هل تبحث عن طرق علاج الضرس الملتهب وتحاول إيجاد حل لإنهاء معاناتك وألمك بسببه؟ تابع معنا مقال اليوم لنفهم سويةً هذه الحالة المرضية وأسبابها وكيف يمكن علاجها. باعتبارها حالة قد تصيب أي شخص وقد تسبب له الكثير من الألم والإزعاج والضرر.

فآلام الأسنان من أشد الآلام التي قد تعطل سير حياة المريض الطبيعي وقد تكون صعبة ومكلفة العلاج أحيانًا. لذلك يسعى هؤلاء المرضى لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.

كما أن بعض المرضى يكرهون زيارة طبيب الأسنان ويخافون منها إلى حد هستيري يدعى الفوبيا. ولذلك يلجأ هؤلاء للبحث عن طرق منزلية لعلاج الضرس الملتهب فهل يمكن ذلك وهل هذه الحلول فعالة.

ما هو الضرس الملتهب

الضرس الملتهب هو حالة مرضية تدعى طبيًا التهاب اللب السني، وهي حالة التهابية تصيب النسج الرخوة المحيطة بالضرس أو السن. بما في ذلك الأوعية الدموية والأعصاب وهذا ما يفسر الآلام الشديدة المرافقة لهذه الحالة. باعتبار منطقة اللب السني منطقة شديدة التوعية والتعصيب.

ومن أبرز مسببات حالة التهاب اللب السني أو ما يعرف بالتهاب الضرس هي النخور. والتي يمكن أن تصيب أي من الأضراس أو الأسنان في جميع الأعمار. وتختلف النخور السنية في أسبابها وأماكن حصولها كما تختلف في شدتها وخطورتها على صحة الفم.

تحصل النخور السنية بشكل عام بسبب البكتيريا المتراكمة داخل الفم والأسنان. أو الفضلات والبقايا الطعامية التي تتجمع على سطح السن وتشكل أحماضًا تسبب التآكل لهذه الطبقة. وفي بعض الحالات قد يصل التآكل لما تحت السطح الظاهر ويسبب المزيد من الأذيات. ويبدأ النخر السني من الطبقة المعروفة بالميناء ليتغلغل في العمق ويصل إلى لب السن مسببًا الالتهاب.

قد يكون التهاب اللب بسيطًا قابلًا للمعالجة، وفي بعض الحالات قد يكون الالتهاب شديدًا ويؤدي إلى تموت اللب والذي يقود بدوره للإصابة بالعدوى في المنطقة المتموتة وقد تصل هذه العدوى إلى جذر السن أو الضرس الملتهب.

قد تسبب حالة أخرى بالتهاب الضرس، وهي الإصابات المختلفة التي قد تحدث في منطقة الفك. كالكسور والرضوض والكدمات التي يمكن أن تسبب الأذى للأوعية الدموية والعصبية. كما أن المعالجات السنية السابقة يمكن أن تسبب ضررًا أو عدوى تؤدي إلى التهاب الضرس.

أعراض وتشخيص الضرس الملتهب

يسبب الضرس الملتهب ألمًا شديدًا للمريض، وقد يبدو بشكل متورم ويمكن أن ينتقل الألم إلى الفك أو غيره في بعض الحالات. وفي حال تشكل خراجات فإن السن يصبح حساسًا للمس أو الضغط بشكل واضح.

يلجأ أطباء الأسنان إلى تطبيق بعض الاختبارات لتشخيص الضرس الملتهب ولمعرفة مدى الضرر والأذية الحاصلة في النسيج حول السن كما تفيد الصور الشعاعية باستخدام الأشعة السينية في تشخيص الحالة.

يمكن اختبار حساسية السن من خلال تطبيق منبهات مختلفة على السن كالحرارة أو أطعمة حلوة الطعم، فإذا زال الألم خلال ثوان بعد إزالة المنبه فهذا يدل على أن اللب السني بحالة جيدة. أما إذا استمر الألم لفترة بعد إزالة المنبه فهذا يدل على سوء حالة اللب.

