في السنوات الأخيرة ومع تطور العلوم الطبية أصبحت تجربة ترجيع الاجنة المجمدة من ضمن التجارب الشائعة في مجال الحمل والإخصاب. فقد أجمع العلماء على نجاح عملية ترجيع الأجنة بشكلٍ أكبر من عملية طفل الأنبوب. وذلك لأنها لا تحمل أية أضرار أو مضاعفات على صحة المرأة الحامل والجنين. أيضًا أكدت الدراسات العلمية أن الاجنة الناشئة بعد التجميد هم أقل عرضةً للولادة المبكرة أو الوفاة.
بعد أن تبين أهمية تجربة ترجيع الاجنة المجمدة لا بد من توضيح مفهومها وهو عبارة عن عملية تجميد البويضات الملقحة بالحيوانات المنوية ضمن درجات حرارة منخفضة جدًا. وذلك من أجل منع البويضة الملقحة من النمو والتطور حتى يقوم الطبيب لاحقًا بزرعها في الرحم بعد رغبة المرأة بالحمل. كما يكمن الهدف الرئيسي من عملية ترجيع الاجنة المجمدة في تسهيل حدوث الحمل بعد التخصيب الخارجي. وعلى الرغم من ذكرنا إلى أن ترجيع الاجنة المجمدة عملية آمنة وسليمة ولكنها لا تخلو من بعض المخاطر القليلة فقد تسبب الحمل خارج الرحم أو الحمل المتعدد لأكثر من الجنين.
عناصر المقالة
بعض تجارب النساء مع ترجيع الاجنة المجمدة سابقا
أجريت العديد من الاستطلاعات حول تجارب النساء ممن خضعن لعملية ترجيع الاجنة المجمدة. ولكن قبل التطرق إليها من الأفضل توضيح كيفية إجراء العملية من قبل الطبيب. التي تتمثل بنقل الطبيب للاجنة المجمدة سابقًا ووضعها في الرحم. وبداية يدخل منظارًا لداخل المهبل ليستطيع رؤيته، ومن ثم يطهر الرحم باستخدام محلول مطهر خاص. بعد الانتهاء من عملية التعقيم ينقل الطبيب الأجنة عبر قناة عنق الرحم ويدفعها إلى تجويفه حتى تصل إلى المكان الصحيح وتستقر فيه. وبالعودة إلى آراء النساء اللواتي أجرين هذه التجربة فتمثل بعضها بما يلي:
صرحت إحدى النساء أنها كانت قلقة كثيرًا بخصوص تجربة ترجيع الأجنة المجمدة وخاصًة أنها تعرضت إلى الحقن المجهري لأكثر من مرة الذي باء بالفشل. أما بعد خوضها تجربة الترجيع واتباعها تعليمات الطبيب بدقة. كما أنها حرصت على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والبروتينات الضرورية لنمو الجنين وتطوره وبفضل الله حدث الحمل بنجاح، فاكتشفت ذلك بعد ترجيعها للأجنة بعشرة أيام.
أيضًا تحدثت امرأةٌ أخرى عن تجربتها مع الاجنة المجمدة كونها كانت مريضةً بسرطان الثدي ولا بد من تعرضها للعلاج الكيميائي، مما جعلها تلجأ إلى تجميد الاجنة لترجيعها في مرحلة ما بعد الشفاء. كذلك اتبعت جميع تعليمات الطبيب وحرصت على الراحة والابتعاد عن الإجهاد ليحدث الحمل بنجاح بعد مرور شهر.
كيفية نقل الاجنة المجمدة FET
تنقل الأجنة التي جمدت وفق آليةٍ معينة التي تتمثل بالآتي:
بعد جمع البويضات في دورة التلقيح الاصطناعي يجمد المخبريون المختصون أي فائض من الاجنة ذات الجودة العالية. ومن ثم تبقى هذه الاجنة مجمدة في المخزن إلى أن يصبح الزوجان جاهزين للترجيع فتذاب الأجنة وتعطى للمرأة.
