تعد الأمومة نعمة خص الله بها  النساء وميزهم بها عن الرجال، ويعتبر الحمل والإنجاب حلم لكل فتاة. فكم هي المصاعب التي تعانيها الأنثى أثناء الحمل في سبيل أن يأتي ولدها سليمًا من كل أذى، وكم تحتاج الأم الحامل قدرًا كبيرًا من الرعاية والاهتمام والمتابعة الطبية أثناء الحمل. فما بالك أن تكون الأم في مرحلة المراهقة، هل تعلم ماهي خطورة الحمل في تلك السن الصغيرة؟
فعلى الرغم من كثرة الاهتمام بالحامل، تبقى عملية الحمل عملية حيوية يرافقها بعض المضاعفات والمخاطر التي قد تهدد حياة الأم وجنينها. سواء مشاكل الولادات المبكرة التي قد تسبب أمراضًا للوليد قد تهدد حياته، او مشاكل الدم التي تهدد حياة الأم. كما ويعتبر الحمل في سن المراهقة من أكثر العوامل التي ترفع مخاطر الحمل ومضاعفاته.

عزيزي القارئ سنقدم لك في مقالنا هذا  معلومات حول خطورة الحمل في سن صغيرة، وماهي المشاكل الصحية التي قد تتعرض لها الأم والوليد، وماهي الإرشادات الواجب التزام  الحامل بها في سن المراهقة للتمتع بحمل صحي وآمن.

ما هو حمل المراهقات ومخاطره

حمل المراهقات هو أن تصبح الأنثى حاملًا في عمر يتراوح من 13 عامًا إلى 19 عامًا، أو في سن لا تتجاوز 10 سنوات. وإن من المعلوم أن متوسط عمر الفتيات عند نزول أول دورة شهرية هو 12عامًا. وبعد ذلك يمكن للفتاة أن تصبح حاملًا بمجرد حدوث عملية الاتصال الجنسي مع ذكر بالغ.
كما وإن الحمل في سن صغيرة هي عملية تنطوي على عدد كبير من المخاطر. سواء المخاطر الصحية المتعلقة بصحة الأم وصحة الجنين، بالإضافة للمشاكل الاجتماعية والتبعات الاقتصادية للحمل في سن المراهقة. كما ويمكن للدعم الوالدي أن يخفف من مظاهر الحمل في سن المراهقة ويقلل المشاكل المرتبطة به.

ماهي أعراض الحمل في سن صغيرة

على الرغم من أن أعراض الحمل في سن صغيرة تشابه أعراض الحمل العادية. إلا أنه قد يكون من الصعب جدًا تحديد ما إذا كانت المراهقة حاملًا، وخاصة إذا لم تكن دورتها الشهرية منتظمة بعد. أو إذا كانت الفتاة  قد اتبعت نظامًا غذائيًا خفيف الدهون أو قد تعرضت لمشاكل متعلقة باضطرابات الشهية سببت لها اضطرابًا في دورتها الشهرية. وأعراض الحمل في سن المراهقة على الشكل التالي:

  • يعد غياب دورة شهرية واحدة أو أكثر أشهر علامات الحمل.
  • القيء أو الغثيان الصباحي أو على مدار اليوم.
  • تقرحات الحلمة والثديين.
  • تعب غير عادي وغير مبرر.
  • النفور والمفاجئ من العديد من الأطعمة مثل اللحوم والأطعمة المقلية والتي تحتوي على الدهون.
  • الرغبة المتكررة بالبول.
  • انتفاخ البطن.
  • اضطرابات وتقلبات مزاجية.
  • الشعور بالدوار.
  • زيادة الوزن.
  • النتيجة الإيجابية لاختبار الحمل الدموي أو يمكن شراء اختبار الحمل المنزلي العادي الذي يعطي أيضًا نتيجة صحيحة ودقيقة.

ماهي المخاطر الصحية للحامل في سن المراهقة

إن الحامل في سن المراهقة قد لا تكون على دراية كافية بالرعاية الصحية التي يجب أن تحصل عليها أثناء الحمل، مما يسبب ارتفاع احتمالية التعرض لمشاكل الحمل الصحية، ونذكر من هذه المشاكل:

  • فقر الدم: وهو انخفاض تركيز الهيموغلوبين في الدم مما يسبب التعب والإعياء الشديدين، وإن الحوامل في سن المراهقة أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، بسبب عدم كفاية الوارد الغذائي من الحديد أثناء الحمل، بالإضافة لزيادة متطلبات الجسم من الحديد في فترة المراهقة.
  • ارتفاع ضغط الدم: إن الحوامل في سن المراهقة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. وقد يسبب ذلك احتمالية أكبر للولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض أو قد يتطور إلى التسمم الحملي والذي قد يهدد حياة الأم وجنينها. كما وإن الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم بعد الأسبوع العشرين من الحمل لا يمكن منعه بل يتطلب مراقبة شديدة ودقيقة من طبيب النسائية.

