هل تعاني من رؤية غير واضحة واحمرار وتهيج في أحد العينين، سنستعرض لك بمقالنا أسباب التهاب القرنية وطرق الوقاية منها. مَن منا لم يتعرض لالتهاب في الجفون أو احمرار في العين أو ألم ووخز فيها. ألا إن معظمنا يبدأ بتطبيق العلاج المنزلي الطبيعي قبل التوجه إلى الطبيب. وغالبًا يكون العلاج الطبيعي فعّالاً عند تطبيقه لمدة يوم أو يومين في مثل هذه الحالات.

فقد اعتدنا على علاج حساسية العين والتهابات قرنية وملتحمة العين بالطرق المنزلية دون الحاجة إلى استخدام الأدوية الكيماوية. فعلاج التهاب القرنية في المنزل سهل وبسيط للغاية. فالبعض يلجأ إلى تطبيق كمادات الشاي الأخضر أو شاي البابونج الفاترة على العين، والبعض الآخر يلجأ إلى غسل العين عدة مرات بمحلول ملحي خفيف التركيز بعد غليه وتبريده. أما في حال لم تستجيب العين للعلاج الطبيعي فيجب عليك التوجه إلى الطبيب بشكل فوري لتلقي العلاج المناسب.

والآن دعونا نتعرّف سوية على أهم أسباب التهاب القرنية.

أسباب التهاب القرنية

تضم أسباب التهاب القرنية:

  • إصابة القرنية: عند حدوث أي جرح أو خمج في سطح القرنية، سيؤدي إلى التهاب في القرنية. وهنا تكون هذه الإصابة غير مسببة للعدوى. بينما تكون الحالة معدية عند إهمال التعقيم ووصول البكتيريا إلى القرنية مما يسبب التهابها.
  • استخدام العدسات اللاصقة الملوثة: يعد سطح هذه العدسات وسطًا مناسبًا لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات التي تسبب التهاب القرنية. وفي هذه الحالة يكون هذا الالتهاب معد. بمجرد ملامسة هذه العدسات للعين سرعان ما تنقل لها البكتيريا مسببة الالتهاب. سيدتي إن كنت دائمة الاستخدام للعدسات اللاصقة الملونة التجميلية وترتدي العدسات لفترات طويلة باليوم فمقالنا موجه لك بالمقام الأول.
  • التهاب القرنية الفيروسي المنشأ: قد تهاجم فيروسات الهربس قرنية العين مسببة التهابًا شديدًا.
  • بعض أنواع البكتريا: قد يحدث التهاب القرنية في العين عند إصابتك بداء السيلان بفعل نفس البكتيريا.
  • دخول الماء الملوث إلى العين: عند سباحتك في البحار أو الأنهار أو المسابح الساخنة الملوثة بالمسببات المرضية (جراثيم أو فطور أو طفيليات). وتجدر الإشارة إلى أن قرنية العين السليمة لا تتأثر عند السباحة في مثل هذه المياه. أما في حال كانت القرنية مصابة سابقًا أو فإنها معرضة لحدوث الالتهاب عند التعرض لهذه البكتيريا والفيروسات.

أعراض التهاب قرنية العين

عزيزي القارئ عند شعورك بأحد هذه الأعراض فعليك استشارة الطبيب لأخذ العلاج اللازم فأنت مصاب بالتهاب القرنية وهي:

  • تهيّج واحمرار في العين.
  • الشعور بالألم والحرقة بداخل العين
  • ظهور إفرازات متقيحة أو متجبّنة بالإضافة إلى كثرة إفراز الدمع من العين.
  • إن كنت مصابًا بالتهاب القرنية ستجد صعوبة عندما تفتح أجفانك وذلك يحدث بنتيجة الاحمرار والتهيّج في العين.
  • تشوش في الرؤية حيث تصبح الرؤية ضبابية.
  • تصبح قدرتك على الرؤية منخفضة في الحالات الشديدة من التهاب القرنية.
  • تصبح عينك عند الإصابة بالتهاب القرنية أكثر حساسية للضوء، فإن أدنى شدة ضوئية ستسبب لك الإزعاج في الحالات المتقدّمة.
  • الشعور بالوخز بداخل العين، وكأن شيئًا حادًا بداخلها.

متى تزور الطبيب

يعد التهاب القرنية من الأمراض الغير مزمنة في حال تم الكشف عنه ومعالجته بمراحله المبكرة. ألا إن الإهمال في المعالجة ستسبب آثار خطيرة قد تبقى مدى الحياة كفقدان الرؤية التام (العمى). لذا عند شعورك بأي عرض من أعراض التهاب القرنية سارع بطلب المساعدة الطبية من الطبيب المختص بأمراض العين.

