إنّ أكثر ما يقلق المتقدمين في السن ويخيفهم هو حالتهم الصحية فتكثر أسئلتهم عن أسباب وعلاج الخثرة الجدارية وغيرها من الأمراض القلبية التي قد تصيبهم. وتشكل أمام معظمهم مخاوف كبيرة لا يمكنهم تجاوزها إلا بزيادة ثقافتهم الطبية عما يجري لهم. لذلك سنقدم لكم في هذا المقال معلومات شاملة ومقتضبة عن أسباب وعلاج الخثرة الجدارية وكيفية التعامل معها.

ما هي الخثرة الجدارية

تعرف الخثرات بأنها اضطراب في سيولة الدم يؤدي إلى تجلطه وسوء جريانه. كما يحدث عند زيادة لزوجته أو ازدياد ميوعته مؤديًا لازدياد النزف الداخلي وقلة التئام الجروح.

قد تحدث الخثرات في أي عضو مروّى في الجسم وتؤدي إلى انقطاع التغذية والتروية عنه أو نقصها وبالتالي سوء وظيفته أو توقفها. والخثرة الجدارية سميت بهذا الاسم لحدوثها في جدران القلب وبشكل شائع في الجدار الأمامي للبطين الأيسر. وهنا تتسبب في بروز جزء من جدار العضلة القلبية للخارج وخاصة عند انقباض عضلة القلب.

أسباب وعوامل خطر الخثرة الجدارية

تتعدد أسباب حدوث الخثرة الجدارية وتختلف عوامل الخطر المؤدية لحدوثها باختلاف بنية الجسم ونمط الحياة الذي يعيشه بما فيه من نظام غذائي وعادات يومية ومنها:

  • حدوث انسداد في أحد الأوعية الإكليلة التي تغذي جدران القلب والأشيع أن يحدث انسداد الوعاء المغذي للجدار الأمامي للقلب.
  • التأخر في الخضوع للعلاج الحال للخثرة عند المرضى المصابين باحتشاء القلب.
  • الالتهاب التالي لحدوث الاحتشاء يؤدي إلى الركودة الدموية وتجمع المواد المشكلة للخثرات.
  • تمدد الأوعية الدموية في المنطقة التي تسبق الاحتشاء مما يؤدي لركودة عالية تسهم بشكل كبير في تشكيل الخثرة الجدارية.
  • الاحتشاءات القلبية الشديدة التي تحدث في القلب تؤدي أكثر من الخفيفة لتشكيل الخثرة الجدارية. وخاصةً إذا ما تمّ التأخر عن إصلاحها عبر القثطرة القلبية أو بالأدوية الإسعافية الحالة للخثرة.

أعراض الخثرة الجدارية

تعتبر الخثرة الجدارية من الآفات التي تكتشف صدفةً ولكن يمكن التنبؤ بحدوثها بعد احتشاء القلب وخاصة عند الشكاية من أعراض نقص التروية الدموية عن القلب. كالألم الصدري المستمر لأكثر من ربع ساعة والمترافق مع تسرع النبض والتعرّق البارد وغيرها من الأعراض الوديّة. لذلك يجب المداومة على فحص الجسم بعد حدوث الاحتشاء القلبي وبشكل عام حتى عند الأشخاص الصحيحين ينصح بالمواظبة على فحص أجسامهم كل ستة أشهر.

تشخيص الخثرة الجدارية

قليل ما تظهر الأعراض التي تدلّ على حدوث الخثرة الجدارية كما قلنا في الفقرة السابقة ولكن يمكن تشخيصها بالفحوص الدورية الشاملة التي تشمل بشكل خاص تخطيط صدى القلب (الإيكو القلبي)، حيث يمكن لهذا الفحص أن يظهر الخثرات القديمة وحجمها ويمكن من خلاله توقع إطلاقها لخثرات صغيرة قد تشكل خطرًا مستقبليًا على حياة المريض.

مضاعفات الخثرة الجدارية

تحدث مضاعفات الخثرة الجدارية بشكل كبير في الأيام الأولى بعيد احتشاء القلب وقد تحدث بعد زمن طويل من تاريخ حدوث الاحتشاء وتشمل:

  • توقف القلب أو الصدمة قلبية المنشأ.
  • اللانظميات القلبية أو ما يسمى باضطرابات النظم القلبي بأنواعه وأشده خطورة هو الرجفان البطيني.
  • السكتة الدماغية التي قد تحدث في الخثرات الجدارية كبيرة الحجم حيث تتفتت أجزاء من الخثرة وتجول في الأوعية الدموية لتصل إلى وعاء صغير القطر وتؤدي إلى انسداده.
  • السكتة الدماغية الناتجة عن ضعف النتاج القلبي بسبب الخثرة الجدارية حيث لا يصل الدم بكمية كافية إلى الدماغ.
  • تمزق عضلة القلب.