طرق علاج الضرس الملتهب

يعتمد علاج الضرس الملتهب على علاج سبب الالتهاب وعلى درجة الالتهاب، في حالة التهاب اللب السني العكوس غالبًا ما يتحسن الضرس الملتهب عند تجريف المنطقة المصابة بالنخر حيث يكون هذا النخر هو المسبب لحالة التهاب الضرس.

بعد تجريف النخر السني يتم ترميم المنطقة، ويمكن أن يستخدم طبيب الأسنان حشوة مؤقتة تحتوي على مادة مسكنة لتخفيف آلام المريض، وتوضع هذه الحشوة لعدة أسابيع ثم تستبدل بحشوة دائمة.

أما علاج التهاب اللب السني غير العكوس الذي يكون الضرر فيه كبيرًا، فلا يمكن تسكين الألم إلا باستئصال اللب أو الضرس بشكل نهائي. وغالبًا ما يعتمد الأطباء في علاج حالة الضرس الملتهب غير العكوس على المداواة اللبية.

يمكن أن يصف الأطباء المضادات الحيوية في إطار علاج الضرس الملتهب وخاصةً عند ظهور أعراض أخرى على المرضى كارتفاع الحرارة، أو عند الحاجة لقمع التهاب اللب السني، حيث يمكن أن ينتقل الالتهاب من اللب السني إلى مناطق أخرى كالدماغ!

هل يمكن علاج الضرس الملتهب في المنزل

قد يتجنب الكثير من المرضى زيارة أطباء الأسنان بالرغم من كون حالة الضرس الملتهب حالة تتسبب بألم شديد لا يمكن تسكينه بالمسكنات الاعتيادية التي تصرف بدون وصفة.

ومن الأساليب التي يلجأ إليها المرضى المضمضة بمشروب كحولي لتسكين ألم الالتهاب وهو أمر خاطئ حتى لو سكن الألم لفترة مؤقتة لكنه لا يساعد على شفاء الالتهاب ويمكن أن يفاقمه.

كما اعتاد البعض على استخدام الماء والملح كغسول فموي لاعتقادهم بأنه كفيل بتطهير الفم عند الإصابة بالالتهاب، ولكن هذا الغسول الملحي غير قادر على القضاء على البكتيريا المسببة لالتهاب الضرس.

مضغ مياسم زهرة القرنفل أحد الطرق المستخدمة شعبيًا لعلاج إصابات الأسنان، لاحتوائه على مواد مطهرة ومضادة للالتهاب، ولكن على الرغم من ذلك فإن هذا الإجراء ليس كفيلًا لعلاج التهاب الضرس.

الوقاية من التهاب الضرس

يمكن الوقاية من التهاب الضرس من خلال اتباع عادات العناية بنظافة الفم، ومن الضروري تعليم هذه العادات للأطفال بسن مبكرة كي تصبح سلوكًا دائمًا يقي من أمراض الفم بما في ذلك التهاب الضرس. ومن أهم إجراءات الوقاية من التهاب الضرس:

  • العناية بنظافة الأسنان وتفريش الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معاجين الأسنان المناسبة التي تراعي حالة الفم.
  • تعديل النظام الغذائي اليومي وتقليل كمية السكريات فيه لأنها تضر بصحة الأسنان وتسبب النخور السنية.
  • استخدام خيط تنظيف الأسنان بانتظام.
  • الاعتناء بنظافة الأدوات الشخصية وعدم مشاركتها مع الآخرين بما في ذلك فرشاة الأسنان.
  • زيارة طبيب الاسنان بشكل منتظم حتى في حال عدم الشكاية من أي أعراض سنية.

يمكن أن يسبب الضرس الملتهب آلامًا قاسية للمريض، ولكن من ناحية أخرى يمكن الوقاية منه ببعض العادات البسيطة الصحية التي توفر على المريض الآلام والتكلفة المادية المرتفعة للمعالجة السنية. فإن كنت تشكي من أعراض التهاب الضرس فلا تتردد بزيارة طبيب الأسنان لأنه الوحيد القادر على تخليصك من ألم التهاب الضرس بطريقة فعالة.