مرض الذئبة الحمامية القرصية (Discoid Lupus Eryrthematosus – DLE)، هو مرض يصيب الجهاز المناعي، ويؤثر على الجلد. حيث يهاجم فيه الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة الجلدية السليمة. مما يسبب قروحًا تظهر على شكل طفح أحمر اللون بارزًا فوق الجلد تبدو على شكل قرص، تزداد سوءًا عند تعرض المناطق المصابة إلى أشعة الشمس.
من الممكن أن تظهر هذه الطفح في مكان واحد أو عدة أماكن في الجسم، لكنها عادةً تصيب الأماكن المعرضة لأشعة الشمس بانتظام، كالوجه، أو الرقبة، أو ظهر اليدين، أو القدمين، وفروة الرأس أيضًا. كما أن هذا المرض هو مرض مزمن، أي أن أعراضه تظهر لفترة طويلة، أو بشكلٍ متكررٍ.
وفي هذا المقال سنشرح عن الذئبة الحمامية القرصية من أسباب وعلاج وأعراض، وما الذي يمكننا فعله للوقاية من مرض الذئبة الحمامية القرصية وكيفية تشخيصه أيضًا. تابع معنا.

أسباب الذئبة الحمامية القرصية

لا يعد مرض الذئبة الحمامية القرصية مرضًا معديًا. فهو عبارة عن مرض مناعي، يفقد فيه الجهاز المناعي القدرة على تمييز المواد الغريبة من الأنسجة السليمة. فيخطئ جهاز المناعة وينتج أجسامًا مضادةً تهاجم الأنسجة السليمة بعد أن يعتبرها خلايا غريبةً. وبما أن هذا المرض يؤثر على الجلد فقط، فإن الجهاز المناعي يؤدي إلى التهاب الجلد كرد فعل على المهاجمة. وبالتالي احمرار وانتفاخ الجلد في الأماكن المصابة مع الشعور بالألم فيها.
حيث في كل الأحوال، لا يوجد سبب واضح لمرض الذئبة الحمامية القرصية، لكن من الممكن أن تكون العوامل الوراثية والهرمونات والعوامل البيئية العشوائية والعادات الخاطئة كتدخين السجائر، عاملًا رئيسيًا في تطور المرض. حيث تتضمن أمثلة العوامل البيئية العشوائية التعرض إلى أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية والضغط، والإجهاد. كما أن هناك أشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الذئبة الحمامية القرصية، وهم ما يلي:

  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض الذئبة أو غيرها من أمراض المناعة الذاتية.
  • كما أن النساء أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض من الرجال، وذلك بنحو ثلاثة أضعاف.
  • بشكلٍ عام يصيب الأشخاص بين عمر 20 إلى 40 عامًا.

أعراض الذئبة الحمامية القرصية

تظهر الأعراض بشكلٍ تدريجيٍ، حيث قد تزداد سوءًا على مدى أسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات. حيث تكون الأعراض المبدئية على شكل تعبٍ وإرهاقٍ. وقد يشكو المريض من حمى متقطعة أو مستمرة، وفقدان الوزن والشهية.
ومع تطور المرض، تبدأ الطفح الجلدية بالظهور في المناطق المكشوفة، والتي تتعرض إلى أشعة الشمس بشكلٍ متكررٍ كالوجه أو الرقبة أو ظهر اليدين. وفي المناطق غير المكشوفة كفروة الرأس، مؤديًا إلى تساقط الشعر بشكلٍ كبيرٍ، أو الصلع في كثيرٍ من الأحيان. حيث يكون الطفح مسطحًا أو مرتفعًا قليلًا فوق الجلد، ولونه يميل إلى اللون الأحمر، وقد يشعر المريض بالحكة والألم في هذه التقرحات. وقد يصيب هذا المرض الأغشية المخاطية في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور التقرحات في الأنف والفم.
وقد تتشابه أعراض هذا المرض مع أمراض جلدية أخرى كالإكزيما، أو الصدفية، لذلك من المهم زيارة الطبيب لتشخيص المرض بشكلٍ دقيقٍ.

تشخيص مرض الذئبة الحمامية القرصية

يزداد الوضع سوءًا إذا تأخر المريض في الذهاب إلى الطبيب لتشخيص هذا المرض الجلدي. لذا على المريض أن يذهب إلى طبيب اختصاص جلدية حالما شعر بأن المرض وأعراضه تتطور. ولا سيما يجب أن يخبر الطبيب عن كيفية تطور أعراض المرض لديه، وما إذا كان هناك أفراد من العائلة يعانون أمراض المناعة الذاتية.
فمن المتوقع أن يقوم الطبيب بما يلي لتشخيص المرض:

  • فحص جلد المريض.
  • أسئلة عن تاريخ العائلي المرضي.
  • إجراء اختبارات دم وبول للمريض.
  • خزعة من الجلد، من أجل فحصها.

علاج الذئبة الحمامية القرصية

لا يوجد علاج دائم لمرض الذئبة الحمامية القرصية، حيث تهدف العلاجات إلى منع ظهور تقرحات جديدة، وجعل الجلد يبدو صحيًا أكثر، فقد يسوء هذا المرض إذا أهمل المريض حالته ولم يتلقَ أي علاج.
حيث تتألف العلاجات من ما يلي:

  • مراهم أو كريمات تطبق على مناطق الجلد المصابة مباشرةً، لتخفيف التهاب الطفح وتقليل احمراره.
  • من الممكن حقن المناطق المحاطة بالتقرحات بالستيروئيدات الموصوفة من قبل الطبيب، لتخفيف التهاب الطفح الناتج عن المرض وتحسين مظهر الجلد.
  • يمكن استخدام الأدوية المضادة للملاريا كالهيدروكسي كلوروكين، وذلك في حال فشلت العلاجات الأخرى. حيث تساعد هذه الأدوية على تخفيف امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، والتي من الممكن أن تؤذي الجلد، وتجعل المرض يحتد.

الوقاية من الذئبة الحمامية القرصية

أحد أهم الطرق للوقاية من مرض الذئبة الحمامية القرصية هو حماية الجلد من التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ مباشرٍ، خاصةً إذا كان هناك أمراض مناعية في العائلة. يمكنك اتباع التدابير التالية لحماية نفسك منه:

  • استخدام واقيًا شمسيًا مع عامل حماية شمس (SPF) 50 أو أكثر، عند الخروج من المنزل في الصباح، وتجديده كل ساعتين.
  • ارتداء قبعة، ظلها يحميك من التعرض لأشعة الشمس مباشرةً.
  • ارتداء ملابس تغطي غالبية الجسم، وذلك عند الخروج في النهار.
  • الإقلاع عن التدخين، الذي يسبب تفاقم مرض الذئبة الحمامية القرصية.
  • الابتعاد عن التوتر والقلق والإجهاد قدر الإمكان، لأنها تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

في النهاية، بمجرد تقليل التعرض إلى أشعة الشمس يمكن أن تقي نفسك من خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمامية القرصية، حيث أن هذه الخطوة البسيطة لها اثر إيجابي كبير في هذا المرض.