقال.

أعراض متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية CRS

كما ذكرنا سابقًا بأن خطورة هذا الفيروس تعود لإصابته النساء الحوامل به وخاصة في الثلث الأول من الحمل حيث تظهر على الأجنة أعراض شديدة تتمثل بفقدان الجنين أو متلازمة تشوّه الجنين تدعى متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية CRS ومن أبرز أعراضها:

  • تشوهات قلبية خلقية تشمل (ضيق الشريان الرئوي ، عيوب في الحاجز البطيني والحاجز الأذيني).
  • فقدان السمع الحسي العصبي.
  • أذيات عينية تتمثل ب ( إعتام بعدسة العين ، اعتلال شبكية ، غلوكوما ، التهاب مشيمية وشبكية ، صغر العين).
  • تشوهات بالجهاز العصبي كالتهاب السحايا.
  • صغر الرأس.
  • اضطرابات عقلية وسلوكية ( اضطرابات التعلم والكلام، ضعف الانتباه، عدم الاستقرار العاطفي والعدوانية ).
  • فقر دم انحلالي.
  • انخفاض وزن حديثي الولادة.

أعراض أخرى لمتلازمة CRS

  • فرفرية نقص الصفيحات .
  • تلف الكبد.
  • تضخم الطحال.
  • اضطرابات في الغدة الدرقية .
  • والعرض الأكثر خطورة وهو وفاة الجنين.

كما لاحظ الخبراء أن الأعراض اللاحقة لإصابة الحامل المبكرة بالحصبة الألمانية تشتمل على إصابة طفلها بالسكري والتوحد.

طرق الكشف عن الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية CRS

يساعد التشخيص المبكر لمتلازمة CRS على التدخل الطبي المبكّر لعيوب معينة، والتقليل قدر الإمكان من انتشار العدوى لذلك يعدُّ الفحص المخبري أمرًا في غاية الأهمية لتأكيد التشخيص السريري للحصبة الألمانية.

حيث يعتمد التشخيص على مجموعة من الاختبارات وهي:

  • اختبار الدم: يتم بالكشف عن نوعين من الأجسام المضادة وهما IgM و IgG بحيث يجرى اختبار IgM النوعي بعد الولادة مباشرةً أو خلال الأشهر الستة الأولى كحد أقصى. في حال كانت نتيجة الاختبار سلبية للرضع المشتبه بإصابتهم يعاد إجراء اختبار IgM في عمر الشهر أو بعد فترة وجيزة، ولا يكفي هذا الاختبار لوحده لرضيع تجاوز 6 أشهر من العمر لذلك يجرى معه اختبار ثاني وهو اختبار IgG الذي يتم للرضع الذين تتراوح أعمارهم مابين 6 و 12 شهرًا والذي يؤكد إصابتهم بالحصبة الألمانية.
  • تقنيات عزل الفيروس مثل تقنية RT_PCR: وهي من الوسائل الأكثر دقة في التشخيص وتتم عبر جمع مسحات من الحلق أو عينات من بول الرضيع.
  • كما يوجد وسائل للتشخيص قبل الولادة تعتمد على الكشف عن المادة الوراثية الفيروسية في السائل الأمنيوسي أو دم الجنين أو أخذ خزعة من الزغابات المشيمية.

طرق التعامل مع الرضع المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية

  • العزل : يعتبر الرضع المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية ناقلين للعدوى حتى عمر السنة على الأقل ولهذا الأمر يتم عزل حديثي الولادة تحت رعاية طبية مكثفة لرصد جميع المظاهر السريرية المتنوعة اللاحقة للمرض وللتقليل قدر الإمكان من انتشار العدوى خاصة عبر بول الرضع المصابين بالمتلازمة.
  • العلاج: لا يوجد علاج محدد للحصبة الألمانية الأمر الذي جعل معالجة الرضع المصابين بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية مقتصرة على إجراء عمليات جراحية للعيوب الخلقية المولودة مع الطفل مثل إجراء جراحة لإعتام عدسة العين ، و تشوهات القلب ، والصمم.
  • اللقاح: حيث يتم تطعيم جميع الفريق الطبي المشرف على الرضيع المصاب بلقاح  MMR .ويشمل هذا الإجراء أيضا جميع الأشخاص المولودين بعد عام 1957 والذين لم يتم تطعيمهم. والرضع فوق عمر 6  أشهر.
  • قد يعطى الرضيع بعض الأدوية المسكنة للتخفيف من الآلام أو الحمى وذلك تحت إشراف الفريق الطبي .