كما يراقب التبويض ضمن دورة طبيعية أو مبرمجة مع إضافة هرموني البروجسترون والإستروجين، ثم يتعرض الجنين للإذابة عندما يتوقع أن يكون الرحم في أكثر مراحله تقبلًا للزرع. وبعدها يوضع الجنين في قسطرة دقيقة جدًا ويُدخل عبر عنق الرحم في إجراء مشابه إلى اختبار اللطخة.
فوائد نقل الاجنة المجمدةFET
مع وجود التكلفة المنخفضة لنقل الاجنة المجمدة، إلّا أن هناك فوائدٌ عديدةٌ لذلك وهي:
- زيادة فرص حدوث الحمل خلاله أكثر بكثير من عملية ترجيع الأجنة العادية.
- لا تحتاج إلى أدوية كثيرة فعوضًا عن الأدوية المنشطة تستخدم المرأة هرموني البروجسترون والإستروجين لتكثيف بطانة الرحم استعدادًا إلى نقل الجنين والسماح بالزرع.
- تسبب إجهادًا بسيطًا وضغطًا قليلًا، ففي الغالب تكون الأجنة المجمدة أقل إجهادًا من الدورات الجديدة بسبب عدة عوامل مثل تطور البويضات ونمو الجنين.
- تستطيع المرأة تحديد يوم نقل الأجنة المجمدة قبل عدة أشهر مسبقة، الذي سيستخدم لتحديد تاريخ بدء الدورة.
لماذا تفضل عملية نقل الاجنة وهي مجمدة
تبين بعد عدة تجارب ناجحة لإرجاع الأجنة المجمدة أنه من الأفضل نقلها وهي في حالة التجمد. وذلك لوجود ثلاثة أسباب هي:
- الأول: إن ترجيع الأجنة المجمدة يمنح جسم المرأة فرصة للشفاء قبل عملية الزرع وبعد سحب البويضات.
- الثاني: تسمح عملية ترجيع الأجنة المجمدة للأطباء بمعرفة التوقيت الناجح للزرع بين الجنين والرحم.
- الثالث: إن تجميد الجنين يعطي العلماء وقتًا أطول لاختباره بحثًا عن احتمال وجود تشوهات في الكروموسومات قبل نقل الجنين.
ميزات عملية ترجيع الاجنة المجمدة في السابق
تشمل عملية ترجيع الأجنة المجمدة عدة ميزات وهي كالآتي:
- عند ترجيع الأجنة المجمدة يتم الاختيار بين أفضل الأجنة المجمدة المتوفرة ويُعاد حينها جنينٌ واحدٌ أو اثنين أو ثلاثة كأقصى حد مما يقلل حدوث أية مشاكل في الحمل.
- تضمن هذه العملية اختيار أفضل الاجنة المتوفرة من البويضات الملقحة مما يساهم بتفادي حدوث مشاكل جينية أو وراثية على عكس عملية ترجيع الأجنة العادية أو عملية الحقن المجهري.
- تسمح تجربة عملية الترجيع للزوجين باختيار عدد الاجنة المراد الحصول عليها أثناء العملية وهذا غير ممكن في عملية ترجيع الاجنة العادية بحسب أبحاث الأخصائي سولت بيتر ناجي الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الأجنة من جامعة أتلانتا.
في نهاية مقالنا وبعد تعرفكِ على أهم ما يخص عملية ترجيع الاجنة التي جمدت من قبل، لا بد من نصيحتك بضرورة التأني عند اختيارك الطبيب الذي سيجري لك هذه العملية. فهو من سيقوم بأعقد الخطوات ضمن هذه التجربة لذلك عليكِ استشارة الطبيب المختص والمعروف بنجاحاته. فتوجد أخطاءٌ طبيةٌ كثيرة عند نقل الاجنة المجمدة مثل تسبب تلف المثانة أو حدوث ثقب في الأمعاء أو في الأوعية الدموية. لذلك من الأفضل إجراء هذه العملية بأيدي خبيرة جدًا.