عوامل الخطر لالتهاب القرنية

عادات خاطئة وأمور كثيرة من شأنها أن تدعم خطورة إصابتك بمرض التهاب القرنية، وهي:

  • استخدام العدسات اللاصقة باستمرار وبشكل خاص أثناء النوم يزيد من احتمال إصابتك بالتهاب القرنية بالشكل المعد أو غير المعد. تؤدي العدسات اللاصقة عند ارتداءها إلى تخريش الطبقة السطحية من القرنية مما يجعلها نقطة ضعف ومنفذ للجراثيم والفطور وغيرها من عوامل الالتهاب. والأخطاء الشائعة أثناء استخدامها كإهمال تنظيفها أو وضعها أثناء السباحة.
  • مناعة الجسم المنخفضة تزيد من الإصابة بالتهاب القرنية. فإذا كان لديك مشكلة أو خلل في الجهاز المناعي فكن حذرًا فأنت معرضًا للإصابة بالتهاب القرنية أكثر من غيرك.
  • استخدام عقاقير اللكورتيكوستيروئيدات التي تعالج تهيج واحمرار العينين يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالتهاب القرنية.
  • حدوث ضرر في قرنية العين أو أذية مباشرة في الماضي، فتبقى هذه الإصابة نقطة ضعف في العين. فعند دخول أي نوع من العوامل الممرضة بكتيريا أو فطريات إلى عينك ستهاجم حتمًا القرنية المتهتكة مسببةً التهابًا بها.

مضاعفات التهاب قرنية العين

قد تتطور وتتفاقم حالة التهاب القرنية في العين بسبب إهمالها أو عدم شفاؤها بشكل تام، وتشمل المضاعفات:

  • الالتهاب الحاد أو المزمن لقرنية العين.
  • تقرح القرنية وتهتّكها.
  • تشوش في الرؤية بصورة مؤقتة أو دائمة.
  • إذا قمت بإهمال معالجة التهاب القرنية قد تتسبب هذه الحالة بفقدان الرؤية بشكل تام. لذا وجب عليك الحذر وعدم التراخي بالعلاج.

الوقاية من التهاب القرنية

يعد الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة من أهم مسببات التهاب القرنية. لذا سنقدّم لكم إرشادات هامة للوقاية والحفاظ على نظافة تلك العدسات لمنع حدوث أي عدوى للعين.

  • يجب عليك غسل وتعقيم الأيدي جيدًا قبل لمس العين والعدسات اللاصقة عند تركيبها أو نزعها.
  • تجنب النوم وأنت مرتديًا العدسات اللاصقة.
  • تطبيق المعقّمات باستمرار للحفاظ على نظافة العدسات. واتبع الإجراءات الخاصة بنوع العدسات الذي تستخدمه للعناية بها.
  • عند تنظيف العدسات بالمعقّم يجب عليك تدليك العدسات برفق مستخدمًا رؤوس الأصابع. والامتناع عن خدش العدسات أثناء مسكها.
  • عند الانتهاء من عملية تعقيم العدسات عليك استبعاد المحلول السابق الموجود في العبوة ووضع محلول جديد وثم وضع العدسات فيه.
  • يجب عليك تغيير العدسات باستمرار وبشكل دوري. والتزم بالمدة المحددة على عبوة التصنيع.
  • ينصح أطباء العين بشكل عام بتبديل العدسات مرة كل ثلاثة أو ستة أشهر.
  • تجنّب السباحة وأنت مرتد عدساتك اللاصقة.

الوقاية من تفشي الفيروس

من المعروف بأن أي حالة يسببها فيروس لا يمكن الشفاء منها بشكل تام. حيث لا تنفع مضادات الالتهاب في مكافحة الفيروسات بشكل عام. ولكن يمكن التقليل من خطر الإصابة بها وتكرارها عن طريق اتباع ما يلي:

  • تجنب ملامسة العين إذا كانت الأيدي متسخة.
  • غسل اليدين جيدًا وباستمرار إذا كنت مصابًا بفيروس الهربس أو التقرحات. وعدم لمس الأعين.
  • الامتناع عن استخدام أي قطرة طبية مالم يصفها الطبيب لك.
  • المحافظة بشكل دائم على نظافة الأيدي وغسلها باستمرار بالماء والصابون.

وفي ختام مقالنا يجب القول بأن الالتزام بالنظافة واتباع العادات الصحية هو أهم الإجراءات التي تحافظ بها على سلامة عينيك وحمايتها من المسببات المرضية.