أعراض الحصبة الألمانية على الحوامل

تعتمد خطورة إصابة الحامل بالحصبة الألمانية على زمن الإصابة بها حيث يوجد العديد من المراحل التي لها تأثيرات مختلفة على الجنين وهي:

  • إصابة الحامل في الثلث الأول من الحمل فمن المرجح جدًا إصابة الجنين بعيوب خلقية مثل التشوهات القلبية، والصمم، وعيوب في العين ومن الممكن أن تؤدي الإصابة الشديدة إلى وفاة الجنين.
  • أما في حال إصابة الحوامل مابين الشهر الثالث والخامس من الحمل فتكون الأعراض عند الجنين أقلّ خطورة.
  • بينما تعرّض الحامل للحصبة الألمانية بعد الشهر الخامس من الحمل فلا يؤدّي لظهور أعراض عند الجنين في معظم الحالات.

وقد تعاني بعض الحوامل المصابات بالحصبة الألمانية من الأعراض التالية:

  • ظهور بقع حمراء تشاهد على الوجه ثمّ تنتقل لتصيب بقية الجسم كالصدر .
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة .
  • الشعور بالإرهاق والتّعب .
  • سيلان الأنف .
  • آلام في المفاصل .
  • وفي حالات نادرة قد تسبب التهابا في الأذن أو التهابا في الدماغ .

كيفية التعامل مع الحامل المصابة بالحصبة الألمانية

  • إنهاء الحمل: يفضّل إنهاء الحمل إذا حدثت العدوى في غضون 12 أسبوع من الحمل حيث يكون الجنين معرضًا لخطر الإصابة بالعدوى والتشوهات الخلقية الناجمة عنها.
  • إعطاء الغلوبيولين المناعي: إذا كنتِ ترغبين في إكمال الحمل، يتم إعطاؤك حقنة من الأجسام المضادة تدعى الغلوبولين المناعي التي يمكنها مقاومة العدوى والتقليل قدر الإمكان من حدة الأعراض، لكنها لا تلغي احتمالية إصابة طفلك بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. مع التنويه أن الغلوبيولين المناعي يعطى فقط للنساء اللواتي يرفضن إنهاء الحمل.
  • بعض المسكنات: حيث تعطى الحوامل أدوية مسكنة للألم مناسبة للحمل كالباراسيتامول للتخفيف من الحمى والآلام.
  • العزل: توصى الحوامل بملازمة المنزل تحت رعاية طبية خلال الفترة الممتدة من سبعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى سبعة أيام من ظهوره.
  • التزام الحامل بقواعد النظافة وعدم مشاركة أدواتها مع الآخرين.
  • الراحة التامة في الفراش.

كيفية الوقاية من الحصبة الألمانية أثناء الحمل

يعد التطعيم أفضل طريقة للوقاية من الحصبة الألمانية حيث يتم عبر لقاح ثلاثي وهو لقاح مشترك لكل من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR .يتميز بكونه لقاح آمن وفعّال وأن جرعة واحدة منه توقي بنسبة 95% من الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية. يتم تطعيم النساء وفقًا ل:

  • قبل الحمل :يعد تطعيم النساء اللواتي يخططن للإنجاب أمر بالغ الأهمية كونه يحمي من أي مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة الجنين ، ولهذا الأمر يتم إجراء فحص دم للمرأة التي تخطط للحمل لمعرفة إن كان لديها مناعة ضد الفيروس أم لا  ، فإذا لم تكن محصّنة ومحمية يتم إعطاؤها جرعة من لقاح MMR مع التأكيد عليها بتجنّب الحمل لمدة شهر على الأقل بعد تلقي اللقاح.
  • خلال فترة الحمل :في حال لم تكن الحامل محصنة ضد الفيروس فينصح بعدم تلقي لقاح MMR أثناء هذه المرحلة. وأن تتوخى الحذر بشدة بعدم التعامل مع أي شخص تظهر عليه أعراض الحصبة الألمانية . و ضرورة التواصل مع الطبيب مباشرةً في حال الاتصال المباشر مع المصابين بالمرض.
  • بعد الولادة: يتم إعطاء الأم لقاح MMR بعد الولادة تجنبًا من نقل العدوى لأطفالها مستقبلًا.
  • يعطى اللقاح بشكل روتيني للطفل الذي يتراوح عمره ما بين 12إلى 15شهرًا ويعاد إعطاؤه في سن 4 إلى 6 سنوات.

 

والآن بعد أن تعرفنا على أهم وأخطر مضاعفات الحصبة الألمانية ألا وهي الحصبة الألمانية الخلقية نؤكد على جميع النساء في سن الإنجاب اواللواتي يخططن له بأهمية إجراء جميع الفحوصات اللازمة والضرورية للحمل لأن الخطر لايقتصر على صحتك فقط، بل على صحة طفلك أيضًا.