الإيدز يستغرق جهاز المناعة وقتًا ليس بالقليل في الارتكاس (رد الفعل) عند إصابته بمرض العوز المناعي المكتسب (الإيدز). ويتساءل كثيرون عن طرق كشفه وهل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز بسرعة أكبر من بقيّة الاستقصاءات والطرق؟ يعدّ الإيدز أو فيروس نقص المناعة المكتسبة من الفيروسات التي تصيب الجهاز المناعي لدى الإنسان. بالإضافة إلى مهاجمتها لكريات الدم البيضاء والجهاز الدموي بشكل خاص، ولا بد من الإشارة إلى عدم القدرة على الشفاء منه. بل يمكن السيطرة على تقدّمه وعلى أعراضه. أما بالنسبة لطرق كشفه وتشخيصه فإن هناك طرق معيّنة تساهم في الكشف عن إيجابيّة المرض لدى المصابين.

هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز 

يقصد بتحليل الدم الشامل معرفة مكونات وعناصر الدم وقيمتها في جسم الإنسان من كريات بيضاء وحمراء وصفيحات دموية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف معرفة قيم مكونات الجهاز الدموي إلى تقدير شدة الإصابة والبحث عن تغيّرات غير طبيعية فيها. ومع أنه لا يفيد كثيرًا في الكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسب، إلا أنه يساعد في متابعة علاج المرض وتحديد مدى الاستجابة عليه. بالإضافة إلى ذلك، يتم متابعة الاختلاطات (الآثار) الجانبية المتعلّقة بعلاج الإيدز. بالإضافة إلى تحديد الاضطرابات والأسباب المتعلّقة به، وينصح بإجراءه روتينيًا عند عدم استقرار قيم تحليل التعداد الشامل. إذ أنّ أيّ اضطراب عن القيمة السابقة يستدعي إعادة التقييم والمعالجة العاجلة.

كيفية إجراء تحليل التعداد الكامل

يتم إجراء تحليل التعداد الكامل عن طريق سحب عيّنة من الدم من أي وريد محيطي في الجسم. بالإضافة إلى ذلك قد يستطيع المخبريّ وخز الإصبع وسحب عينة دم للتحليل المباشر. ونظرًا لعدم توّفره في المنازل، أصبح يطبّق في المخابر أو المشافي وبتكلفة مناسبة للجميع. وفي حال كانت النتيجة إيجابية أو مرضية يعاد التحليل من جديد بعد مدّة. كما يبلغ التعداد الطبيعي للكريات البيضاء بين 6000 إلى 10000، وتبلغ القيمة الطبيعية للخضاب بين 13 و16 ملغ/دل. أمّا القيم الطبيعية للصفيحات فتتراوح بين 150 ألف حتى 450 ألف، وأيّ اضطراب في تلك القيم يستوجب مراجعة الطبيب وإعادة التقييم المخبري من جديد للتأكد من صحّتها.

خلايا الدم البيضاء والإيدز

تتشكل الكريات البيضاء من نقي العظم من خلايا جذعية تتمايز لتعطي كريات بيضاء وغيرها. ومن أهمها الحمضات والأسسات والعدلات والوحيدات وغيرها من الأنواع الأخرى. ونظرًا لدورها في حماية الجسم من الأمراض ودعم المناعة من خلال وظيفة البلعمة التي تقوم بها (بلعمة وامتصاص وهضم الأجسام المضادة) وإنتاج الأضداد اللازمة لمكافحة العدوى والسيطرة عليها. فإن ارتفاعها فوق قيمة ال10000 يشير إلى حالة مرضية التهابية أو تحسسية. بينما انخفاضها تحت قيمة ال4000 تدل على تثبيط نقي العظم إما بسبب دوائي مثل الغانسيكلوفير المستخدم في معالجة الايدز أو بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز) بحد ذاته، وقد يكون السبب عدوى انتهازية (مضعفة) عند الأشخاص المضعفين مناعيًا كمرضى سرطان الدم.

خلايا الدم الحمراء والإيدز

تنتج الكريات الحمراء من نقي العظم عبر ما يسمى السلسلة الحمراء والتي يختلف عددها حسب العمر والجنس، وهي مسؤولة عن توضيح كمية الخضاب الموجود في الدم وهل هو طبيعي أم مرضي. حيث تدل المشعرات الدموية (حجم الكرية الوسطي، والهيماتوكريت المركزي، والشبكيات) على وظيفة الخضاب في نقل الأكسجين إلى باقي أعضاء الجسم. وفي حال كانت القيمة منخفضة فإنها تدل على أمراض الدم والمناعة، أو على أمراض الدم الوراثية، أو قد تكون ناتجة عن تأثير دوائي معيّن مثل الأثر الجانبي المشاهد عند استخدام دواء الريتروفير المعالج لفيروس الايدز أو فقر الدم المرضي. وفي المقابل قد نشاهد حالات معاكسة عند استخدام بدائل التستوستيرون التجارية في معالجة فيروس نقص المناعة المكتسب، حيث يلاحظ عند هؤلاء المرضى ارتفاع في قيمة الخضاب.

الصفيحات الدموية والإيدز

تنشأ الصفيحات الدموية من النواءات في نقي العظم وتبدأ أهميتها من كونها مصدرًا لشلال التخثر وإيقاف النزف الحاصل نتيجة رض أو مرض أو تأثير جانبي لدواء معيّن. حيث تقوم بتجميع بعضها البعض وتلتصق على بطانة الأوعية الدموية المتأذية، ومن هنا فإن نقص عددها يسبب نزوف قد تكون خطيرة ومهددة للحياة كأمراض الدم الخطيرة أو سطحية مثل كدمات ونمشات وفرفريات على سطح الجسم. وفي بعض الحالات قد تنشأ عن الإصابة المزمنة بفيروس الإيدز أو الفيروس المضخم للخلايا أيضًا. في حين، هناك بعض الحالات المرضية النادرة التي تسبب ارتفاع في عدد الصفيحات الدموية.

طرق تشخيصية أخرى للكشف عن الإيدز

هناك العديد من الاستقصاءات النوعية التي تساهم في تشخيص الإيدز. ومن بينها الفحوصات التالية:

  • اختبار الطرق المناعية الإنزيمية Elisa: تستخدم هذه الطريقة سوائل الجسم للاختبار مثل البلازما الدموية أو اللعاب لكشف نمو الفيروس.
  • اختبار التفاعل السلسلي البوليميرازي PCR: ذو حساسية ونوعية عالية وهو الطريقة الفعّالة للكشف عن الفيروس.
  • اختبار الحمض النووي NAT: والذي يبحث عن الفيروس الفعّال في الدم من عيّنة دم محيطية.

 

وفي الختام، إن الكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسب أمرًا كاد أن يكون صعبًا لولا وجود بعض الاختبارات الحسّاسة والمكلفة في الوقت ذاته، آملين من منظمة الصحة العالمية أن تجد علاجًا آمنًا وسريعًا في حلّ تلك المعضلة البشرية.