تبدأ رحلةُ البحثِ عن وصفات طبيعية لزيادة حليب الأم في أشهر الحمل الأخيرة، عندما يبدأ الشّك يساور قلبها حول عدم قدرتها على إكفاء طفلها من حليبها، لتتمكن من إعطاء طفلها الغذاء اللازم لنموه جسديًا وعقليًا، حيث أكدت معظم الدّراسات أنّ الرّضاعة الطّبيعيّة أفضل من الرضاعة الصّناعيّة، فلا يخفى على أحد أنّها تمدُّ الطفل بجميع العناصر الغذائيّة اللازمة لنموّه الصّحي، كما وتقلّلُ من فرصِ التقاطِ الطّفل للأمراضِ المختلفة وتكسبه مناعةً قويّةً ضد الأمراض، ولعل الأهم من هذا كلّه أنّها تساعد في التّقليل من حدوث موتِ الطفلِ المُفاجئ. ومن خلال الدّراسات العلمية التي أُجريت لاختبار وصفات معينة أو أطعمة تزيد من إدرار الحليب عند المرأة المرضعة، ثبُتَ أنّ اتباع المرضع لنظام غذائي متوازن ويحتوي على جميع العناصر الغذائيّة الأساسيّة، أفضل بكثير من تركيزها على أطعمةٍ محدّدةٍ. وفي مقالنا التّالي سنستوضح لأيّ امرأة مرضع ماهي الأطعمة التّي تزيد من إدرار الحليب لديها.

وصفات طبيعية لزيادة حليب الأم

أثبتت الدراسات العلمية أنّه تختلف استجابة النّساء من امرأةٍ إلى أخرى عند تناول الأطعمة التي يعتقد بأنَّها تعزز إدرار الحليب. إلّا أنّه ينصح أن تركّز المرأة المرضعة على اختيار الأطعمة الصحيّة وذات القيمة الغذائيّة العالية لزيادة إدارار الحليب ولرفع القيمة الغذائية داخله، وسنذكر فيما يلي بعض الأغذية التي تساعد على زيادة الحليب:

الخضراوات الورقية الخضراء

تعتبر الخضراوات الورقية من أكثر الأطعمة التّي تساعد على إدرار الحليب، وذلك بسبب احتوائها على نسب عالية من حمض الفوليك المهم لأم المرضع ولطفلها أيضا. بالإضافة إلى أنها مصدر غني بالإستروجين النباتي الذّي يساعد على زيادة حليب الأم. كما أنها يعد مصدرًا جيدًا للكالسيوم والحديد وفيتامين “أ” و”ك”. ومن ضمن هذه الخضراوات: البقدونس والخس والسلق السبانخ والجرجير والشبت والكرنب الأخضر والملوخية والبروكلي وغيرها الكثير من الخضراوات الورقية.

الشوفان

يتميّز الشوفان باحتوائه على هرمون الإستروجين، الذّي له علاقة مباشرة بزيادة تحفيز غدد الحليب وبالتالي زيادة إنتاجه. إضافة إلى احتوائه على مادة الصابونين، والتّي لها تأثير إيجابي على الهرمونات المرتبطة بزيادة إدرار الحليب. ومن المعروف أيضا أنّ الشوفان يحتوي على ألياف بيتا جلوكان التي يعتقد بأنَّ لها دور في زيادة مستوى هرمون البرولاكتين.

الحلبة لزيادة حليب الأم

تعتبر الحلبة من أكثر الوسائل الطّبيعيّة المحفزّة على إدرار الحليب وذلك بسبب احتوائها على مادة تدعى فيتوستروجين، كما أنّ تحضيرها سهلٌ للغاية فكلّ ما تحتاجُه المرأة هو ملعقةٌ صغيرة من بذورِ الحلبة وكوبٌ من الماء، تُغلى قليلًا ثم تُنقع لمدّة 5 دقائق، ويمكن تحليته بالقليلِ من العسل، ولفائدة أكبر يجب تناوله ثلاث مرّاتٍ في اليوم.