الاحتشاء القلبي الذي يحدث في باقي جدرانه أو في الجدار نفسه.

الوقاية من الخثرة الجدارية

يصاب حوالي عشرة إلى أربعين بالمئة من المرضى الذين أصيبوا باحتشاء القلب بالخثرة الجدارية لاسيما عند التأخر عن العلاج بحالات الخثرة وهنا يجدر القول بأن أهم الأساليب التي تقي من الإصابة بالخثرة الجدارية هي:

  • تناول الأدوية الحالة للخثرة بعد احتشاء القلب.
  • إجراء الفحوص الدورية المطمئنة عن صحة القلب بعد حدوث الاحتشاء.
  • الوقاية من الاحتشاء القلبي نفسه وذلك باتباع العادات الصحية التي تجنب الإصابة بالتصلب العصيدي والسمنة والسكري وارتفاع الضغط.
  • الالتزام بالحميات الغذائية والأدوية الموصوفة لعلاج أمراض ارتفاع التوتر الشرياني ومرض السكري ومرض ارتفاع الشحوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الفيزيائية متوسطة الجهد والابتعاد عن التدخين.

علاج الخثرة الجدارية

تعد أهم خطوة في علاج الخثرات الجدارية هي الحفاظ على ميوعة الدم المناسبة ومنع تشكل أي خثرات أخرى لذلك أهم الأدوية في هذا العلاج هي الادوية المضادة للتخثر ونذكر منها:

الأسبرين: يعد الاسبرين أحد أشيع الأدوية المستخدمة في الأمراض القلبية الوعائية لأنه يثبط تكدس الصفيحات مما يمنع تشكل الخثرات ولكن يرتبط استخدامه بحدوث المشاكل الهضمية التي يمكن ان تصل للنزف الهضمي، يعطى الأسبرين في بعض الأحيان وقائيًا بعد سن 55. يتضمن البروتوكول العلاجي بعد القيام بزرع الشبكة القلبية مشاركة الأسبرين مع الكلوبيدوغريل لمدة سنة ويمكن أن تطول هذه المدة حسب حالة المريض.

 

مضادات التخثر: أهمها الهيبارين وفي بعض الأحيان يستخدم الوارفارين لكنه غير مفضل بسبب تداخلاته الدوائية والغذائية العديدة. يحدد الطبيب فترة العلاج المناسبة بحسب الحالة.

نصائح للحفاظ على صحة القلب

تعد أمراض القلب من أهم أسباب الوفاة حول العالم وتنتشر بشكل شائع خاصةً في الدول الصناعية المتقدمة التي يفرض العيش فيها نمط الحياة الكسول والمتوتر، كما يزداد خطر الإصابة بهذه الأمراض بسبب عدة عوامل بعضها غير قابل للتعديل كالتقدم بالعمر.

أهم العوامل القابلة للتعديل هو نمط الحياة والذي يتدخل في إحداث العديد من الأمراض وليس فقط الأمراض القلبية. نمط الحياة الصحي هو مجموعة من العادات المكتسبة التي تمكن صاحبها من ممارسة روتين يومي يضمن لجسده الصحة والأمان. أهم هذه العادات:

  • الحصول على القسط الكافي من النوم وتجنب السهر خاصةً في مرحلة الطفولة.
  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا.
  • النظام الغذائي الذي يدعم الجسم بالمغذيات المناسبة والكافية.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة والدسمة والحلويات والمشروبات المحلاة.
  • إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة خاصة بعد سن الأربعين.
  • الابتعاد عن مصادر التوتر والمحافظة على حياة هادئة.

القلب هو محرك الجسد النابض بالحياة والحفاظ على صحته وصحة الجسم بشكل عام من أهم واجباتنا فهو من أعظم نعم الله علينا، يمكنك الحفاظ على صحتك من خلال اكتساب بعض العادات البسيطة التي تضمن لك حياةً هانئة بعيدة عن أجواء المرض والشدة لتتمكن من أن تقضي أيامك القادمة مع أسرتك وكل من تحب وليس بين جدران غرفة مستشفى.