ماهي المخاطر الصحية للوليد من أم في سن المراهقة

إن الحمل في سن المراهقة وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية قد يزيد من الأخطار المتعلقة بالولادة المبكرة وعواقبها السلبية على الوليد. بالإضافة لمضاعفات الحمل وولادة أطفال بوزن منخفض. وإذا كانت الأم مراهقة يولد الطفل عادة قبل الأسبوع 37 من الحمل، حيث أن المدة الكاملة للحمل هي 40 أسبوع، وقد ينتج عن ذلك عدم النمو الكافي للجنين والذي يحدث أثناء الأسابيع الأخيرة من الحمل، وغالبًا ما يعاني الوليد من مشاكل صحية بسبب عدم اكتمال أعضائهم تشمل:

  • الشلل والنزيف الدماغي.
  • مشاكل التنفس والربو.
  • صعوبات التغذية ومشاكل معوية خطيرة.
  • تأخر النمو والتأخر العقلي.
  • مشاكل الرؤية والسمع.
  • متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
  • اضطرابات طيف التوحد.
  • ولادة طفل بوزن منخفض وقد ينتج عنه مشكلات سلوكية تتعلق بصعوبات التعلم وتأخر النمو الحركي والاجتماعي.

المشكلات الاجتماعية المرتبطة بالحمل في سن المراهقة

تتعرض الفتاة لمشكلة انخفاض المستوى التعليمي، وانخفاض مستوى الدخل. وتعتبر الفتيات اللواتي يتزوجن وينجبن في سن المراهقة أكثر عرضة للفقر والعنف الاجتماعي. وقد يتعرض الوليد من أم مراهقة لنقص الرعاية من الوالدين، والبطالة في سن أكبر، وقد يكون الولد أكثر عرضة لاتباع سلوكيات التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات في سن مبكرة.

ماهي العوامل التي تزيد احتمالية الحمل في سن صغيرة

  • الرغبة الشديدة في امتلاك طفل، أو عاطفة أمومة قوية لدى الفتاة متعلقة بالاضطرابات الشخصية.
  • ارتفاع معدلات الجرائم الجنسية كأن تكون المراهقة ضحية الاعتداء الجنسي.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • ممارسة الجنس في سن مبكرة.
  • ألا يكون لدى المراهقة أية أهداف متعلقة بالمستقبل.
  • قلة الوعي الجنسي والوعي بأساليب منع الحمل.
  • الشعور بالنقص واحترام ذات متدني.
  • الفشل الدراسي.
  • الأفكار السيئة المنتشرة في المجتمع والمتعلقة بوسائل منع الحمل.
  • عدم وجود تفاعل إيجابي وإشراف من الوالدين على الطفلة.
  • إذا كانت الأم قد أنجبت في سن المراهقة.
  • مستوى الدخل المنخفض وعدم توفر دعم اجتماعي.

 

إرشادات صحية للحامل في سن المراهقة

  • زيارة طبيب النسائية والتوليد بشكل دوري للاطمئنان على صحتها وصحة الجنين.
  • الاهتمام بنمط غذائي غني بالفيتامينات وحمض الفوليك والحديد والكالسيوم.
  • تناول المكملات الغذائية الضرورية لسد احتياجات جسمها الذي لايزال في طور النمو.
  • عدم إجهاد نفسها في الأعمال المنزلية اليومية.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر التوتر.
  • الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • تأخير الحمل التالي بما لايقل عن ثلاث سنوات.

عزيزتي الأنثى، إن السن المناسب للحمل هو من 20 عامًا إلى 35 عامًا، وهي الفترة الأكثر أمانًا للحمل. وعليك أن تعلمي أن الحمل عملية تتطلب منك جهدًا كبيرًا ووقتًا كافيًا، فلا تقدمي على تلك الخطوة إن لم تكوني متأكدة تمامًا من أنك مستعدة لها عاطفيًا وجسديًا استعدادًا تامًا، لأن ذلك سينطوي على مخاطر قد تهدد حياتك وحياة طفلك.