الأغذية الغنية بالبروتين لزيادة حليب الأم

من الضّروريّ أن تتناول الأم المرضع وجباتِ غنيّةِ بالبروتينات فهي من أهمّ عوامِل إنتاجِ الحليب كما أنّ لها دور على تغذيةِ الطّفل وتدعمُ نموّه، وأفضلُ ما يُمكِن تناولُه هو اللحوم الطريّة، البيض، المكسّرات والبذور، التوفو إضافةً للعدس والبقوليّات، بالإضافة إلى الأسماك التي تعتبر مصدرًا مهمًّا للبروتين، كذلك بشرطِ تجنّب الأنواع التّي تحوي نسبة عالية من الزئبق.

خميرة البيرة لزيادة حليب الأم

يُساعد تناول خميرة البيرة على زيادة إدرار الحليب لدى الأم المرضع، كما أنّها تمدُ الأم بالطاقة والنّشاط، ولها آثارًا إيجابية على مزاج الأم والتخلص من كآبة ما بعد الولادة، ويعود السّبب في ذلك لكون خميرة البيرة من المصادر الغذائية الهامة مثل مجموعة فيتامينات ب، والحديد، والبروتينات، والكروم، والسيلينيوم، والمعادن الأخرى، ويمكن الحصول على خميرة البيرة على شكل حبوب أو بودرة.

حبة البركة لزيادة حليب الأم

تساعد حبة البركة على إدرار الحليب لدى الأم المرضع بشكلٍ ملحوظٍ، وذلك إذا تناولتها بمقدار ملعقةٍ صغيرةٍ يوميًّا، بالإضافة إلى أنها تُعتبر مصدرًا غذائيًّا هامًا للأم والطّفل، فهي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى الطفل، ويساعد حمض الأرجينين الموجود بداخلها على نمو الطفل. ويمكن تناول حبّة البركة مع العسل وكوب حليب وتناوله في الإفطار أو العشاء.

البقوليات لزيادة حليب الأم

تحتوي البقوليات على الألياف المفيدة للأم والطفل، كالعدس الأصفر والحمص والتي تؤدي إلى زيادة حليب الأم، كما أنّ الحمص يعمل أيضًا على زيادة إنتاج  الحليب وإدراره، نظرًا لاحتوائه على الحامض الأميني “تريبتوفان” الذي يحفز إنتاج هرمون الحليب. لذا فهو من الأغذية المثالية لزيادة إدرار حليب الرضاعة. ولكن من الضروري متابعة الحالة الصّحيّة للطفل فقد تظهر عليه بعض الأعراض كالغازات وانتفاخ البطن بسبب البقوليات التي تتناولها الأم المرضع.

أهمية شرب السوائل لتعزيز إدرار الحليب

من الضّروري شرب كميّات كافية من الماء أي ما يعادل 6-8 أكواب من الماء يوميًا، وذلك لأنّ حليب الأم يتكوّن بشكلٍ عامٍ من الماء، إذ يشكل الماء 90% منه. قد لا يؤثر شرب الماء على إدرار حليب الأم، إلا أنَّه يُعرضها إلى مشاكل أخرى مثل الإمساك والتعب، لذلك من الضروري أن تلتزم الأم المرضع بالنّصائح التّالية:

  • المواظبة على شرب الماء خلال النهار ليس فقط عند الشعور بالعطش، إذ أنَّ العطش لا يُعدّ مؤشرًا كافيًا على كمية الماء التي يحتاجها الجسم، بل يجب على المرضع شرب الماء على فتراتٍ متتاليةٍ خلال النهار.
  • وضع قارورة من الماء إلى جانب المرضع، والحرص على شرب كوب من الماء أثناء كل رضعة.
  • إنَّ جسم الأم خلال عملية الرضاعة يفرز هرمون الأوكسيتوسين الذّي يزيد من شّعور المرضع بالعطش، لذلك على الأم أن تحرص على إبقاء كأس ممتلئ من الماء بجانبها أثناء الرضاعة، ويمكن الاستعاضة عن الماء بشرب مشروبات أخرى مثل، العصائر، أو الحليب، أو الشوربات المختلفة لتعزيز شرب السوائل خلال اليوم.